أعرب الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال لقائه مع وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس مقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة، عن أمله في أن يتم تغليب صوت العقل، وأن تلتزم كافة الأطراف بضبط النفس، مطالبا فرنسا بالانضمام إلى مصر في جهودها الهادفة إلى إقناع الجانب الإسرائيلي بوقف العملية البرية.
واستعرض الرئيس السيسي عناصر المبادرة المصرية ونتائج الاتصالات المصرية في هذا الصدد، معربا عن أسف مصر لاستمرار قتل الأبرياء من أبناء الشعب الفلسطيني الذين يدفعون الثمن، ومحذراً من خطورة تدهور الأوضاع إلى الأسوأ.
من جانبه، أكد فابيوس، الذي استهل جولته إلى الشرق الأوسط بمصر، عن دعم بلاده لوقف إطلاق النار وتحقيق الهدنة وفقاً للمبادرة المصرية التي ساندتها فرنسا بمجرد الإعلان عنها.
وشدد على أهمية العمل على تحقيق وقف فوري لإطلاق النار؛ وذلك بالنظر إلى استمرار سقوط الضحايا من المدنيين الفلسطينيين، كما أكد حرص بلاده الكامل كقوة أوروبية وعضو دائم في مجلس الأمن على العمل مع مصر ومساندة جهودها الرامية إلى تحقيق الهدنة.
وعلى الصعيد الثنائي، أكد الوزير الفرنسي أثناء اللقاء على الأهمية التي توليها بلاده لعلاقاتها مع مصر سواء على المستوى الثنائي أو في إطار الدور الإقليمي لمصر في منطقة الشرق الأوسط أو القارة الافريقية، مؤكدا أن بلاده تساند مصر في المرحلة المقبلة وتتمنى لها تحقيق النجاح واستعادة دورها التقليدي في المنطقة، موضحاً أن “نجاح مصر يعد مهماً بالنسبة لفرنسا”.
من جانبه، أشار السيسي إلى أن مصر تبادل فرنسا ذات الاهتمام بتنمية العلاقات الثنائية، مؤكدا اهتمام البلاد بتعزيز التعاون مع فرنسا في كافة المجالات، ولاسيما في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف، ومحذرا من مخاطر انتشار النزعات المتطرفة في منطقة الشرق الأوسط وكذا في إفريقيا، والتي ستمتد لا محالة إلى أوروبا، وخاصة دول شمال المتوسط.
وفى هذا الإطار، لفت إلى أهمية تعزيز التشاور على المستويين السياسي والأمني في مواجهة تصاعد التيارات الأصولية المتطرفة سواء في منطقة القرن الأفريقي أو شمال أفريقيا وانعكاساتها على أمن منطقة البحر المتوسط.
وفي الإطار الحقوقي، عاود السيسي التأكيد على ضرورة اتساع مفهوم حقوق الإنسان، ليشمل الحقوق الاقتصادية والاجتماعية كالحق في التعليم والعمل، منوهاً إلى ضرورة تفعيل التعاون الثنائي للنهوض بأوضاع هذه الحقوق في مصر، وذلك جنباً إلى جنب مع الحقوق والحريات المدنية المتعارف عليها، والتي يتعين أن تنمو وتزدهر أيضاً.
وإقليمياً، تم أثناء اللقاء استعراض الرؤيتين المصرية والفرنسية إزاء عدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، ولاسيما في كل من ليبيا وسوريا والعراق، حيث شدد الرئيس على ضرورة تكاتف جهود المجتمع الدولي للحيلولة دون تفتت هذه الدول، والحفاظ على سلامتها الإقليمية ووحدة شعوبها.