احنا شعب متدين بطبعه لا نحتفل إلا بالأعياد الدينية وتكون مظاهر الاحتفال كالتالى اداء صلاة العيد وزيارة الاقارب ثم تأتي فقرة “ساعة لقلبك” وتمتلئ شوارع وسط البلد بـ”المعيدين” لتبدأ فعاليات مهرجان التحرش اللامحدود بداية من “ونبي عسل” إلى قضايا هتك العرض.
ولا تختلف الأيام العادية عن ذلك المشهد كثيًرا، كاد يوقعها أرضا خلال عبوره في حارة أتوبيس النقل العام التي تعج بالركاب، قالت له “مش تحاسب”، رد بتهكم “إيه اللى جابرك تركبي أتوبيسات”، أجابت غاضبة كأنها تدفع تهمة عن نفسها “اللي جبرني جبرك”. لا يعلم هو وأمثاله أن نسبة المرأة المعيلة في مصر بلغت الـ35%، لو وجدن من يحمل عن كاهلن بعض الاعباء المادية لما تعرضت أحداهن للإهانة من أحد الجهلاء.
المرأة تدفع ثمن حريتها في الخروج إلى الشارع ومساواتها بالرجال في العمل من أعصابها وكرامتها يوميًا، فتخبرنا الإحصاءات أن 62% من الرجال في مصر اعترفوا بالتحرش لفظيا وماديا بالنساء، بمبدأ “مش عجبك اقعدي في البيت” أو “هى اللى عايزه كده” أو “أصل لبسها مستفز” وهكذا.
كيف لدولة تعرضت 99% من نسائها للتحرش لفظيًا أو ماديًا أن تشارك في العيد العالمي للمرأة، فالاحتفال بمثل تلك الأعياد حرام فعلياً، لأنه يقضي على ما تبقى من “مرارة” نساء مصر وفتياتها، وسيظل حرامًا حتى يصبح المساس بالمرأة لفظيًا وماديًا حرامًا، والتعدي على حريتها الخاصة حراما، وترويعها وتهميشها وإقصاؤها حرام، فاعملوا بوصية نبيكم “ياشعب متدين بطبعه”، ورفقا بالقوارير.