الفيوم هى مصر الصغرى وواحة السلام محافظة الحضارة منذ القدم ولكن هيهات فمع الجهل والفقر والبطالة ظهر بها مالم يكن بالحسبان وأصبحت الفيوم منذ الثمانينات وهى قنبلة مصر الموقوتة ما بين التكفير والإرهاب حيث أصبحت الفيوم بؤر إجراميه لمدعى الإسلام عاشت خلالها حروب شرسة مع الإرهاب ما بين شوقين وجماعات إسلامية وتكفير وهجرة وغيرها من الجماعات التى وجدت بالفيوم ما يساعدها على الانتشار والتوغل بسبب بساطة الناس وانتشار الأمية الدينية قبل الأمية القرائية مما ساعد على ازدياد أعداد المنتمين لهذه الجماعات التى انطلقت بعد ذلك لإرهاب وتدمير مصر.
والباحث بتاريخ تلك الجماعات سيصطدم للأسف بحقيقتهم فإرهابهم لا يصوب إلا لأبناء شعبهم والدماء على أيديهم لا تروق إلا من أبناء شعبهم فأى جهاد وأى شريعة وأى دين الذى يستحل ويبيح دماء أبناء الوطن فى هذا التقرير سأتناول بعض هذه الجماعات وقطعا لا حاجة بهذا التقرير لسرد تاريخ جماعة الإخوان المسلمين الذى مل الجميع من سرده حتى حفظه القاصي والداني، لكن هناك الكثير من التنظيمات لا يعلم الكثيرون عنها أي شىء، وهي التي أفرزت ما نعيشه الآن من واقع أليم، وما علينا إلا الخوض في بحر التاريخ ليعرف الجميع من هم الفيوم شهدت أعنف وأخطر تنظيم أصولى إلا وهو (الشوقيون). ويرجع نسب هذا التنظيم لمؤسسه شوقي الشيخ من مركز أبشواي والذي تتلمذ على أيدي الشيخ يوسف البدري في حقبة السبعينيات أثناء دراسة الشيخ للهندسة في جامعة حلوان.
لم يكن شوقى الشيخ يؤمن بما تتعلمه من شيخه يوسف البدرى فقط بل انه تعرف على طارق الزمر في منطقة الهرم و انضم عن طريقه لتنظيم الجهاد، وظل شوقي على ولائه لتنظيم الجهاد حتى بعدما دخل السجن في سبتمبر و خرج منه بعد اغتيال السادات بشهور عديدة1981 وظل يبحث عن مؤسيسى تنظيم الجهاد ولكنه فشل في الانضمام لتنظيم جهادي آخر عرف في عام 1986م بأنه محاولة لإعادة تأسيس تنظيم الجهاد، لكن التنظيم انكشف للأمن و دخل أقطابه السجن وأصبح شوقي الشيخ نزيلا في سجن استقبال طرة، و في السجن تعرف على بعض دعاة و أقطاب مجموعات التوقف و التبين ودار بينه و بينهم نقاش متكرر نتج عنه أن تخلى شوقي الشيخ عن عقيدة تنظيم الجهاد و تبنى عقيدة جديدة اشتقها هو بنفسه من عقائد مجموعات التوقف و التبين و هي عبارة عن عقيدتهم كاملة لكنه أدخل عليها تعديلا مفاداه أنه مادام أمر التوقف هذا بدعة فإنه عليه إلا يتوقف بل يبادر بالحكم بتكفر من خالف عقيدته دون توقف و بعدها لو اعتنق عقيدته فإنه يدخل الاسلام من جديد.
وهنا مزج شوقي بين فكرة حمل السلاح ضد الحكومة التي تعلمها أيام عضويته لتنظيم الجهاد و بين فكرة تكفير من ليس معه، و أدى ذلك لتسلحه هو و العديد من أتباعه و قيامهم بالعديد من الأعمال المسلحة التي سرعان ما أفضت لمواجهة واسعة بينهم و بين الشرطة إثر قتل شوقي الشيخ لخفير نظامي و استيلائه على سلاحه الحكومي.
وتم اصطياد شوقي الشيخ في إحدى المواجهات مع الشرطة وقتله في قرية (كحك) بمركز أبشواي بالفيوم عام 1990.
