الفقر والحاجه وفساد الدولة، مفاهيم سيطرت علي أذهان المصريين في العقود الماضية، فلا يمكن إنهاء أوراق، أو الحصول علي خدمة مشروعة من الدولة إلا برشوة أو واسطة أو محسوبية، وانتشر مفهوم ” الكوسة” بسرعة البرق .
فبعد سنوات من القمع والسيطرة، فرض الشعب قوته، وحقق مطلبه وهو حل الحزب الوطني، والذي كان أحد المطالب المطروحة بقوة على الشارع المصري ومثار جدل ونقاش على منابر القنوات الفضائية، وهو مطلب يطرح نفسه بقوة علي الساحة السياسية .
أيام قليلة ويصطف الشعب المصرى فى طابور أخطر انتخابات برلمانية فى تاريخ مصر، وتجد الشعب المصرى كما عودنا دائما بعد ثورة 25 من يناير يصطف فى حشود هائلة أمام الصناديق الانتخابية، ولكن السؤال هنا من سينتخب الشعب المصرى فى الانتخابات البرلمانية المقبلة ؟، وهل هناك حقًا عودة لنواب الحزب الوطنى لممارسة العمل السياسى تحت قبة البرلمان مرة أخرى؟، وهل ستقف الجماعة مكبلة الأيدى دون تدخل منها لمحاولة دخول البرلمان مرة أخرى ؟ .
فقد رأينا أساليب القمع التى كانت تمارس علي الشعب من قبل الحزب الوطنى فى الانتخابات سواءً كانت فى التزوير أو البلطجة التى كانت تمارس فى الشوادر الانتخانية وأمام لجان الاقتراع، فمن البلطجة إلى الزيت والسكر فى الانتخابات البرلمانية الماضية والنهج الذى كانت تنتهجه جماعة الإخوان فى استغلال فقر وطيبة طبقة كبيرة من الشعب لإجبارهم على التصويت لمرشحيهم فلا يجد السبيل سوى التصويت لهم لاعتقاده أنهم جاءوا لخدمته وتوفير لقمة العيش والأنبوبة له، فبعد أن ينجح مرشحهم لا يهتم بعد ذلك بمشاكل من انتخبوه .
“أحمد عز” أحد أكبر رموز الحزب الوطني قبل ثورة 25 يناير 2011، التي أطاحت بالرئيس الأسبق محمد حسني مبارك وحزبه الوطني، ورجاله، استقال أحمد عز من الأمانة العامة للحزب الوطني الديموقراطي الحاكم وقبلت استقالته فوراً بعد ضغط الشعب .
و في 3 فبراير 2011 صدر أمر النائب العام في مصر بمنعه من السفر خارج البلاد وتجميد أرصدته ضمن قائمة طويلة تضم بعض الوزراء في الحكومة المقالة، وفي يوم 18 فبراير أصدر النائب العام عبد المجيد محمود قرار أعتقاله وعدد من الوزراء السابقين الذين تم تغييرهم بالتشكيل الوزاري الآخير، وبعد ما يزيد عن عام من الحبس الإحتياطي خرج أحمد عز بكفالة قدرها 100 مليون جنيه.
وقام “الموقع نيوز” برصد أنشطة أحمد عز بعد خروجه من السجن، بزيارة الي مقر إستراحتة بمركز منوف بمحافظة المنوفية، وإستعداده لخوض الإنتخابات البرلمانية القادمة، ونظرة مواطني منوف اليه، وموقفهم من إحتمال ترشحة للإنتخابات .
وعلي عكس المتوقع، شهد مركز منوف ترحبيا شديدا لترشح أحمد عز للإنتخابات البرلمانية، مؤكدين علي أنه قدم العديد من الخدمات لأهالي المركز فى أيام الرئيس السابق حسنى مبارك، فى مختلف المجالات الصحية والتعليمية وألأجتماعية، وأيضا عدم وجود أشخاص يثق بهم مركز منوف، لكى تدعمهم الأهالى، علي عكس فترة تولي الإخوان مقاليد الحكم .
وأكد أهالي المنوفية علي أن قلة المنافسين الذين يوثق بهم فى الأنتخابات القادمة، جعل سيطرة أعضاء الحزب الوطنى على انتخابات البرلمان شى بسيط ومقبول من قبل أهالى مركز منوف بمحافظة المنوفيه، حيث أكد أحد الأهالي علي أن الفقر يجعل الأهالى تلتف مرة أخرى حول “عز” والزمن يعيد نفسه بدون تغير.
في البداية، أبدي سائق سيارة ” أجرة”، أمله في ترشح أحمد عز للإنتخابات البرلمانية، مؤكدا علي حب مركز منوف لأحمد عز، لما قدمه من خدمات لهم فى الأعوام السابقة، وتوظيف أهالى المركز بمصانع الحديد، ومساعدتهم فى جميع المتطلبات وتلبية إحتياجات الناس الغلابة، مشيرا الي عدم وجود أنباء فى المركز، بشأن ترشح “عز”فى انتخابات البرلمان.
وعند قيام ” الموقع نيوز” برصد إستعدادت أحمد عز بإستراحته بمركز منوف، سادت حالة من الهدوء علي مقر إستراحته، حيث كشف بائع ” سوبر ماركت” مواجه للأستراحه، عن عدم زيارة أي من رموز سياسية أو كبار القري والعائلات لأحمد عز، ولكن إقتصرت الزيارات علي المسئولين بمصانع الحديد والصلب التابعة لـ”عز”، مؤكدا علي عدم وجود أنباء حتي الآن بنيته في الترشح في الإنتخابات البرلمانية القادمة،مؤكدا علي تدعيم “عز” بصوته حالة ترشحه للإنتخابات.
وفي السياق نفسه، قام آخرون علي أحد مقاهي مركز منوف بالتحدث فى هذا الشأن، وخاصة الاصلاحات التى قدمها “عز” للمركز الخدمات الصحية، وتخفيض أسعار العلاج الي النصف فأكثر للأهالى فى مركز منوف، وأحيانا بدون مقابل لبعض أهالي المركز” التي تعاني الفقر والحاجه”، وكذلك قيام أحمد عز ببعض الخدمات التعليمية، بدفع المصروفات عن الطلبة الأيتام وتقديم السيارات لتوصيلهم الى جامعاتهم بدون مقابل، وخدمات للفلاح بدعمه بالأسمدة بدون مقابل، وتقديم الحديد بدون مقابل للمساجد والمدارس، وأيضا لمن يحتاج من الشباب، حيث قال أحد الأشخاص إنه قام ببناء مستشفى علي حسسابه الخاص، ونوه آخر الي الوجبات الرمضانيه التى كانت تقدم فى رمضان يوميا، والموائد الرمضانيه.
وأكد المواطنون علي أنه لايوجد من ينافس عز فى حالة ترشحه للبرلمان، ولذالك فى حالة ترشحه سينجح بكل سهوله، وبالرغم من ذالك أشار أحد أهالى مركز منوف أن “عز” أحتكر الحديد فى مصروأغلق المصانع الاخرى لإحتكار الحديد ،وقال”هما كانو خربينها بس ممشينها”.