خاص (الموقع )
اختارت سرايا القدس التابعة لحركة الجهاد الإسلامي الوقت الذي يناسبها للرد على اغتيال الجيش الاسرائيلي ثلاثة من مجاهديها قضوا خلال تصديهم لتوغل في قطاع غزة يوم الثلاثاء الماضي ويبدو أن “سرايا القدس” فاجأت إسرائيل بوابل غزير من الصورايخ التي تساقطت في المستوطنات المحاذية لقطاع غزة على الرغم من وجود ما يسمى القبة الصاروخية.
ولوحظ أن الطائرات الحربية الاسرائيلية لم تقم بأي رد فعل سريع خلال القصف أو بعده لعدة ساعات وشن ليلاً سلسلة غارات استهدفت مواقع لـ”الجهاد الاسلامي” و”حركة حماس” في تصعيد خطير للأوضاع الميدانية ترافق مع تصعيد سياسي تمثل بسلسلة تهديدات اطلقها قادة الاحتلال استدعت رداً من فصائل المقاومة التي اكدت تضامنها عملياً بالرد على العدوان وتحميل حماس لإسرائيلي مسؤولية تصعيد الموقف.
وقالت سرايا القدس في بيان مقتضب بعد الغروب إنها تواصل ردها على جرائم إسرائيل، موضحة أنها قصفت مستوطنات الاحتلال بأكثر من 130 صاروخاً وقذيفة وذلك على دفعات عدة.
وأكد الناطق بإسم سرايا القدس أبو أحمد أنه لو لم ترد السرايا على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لكان الاجدى بها أن تجلس في بيوتها.
وأضاف أن “سرايا القدس” أجبرت أكثر من مليون مستوطن صهيوني للدخول إلى الملاجئ، متوعداً بأنها ستوسع نطاق الرد العسكري في حال استمر العدوان الصهيوني على غزة. وقال إن “كسر الصمت جاء رداً على اغتيال الشهداء في رام الله وغزة”.
بدورها أعلنت كتائب “الشهيد أبو علي مصطفى” التابعة لـ “الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين” و”كتائب المقاومة الوطنية” التابعة لـ “الجبهة الديمقراطية” إضافة إلى “كتائب شهداء الأقصى” لواء “الشهيد نضال العامودي” انضمامها لحملة “الرد على العدوان الصهيوني”. وتبنت إطلاق 14 صاروخاً على أهداف للاحتلال في محيط قطاع غزة.
وفى السياق فإن كثافة الرد الصاروخي أصاب إسرائيل بالذهول وعندما استفاق من ذهوله أوعز إلى طائراته الحربية بشن سلسلة من الغارت الليلية مستهدفة مواقع لـ”سرايا القدس” و”كتائب عز الدين القسام” في رفح وخان يونس وغزة ما أسفر عن تدمير بعض المبان وإلحاق اضرار مادية جسيمة بالمنازل السكينة. وقال جييش الاحتلال انه شن نحو 29 غارة على القطاع كما قررت السلطات الإسرائيلية إغلاق معبري كرم أبو سالم التجاري وبيت حانون بذريعة الرد على الصواريخ.
وأقرت وسائل الإعلام الإسرائيلية بأن الصورايخ اصابت المستوطنات وقالت صحيفة “هآرتس” أن 8 صواريخ أصابت مبان بشكل مباشر وألحقت اضرارا جسيمة، وقال الجيش الإسرائيلي ان عدداً هائلاً من الصواريخ أطلق من القطاع، وزعمت إذاعة صوت إسرائيل أن منظومة القبة الحديدية تمكنت من اعتراض ثلاثة منها فقط.
وقال ضابط إسرائيلي لراديو “جالي تساهال” :”إنه وابل لم نشهد له مثيل منذ عامين”، وأطلقت صفارات الإنذار في أجزاء من جنوب الأراضي المحتلة وبئر السبع لتحذير المستوطنين للنزول الى الملاجىء.
وعقب الرد الصاروخي عقد قائد المنطقة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي جلسة لاتخاذ قرار بشأن البدء بعملية عسكرية في قطاع غزة بحضور القائم بأعمال رئيس أركان حرب الاحتلال من دون الإفصاح عن أية نتائج.
وتسابق المسؤولون الإسرائيليون للتهديد والوعيد ، فهدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو برد “قوي للغاية” على اطلاق الصواريخ بينما رأى وزير الخارجية أفيجدور ليبرمان إنه لا شك من احتلال كامل لقطاع غزة، وأكد وزير الدفاع موشيه يعالون إنه طالما لا يوجد هدوء في إسرائيل فلا هدوء في غزة وسيندم الجهاد الإسلامي على إطلاقه الصواريخ. أما وزيرة القضاء الإسرائيلية تسيبي ليفني فقالت إن القوة العسكرية وحدها ستردع كل من يسعى لإيذاء الإسرائيليين.
وبالرغم من ارتفاع لهجة التهديد إلا أن أوساط عسكرية إسرائيلية قالت إن الرد على صواريخ الجهاد الإسلامي سيكون “موضعيا ومؤلما” لكنه لن يتوسع لعملية كبيرة على غرار عدوان عامود السحاب أواخر العام 2012. كما أشار موقع “واللا خدشوت” الإسرائيلي إلى إن قادة الجيش يخشون من إمكانية استهداف المقاومة لمصافي الغاز والتنقيب عن النفط القريبة من قطاع غزة في حال اتسعت المواجهة.
ومن جهتها حملت حماس إسرائيل مسؤولية التصعيد محذرة من تداعيات هذا الأمر، وقال ايهاب الغصين المتحدث باسم حماس في بيان :”نحمل الاحتلال المسؤولية ونحذر من تداعيات أي تصعيد ونؤكد ان المقاومة حق للشعب الفلسطيني للدفاع عن نفسه”.
وأعتبر أن “الاحتلال الصهيوني يستفرد بأبناء الشعب الفلسطيني في ظل انشغال عربي بعيدا عن القضية الفلسطينية والمقدسات، ويحاول فرض سياسة جديدة ويقوم منذ فترة بتصعيد الساحة”.
كما رأى أن الفصائل الفلسطينية فصائل حكيمة وتبحث عن مصلحة الشعب الفلسطيني وتنطلق في قراراتها من هذا المنطلق وترى أن التهدئة مصلحة والاحتلال يقوم باختراقها.
وطالب الغصين في البيان الدول العربية والاسلامية والمجتمع الدولي بالتحرك للضغط على الاحتلال الإسرائيلي لوقف عدوانه.