اختتمت في مدينة بتراجايا الماليزية فعاليات المحفل العلمي الدولي الثالث لمنصة ” أُريد ” للباحثين الناطقين بالعربية وعلى مدى 5 ايام من يوم 29 ديسمبر2018 ــ 2 يناير 2019 بمشاركة اكثر من 100 أكاديمي وباحث قدموا بحوثا في مختلف التخصصات تم مناقشة بعضها بنحو مباشر واخرى الكترونيا.
وقال مؤسس منصة اريد ومديرها التنفيذي د. سيف السويدي إن ما يميز المحفل العلمي الدولي الثالث ارتفاع عدد المشاركات البحثية في مؤتمراته المتنوعة سواء بالحضور المباشر أو عن طريق التواصل الالكتروني عن بعد مشددا على أن المشاركات البحثية تميزت بجودة البحوث البينية والبحوث متعددة التخصصات .
وأضاف أن فعاليات المحفل لم تقتصر على جلسات المؤتمرات البحثية بل أمتدت لتشمل تنظيم ورش عمل احترافية شهدت مشاركة واسعة من الباحثين تناولت قضايا ومواضيع مهمة تمس الواقع العلمي للباحثين الناطقين بالعربية ، وكانت أول هذه الورش هو منصات البحث العلمي العالمية وأهميتها في الحركة العلمية للناطقين بالعربية والقاها الدكتور السويدي سلط فيها الضوء على ضرورة الاستفادة منها في التواصل مع الاقران من العلماء والخبراء والباحثين . فيما كانت الورشة الثانية للدكتور معد أحمد الحاكم والتي تناول فيها صناعة البيئة البحثية في الجامعات الماليزية وأكد فيها ان التجربة الماليزية كانت ناجحة تمكنت فيها الجامعات من صناعة بيئة بحثية متطورة اسهمت في خدمة المجتمع بنحو لافت وكانت جزءا من النجاح الماليزي في شتى مجالات الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وغيرها.
وتضمنت الورش كذلك ورشة للدكتورة منال الخنبشي وكانت عن أهمية براءات الاختراع في عصر الابتكار المفتوح ، وورشة اخرى القت خلالها أ.د. أميرة سمبس الضوء على الكتابة الاكاديمية للبحث العلمي وكيف أن الجامعات المتقدمة تعمل بنحو مستمر لتطوير آليات الكتابة البحثية وصولا لتحقيق الاهداف المطلوبة منها ، كما شهد المحفل اقامة ورشتي عمل متقدمتين للدكتورطه الزيدي عن مهارات تعامل الباحثين مع وسائل الاعلام ، والدكتور محمد الرشاح عن معايير النشر الدولي وآلياته.
كما تم اقامة معرض للإصدارات العلمية للباحثين المشاركين في المحفل والتي لاقت تفاعلا طيبا من قبل المشاركين.
وأوضح الدكتور السويدي أن المنصة وسعيا منها لتفعيل دور الجامعات العربية والاسلامية في الميادين البحثية فقد قدمت خلال فعاليات المحفل درع منصة اريد تكريما للمؤسسات الاعتبارية الداعمة للمحفل وللمنصة وهي: جامعة ملايا ، جامعة محمد الفاتح الوقفية ، جامعة جدة ، جامعة ام القرى ، جامعة الحسن الثاني ،هيئة البحث والتطوير في العراق ، وزارة التعليم بمنطقة مكة المكرمة ، جامعة تبسّة الجزائر ، جامعة الملك عبدالعزيز ، الجامعة العراقية ، جمعية البصيرة للبحوث والتطوير الاعلامي في العراق ، مشيرا الى انه تم في ختام فعاليات المحفل توزيع الشهادات على الباحثين المشاركين فيه وكذلك اعضاء اللجان التنفيذية في المحفل .
وعلى صعيد متصل ، قال الامين العام للمحفل أ.د.يعقوب جويلك بأن النسخة الثالثة من المحفل العلمي الدولي الثالث قبلت 113 ورقة بحثية من اصل 135 ورقة ، كما تم اتاحة المشاركة عن بُعد في فعاليات المحفل والبث المباشر للجلسات البحثية حيث عنيت المؤتمرات بمعالجة المواضيع بموضوعيّة ورصانة، معتمدة المنهجَ العلميّ،سعيا منها إلى صوغ الرؤى، ورسم الخيارات، واقتراح الحلول الهادفة إلى تحقيقِ مصلحةِ أوطاننا وخيرِ شعوبها ، مؤكدا على أنه ستُنشر بعض البحوث المقدمة في كتاب إجراءات مفهرس ISI و Scopus، ويُنشر بعضها الآخر في مجلة أريد الدولية للبحوث العلمية متعدة التخصصات.
واوصى المشاركون في ختام جلسات المؤتمرات العلمية والورش والمحاضرات المتخصصة على اهمية تبني الجامعات البحثية وتشجيع البحوث البينية ومتعددة الاختصاصات وتوفير الدعم بكافة اشكاله لا سيما المادية منها للباحثين وتشجيعهم لاجراء بحوث تخدم المجتمعات العربية والاسلامية ، فضلا عن توصيات اخرى متنوعة تصب في مجملها على اهمية توفير بيئة بحثية متطورة للباحثين الناطقين بالعربية ودفعهم لتسويق منتجهم العلمي والبحثي بشكل متطور وحديث .
ومن الجدير بالاشارة أن ادارة المحفل العلمي الدولي الثالث نظمت زيارة للمشاركين الى أبرز معالم مدينة بتراجايا والتي تأسست قبل 25 سنة حيث كرس الماليزيون طاقاتهم في تنفيذ مشروعهم المعماري النموذجي ليصنعوا من هذه المدينة «مدينة المستقبل»، كما اصطلح على تسميتها، حيث تضم مدينة تقنية مصغرة يغلب على تصاميم مبانيها الطابع التقني، وكأنها تقول للزائر «هنا عالم التقنية»، تشمل كليات ومعاهد متخصصة في التقنية .
ويعد المحفل العلمي الدولي وِعاءٌ عِلميٌّ خاصٌّ بالعلماء والخبراء والباحثين الناطقين بالعربية، يستوعبُ ما يمكنهم القيام به من أنشطٍة وفعالياتٍ علميةٍ ، وثقافيةٍ ، وفكريةٍ ، وتواصليةٍ ، تُحقِّقُ الفائدةَ للحركة العلمية العالمية ، وقد عقدت النسخة الأولى من المحفل العلمي الدولي في جزيرة لنكاوي بماليزيا في المدة من 19 إلى 23 نوفمبر 2017 ، وعقدت نسخته الثانية في إسطنبول للفترة من 25 إلى 29 أبريل 2018.