يعد هربس الشفاة مرضًا فيروسيًا مزعجًا للغاية، حيث إنه يتسلل إلى الجسم خِلسة ويبقى طوال الحياة.
وغالبًا ما يكون هذا المرض، الذى يشوه المظهر الجمالى للشفاة، غير ضار لدى البالغين، ولكنه قد يؤدى إلى مضاعفات خطيرة تهدد حياة الرضع.
وبحسب وكالة الأنباء الألمانية، فيرجع السبب فى الإصابة بهربس الشفاة إلى العدوى بما يعرف بفيروسات الهربس البسيطة، والتى يصاب به معظم الناس قبل بلوغ عامهم الخامس فى نطاق العائلة.
وأشار إلى أن هذه الفيروسات تنتقل عبر اللعاب أو الأصابع بشكل غير ملحوظ غالبًا نظرًا لأن الشخص المصاب قد ينقل العدوى إلى شخص آخر قبيل ظهور البثور المميزة للهربس.
ومن جانبه، قال اختصاصى علم الفيروسات البروفيسور توماس ميرتينس لوكالة الأنباء الألمانية إن فيروسات الهربس البسيطة تتوغل إلى داخل الخلايا العصبية حتى تصل إلى عقدة عصبية تقع أسفل الصدغ تقريبًَا، وفى هذه العقدة العصبية لما يسمى بالعصب ثلاثى التوائم تستقر الفيروسات طوال الحياة.
وأضاف ميرتينس أن هذه الفيروسات تكون غير نشطة أغلب الوقت، ولكن هناك بعض المسببات، التى تساعد على إعادة تنشيطها وعودتها إلى سطح الجلد مجددًا، وخلال عمليات إعادة التنشيط تظهر البثور المؤلمة على الشفاة.
وبدوره، قال اختصاصى الأمراض الجلدية فولكه هابرمان إن الأسباب، التى تؤدى إلى نشوء البثور، ليست معلومة على وجه الدقة، ولكن الأطباء يرجحون أن الأسباب قد ترجع إلى الأشعة فوق البنفسجية والانفعال والتوتر النفسى وكذلك ضعف المناعة، لذا كثيرًا ما يكون هربس الشفاه مصاحبًا لعدوى الإنفلونزا.
وأشار طبيب الأطفال كال إلى أنه فى حالات استثنائية قد تحدث مضاعفات لدى الرضع بعد العدوى الأولى، ففى بعض الحالات يكون الغشاء المخاطى للفم مغطى بالكامل، ومن ثم يتعذر عليهم الشرب.
وفى حالات نادرة قد يتفاقم الأمر ويصل إلى حد الإصابة بالتهاب المخ، والذى قد يؤدى إلى الوفاة فى حال عدم علاجه، وفى حالات كثيرة تتبقى أضرار مستديمة، لذا ينبغى على الوالدين استشارة الطبيب فور الاشتباه فى إصابة الطفل بالهربس.
وأضاف هابرمان أن هربس الشفاة غالبًا ما يكون غير ضار لدى البالغين، موضحًا أنه يتم علاجه خلال أول خمسة أيام فقط بواسطة الكريمات، التى تحد من انتشار الفيروسات.
ومن الأفضل أن يستعمل المرضى هذه الكريمات بمجرد الإحساس بحكة خفيفة. وبعدما تجف البثور وتنشأ القشرة المميزة للهربس، يكفى حينئذ استعمال لوشن محتوى على الزنك.
وفى حال الإصابة بالهربس بشكل متكرر وعلى نطاق كبير، فإنه يتم اللجوء إلى تعاطى الأقراص المضادة للفيروسات. ولا توجد لقاحات ضد فيروسات الهربس البسيطة حتى الآن.