صرخات مدوية أطلقها آلاف المواطنين من سكان منطقة “المستعمرة” بمدينة المحلة بمحافظة الغربية بسبب تشريدهم على أيدي شركة الغزل والنسيج حيث أنهم يسكنون منذ فترة طويلة بمنازل مكونة من دور واحد تتوسطها حدائق صغيرة محاطة بالأشجار تنتظم داخل بلوكات ،بمدخل مدينة المحلة الكبرى بمحافظة الغربية يسكنها عمال شركة الغزل والنسيج بالمحلة ، تبلغ مساحتها 68 فدان 17 قيراط و 11 سهم تضم 1000 أسرة يبلغ عددهم حوالي 5000 نسمة ، وبها ثلاث بوابات رئيسية وحراسة أمنية خاصة بها ، تضم 7 عمارات و 28 بلوك يضم كل واحد منهم 20 منزلا ، المنزل الواحد عبارة عن غرفتين وصالة بحديقة صغيرة او عبارة عن فيلا دور واحد ، موزع على العاملين بشركة غزل المحلة حسب درجاتهم .
قال حمدي حسين ، منسق حزب المصري الشيوعي ، تاريخ بناء المستعمرة لعام 1906 أثناء الاحتلال الانجليزي لمصر بناها الانجليز لتكون معسكرات لجنود الاحتلال ومن هنا جاءت كلمة مستعمره ، ومن بعد جلاء الاحتلال عن مصر عادت المستعمرات ملك للدولة وظلت حتى عام 1956 العدوان الثلاثي على مصر كانت مساكن إيواء لسكان السويس وبور سعيد وفى أواخر الخمسينات قامت شركة غزل المحلة بتوقيع عقد شراكة مع الدولة ياخد المستعمرة بحق الاتفاق بالمباني لسكن العاملين بالشركة على ان تبقى الأراضي ملك للدولة مقابل مبلغ 211 ألف تكلفة المباني آنذاك.. ومن وقتها تحولت المستعمرة الى مساكن عمالية.
يضيف شمس المغربي ، احد سكان المستعمرة ، 73 سنه ، بأنه يسكن فى المستعمرة منذ الستينات ومنذ خروجه على المعاش من شركة غزل المحلة من 13 سنه ويواجهه مشاكل عصيبة بسبب محاولة الشركة طردهم من المستعمرات وهدمها وتسليم أرضها للدولة دون إعطائه بديل سكنى ، رغم انه تم خصم 15 % من أرباحه الشهرية لحساب سكن البدل طوال السنين الخدمية وتنكرت الشركة بحقوقهم وقامت برفع قضايا تعويض مالية ضخمة تصل الى 140 ألف جنية والحكم على كبار السن والأرامل والمسنين الذين خرجوا على المعاش وأسرهم بالطرد وأقامت ضدهم قضايا حبس وتبديد ومن المفروض تنفيذ الحكم عليهم .
ويشير محمد طه ، احد المتضررين من هدم المستعمرة ، ان المستعمرة مساحتها شاسعة جدا وتضم 1000 أسره فقط منهم 80 % على المعاشات والمطالبين بالرد منها واقترح اهالى المستعمرة على المسئولين فى استغاثات رسمية بان يتم إنشاء وحدات سكنية بدل من المنازل الدور الواحد والجنائن لضم فيها جميع العمال والاستفادة بباقي المساحة فيما يخص الدولة .
فيما يؤكد محمد وادى ، رئيس النقابة العمالية لعمال المعاش ، ان العامل ياخد المسكن حين يعمل بالشركة بإيجار بسيط ويظل يخصم منه 15 % من أرباحه على آمل تملكه الشقة بعد خروجه على المعاش ، وعندما طالبت الشركة بالخروج وتسليم المنازل منزل 3 سنوات قام محافظ الغربية وقتها اللواء عبد الحميد الشناوى من اصدار قرار بانشاء 5448 وحده سكانية وتخصيصهم للعمال ولكن عقب قيام الثورة تم الغاء القرار ورفض اى مسئول تفعيلة والمطالبة بالخروج من منازلهم . مشيرا لان المستعمرة مدينة متكاملة للخدمات التي يريدوها سكانها وسكان مدينة المحلة الكبرى أيضا فا تحتوى على 3 مدارس حكومية ، وشعبة الأمن الوطني وشعبة الآداب ، ومصلحة الجوازات ، وأدراه المرور ، وتعاون غزل المحلة للسلع الغذائية ، فيما يجعلها مدينة متكاملة على أطراف مدينة المحلة الكبرى .
وتضيف زينت حسن ، احد سكان المستعمرة ،ارمله ،ولديها 3 اطفال ، ان زوجها كان من العاملين بالشركة وليس لهم اى مسكن غير المستعمرة وبعد وفاته طالبتها الشركة بالخروج ودفع تعويض يصل 30 الف جنية وهى غير قادرة على دفع المبلغ او الخروج من المستعمره فمعاش زوجها لا يتعدى 750 جنية ، واقل شقه سكنية يصل ايجارها 400 جنية .