اتخُّذ رمزا للوفاء وعدم التخلى عن صاحبه وقت الضيق، واستأنسه الإنسان منذ آلاف السنين، بل وأثنى عليه القرآن الكريم فى سورة أهل الكهف، وأتى ذكره فى إحدى آياته الكريمات، وحينما عجز الإنسان القوى عن حماية نفسه استعان به ليحميه من أعدائه، حديثا استعانت به الشرطة لمساعدتها فى الكشف عن المجرمين وحل القضايا الصعبة والغامضة، وتطور الأمر واستعانت أجهزة الأمن بالكلاب المدربة لمعاونتها فى حربها على الإرهاب والكشف عن المتفجرات والممنوعات، حتى لو دفنت فى باطن الأرض.
اليوزباشى الألفى .. مؤسس الكلاّبة
أول سلاح للكلابة ( وحدة تختص باستيراد وتدريب وتربية الكلاب البوليسية فى أماكن مخصصة لذلك وتحت إشراف علمى) ظهر فى مصر كان فى عهد الملك فؤاد الأول، تحديدا عام١٩٣٢ حيث تم إنشاء سلاح تدريب الكلاب البوليسية، ويعود الفضل فى إنشاء هذا السلاح إلى اليوزباشى سعيد الألفى، الذى يعد أول قائد تولى لهذا السلاح الوليد، حيث حصل على دورة فى تدريب الكلاب بألمانيا، وقام إثرها بتدعيم الشرطة المصرية بعدد من كلاب »الراعى « الألمانية، كان مقر سلاح الكلاب فى منطقة العباسية بمقر كلية الشرطة القديم.
الكلاب تحت رعاية الملك فاروق
تطور السلاح بمرور الوقت، حيث لقى اهتماما كبيرا على يد الملك فاروق الأول ملك مصر والسودان، حيث قام بتدعيم إدارة تدريب الكلاب بعدد من الكلاب البوليسية، ومع تطور الأوضاع السياسية وانتشار الجريمة فى مصر، تحول هذا السلاح من مركز تدريب منفصل إلى إدارة رئيسية بوزارة الداخلية أنشئ مقرها فى أكاديمية الشرطة بمنطقة التجمع الخامس فى عام ٢٠٠٢ ، ثم تحول إلى إدارة عاملة على مستوى الجمهورية فى عام ٢٠٠٦ .
الجنرال هول .. أول كلب يدخل الخدمة
أشهر كلب ذاع صيته فى وزارة الداخلية ارتبط اسمه مع مؤسس السلاح اليوزباشى سعيد الألفى، وهو الكلب »هول « الذى عرفه العامة وقتها بالاسم بعد نزول صورته فى الصحف بعد كشفه عديدا من الجرائم لدرجة أن الشاعر محمود غنيم، خصه بالتكريم والمدح فى قصيدته التى حملت اسمه »صرخة فى وادى الكلب هول. « ويعد »هول « من أوائل الكلاب التى استخدمت فى الشرطة المصرية منذ عام ١٩٣٢ عندما قامت كلية البوليس بشراء ٤ كلاب من الهواة وكان عمر »هول « آنذاك ٣ سنوات ونفقَ مع مجموعة الكلاب التى نفقت بسبب الحمى الصفراء بعد ذلك بعامين أى أنه عاش لمدة ٥ سنوات فقط منها اثنتان فى خدمة البوليس المصرى وكان يدرب الكلب »هول « الباشجاويش عبد الرازق عبد المجيد وكان »هول « نادر الذكاء حتى إنه استخدم فى ٢١٧ قضية وخلال سنة من عمله أثر تأثيرا كبيرا بين الفلاحين فى كل أنحاء البلاد.
مواصفات الكلب البوليسى
يقول اللواء مصطفى فهمى، نائب مدير إدارة تدريب الكلاب بالعباسية، إنه مع بداية عام ٢٠٠٦ اعتمد إنشاء إدارة لسلاح تدريب الكلاب، أنشئت على خلفيتها إدارة عامة توسعت فى تدريب الكلاب وأنشئ لها مكان مخصص فى التجمع الخامس على مساحة كبيرة ومطابقة للشروط الصحية والتدريبية للكلاب.
وأضاف فهمى نستخدم الكلاب للاستفادة من القوة الجسمانية التى تتمتع بها فى أعمال الحراسة ولقدرتها على تتبع أثر المجرمين الهاربين والمفقودين فى المناطق النائية والتعرف على المتهمين فى القضايا المختلفة وفى مجال الكوارث لتحديد أماكن ضحايا الكوارث تحت الأنقاض من الأحياء والمتوفين، وكذا الكشف والبحث عن المخدرات والمفرقعات.
ويضيف اللواء مدحت الحريشى، الخبير والمؤرخ فى الكلاب البوليسية أنه يتم تدريب الكوادر البشرية المعنية بالعملية التدريبية لكلاب الشرطة من ضباط وأفراد ولا بد أن يكون يهوى العمل بسلاح الكلاب ويشترط فيه الأمانة المفرطة لأنه يتعامل مع حيوان لا يتكلم ولا يشكو من شىء يصيبه ويلفت خبير الكلاب النظر إلى أن قوة الكلب فى العَقر تعادل ٣٤٠ كيلوجراما من الضغط فى حين أن قوة فك الإنسان فى العقر لا تزيد على ٢٧ كيلوجراما من الضغط، كما أن حجم أنف الإنسان المتوسط نحو ٤ سم مربع ويحتوى على٥ ملايين من الخلايا الشمسية وحجمها يساوى ١/ ٤٠٠٠ من حجم الإنسان، بينما أنف الكلب يبلغ متوسط حجمها نحو ١٥٠ سم ويحتوى على مئات الملايين من الخلايا الشمسية والإنسان العادى يحتاج إلى ٧ مليارات جزء من الحامض الدهنى لشم أى مادة بينما يحتاج الكلب إلى ٩ آلاف جزء لشم نفس المادة.