شوقي كان هو الصمام لعنف الشوقيين إذ اندلع بعد موته عنف الشوقيين بأشد ما يكون و زاد من عنفهم أن بعض قادة الجهاد مثل نزيه نصحي راشد قد رأوا أن تسليح الشوقيين بالقنابل اليدوية أمر مفيد لاستنزاف قوة الحكومة و بالتالي فقد أمدوا الشوقيين بكل القنابل التي استعملوها في صراعهم المسلح ضد الشرطة طوال الفترة الممتدة من عام 1990م و حتى 1994م عندما التأم شمل أغلب قادة الشوقيين و أعضائهم داخل السجون ليخرجوا منها عام 2006م إثر فوز الإخوان المسلمين بـ 20% من مقاعد مجلس الشعب المصري فيما فسره البعض بأنه محاولة حكومية للتقليل من المد الشعبي للاخوان بإطلاق دعوات التكفير التي تدعو لاعتزال المجتمع و مقاطعة الانتخابات على جميع مستواياتها.
و قد ارتكب الشوقيون العديد من الأعمال المسلحة ضد الشرطة و المتعاونين معها و لكن أكثر أعمالهم كانت السطو المسلح على محلات ذهب مملوكة لمسيحيين يبيعون الذهب المسروق بأقل من ثمنه ثم يشترون به سلاح و كانت معظم اشتباكاتهم مع الشرطة و اتسمت هذه الاشتباكات بشراسة منقطعة النظير مستخدمين الأسلحة الآلية و القنابل اليدوية أما عن الاغتيالات فقد كان للشوقيين السبق في ارتكاب أول عملية اغتيال لضابط بجهاز أمن الدولة عام 1991، فقد نصبوا كمينا للمقدم أحمد علاء – مسئول مكافحة التطرف الديني بالفيوم – في وسط المدينة عندما أمطروه بوابل من رصاص الأسلحة الآلية، ليفر المنفذان تاركين المقدم علاء وقد فاضت روحه إلي ربه. أما العملية الثانية فكانت عام 1992 عندما حاولت مجموعة من الشوقيين اغتيال المقدم محمد عوض مأمور سجن استقبال طره، لكنه نجا من الاغتيال وفرت المجموعة المنفذة.
وبدأت حملات الاعتقال تطول جميع أفراد التنظيم، حتى قبع معظمهم بالسجون المصرية، واعتقد الجميع أن ذكر هذا التنظيم قد انقطع بعد مقتل زعيمه ثم اعتقال كوادره، إلا أن هناك من يحمل له الشوقيون فضل جمع مآثر زعيمهم، ألا وهو حلمي هاشم رائد الشرطة السابق الذي كان منضماً لتنظيم الجهاد علي يد ضابط جيش كان عضواً بالتنظيم، حتى اعتقل هاشم في أواخر الثمانينيات، ليلتقي في (مدرسة) السجن ومجموعة من سوهاج تعتنق فكر شوقي الشيخ. و بعد عدة جلسات اقتنع حلمي هاشم بهذا الفكر الجديد، حتى إنه إثر خروجه من السجن – أوائل التسعينيات – افتتح مكتبًا لبيع الكتب الإسلامية كان عمادها عشرة كتيبات جمع فيها أفكاره الجديدة وشروحات لها، ولم يضع اسمه عليها وإنما وضع اسما حركيا له وهو (شاكر نعمة الله)، ولاقت هذه الكتب رواجاً كبيراً في ذلك الوقت. و بدأت الريبة تتسلل لنفوس الجهات الأمنية مما يقوم به حلمي هاشم، ليس فقط من اثر الكتب وإنما لأنه بدأ في تجنيد المئات من شباب تنظيم الجهاد لضمهم لتنظيمه. إلا أن رده دوماً كان واحداً، حيث نفي عن نفسه وعن الشباب تهمة حمل السلاح عكس الشوقيين، مؤكداً أنه يحتوي الشباب من آفة انضمامهم للشوقيين. و ظلت الهدنة ما بين وزارة الداخلية وحلمي هاشم حتى اكتشفت الشرطة أن أتباعه يحوزون كمًا كبيرًا من الأسلحة المتطورة، ليصدر أمر باعتقال حلمي هاشم وأتباعه نهايات عام 1998 و مازال حلمي بالسجن حتى الآن اللهم ان الاسلام برئ من أفكارهم وإرهابهم فالإسلام دين السماحة والمحبة والسلام والآن سؤال… ألا ترون أن أفكار وطرق الشوقيون بإرهابهم وفكرهم هو ما نراه الآن ولا سيما طريقتهم مع الشرطة والامن.