استقبل حلف الناتو والولايات المتحدة وعدد من الدول الأوروبية، المناورات العسكرية الروسية بقلق بالغ.
وأعلنت وزارة الدفاع البولندية أن مناورات الاستعداد القتالى المفاجئة، للقوات المسلحة الروسية، هى “محاولة استفزازية للضغط على الغرب”، قبل اجتماع مجموعة العشرين فى بكين.
وأشارت إلى أن “الأوضاع تقع بشكل مستمر تحت مراقبة القوات المسلحة البولندية، وأن الرئيس البولندى ورئيس الوزراء يتلقيان التقارير بانتظام، وأننا على اتصال دائم مع حلفائنا”.
ودعا وزير الدفاع البولندى أنتونى ماتشيرفيتش إلى اجتماع على خلفية المناورات الروسية المفاجئة للقوات الروسية.
وجاء فى بيان نشر على الموقع الرسمى لوزارة الدفاع البولندية، أنه “وفيما يخص المعلومات المتعلقة بالتفتيش على الجاهزية القتالية للجيش الروسى، وبناء على أوامر من وزير الدفاع الوطنى أنتونى ماتشيرفيتش، استدعى من أجلها اجتماع رؤساء قيادة عمليات للقوات المسلحة، ودائرة مكافحة التجسس العسكرية وجهاز الاستخبارات العسكرية”.
أما وزير الخارجية البولندى فيتولد فاشيكوفسكى فقد صرح بأن وارسو مهتمة بأن تكون المناورات التى تقوم بها روسيا فى إطار التحقق من الجاهزة القتالية شقاقة ومفتوحة، مشيرة إلى أن كل بلد يملك الحق بإجراء التدريبات.
وقال إن” كل جيش يملك الحق بإجراء المناورات. نحن مهتمون فقط بأن تكون هذه التدريبات شفافة، لنعلم ما يجرى، وأنه لا يتم إجراء تدريبات ذات طابع عدوانى ضد دولة أخرى”.
ومن جانبه أكد حلف شمال الأطلسى أن قيام روسيا بمناورات مفاجئة “اختبارا الجاهزية العسكرية القتالية” تشكل مصدر قلق جدى للناتو، وأن دول الناتو لم تجر أى تدريبات مماثلة منذ نهاية الحرب الباردة. وقال ممثل لحلف الناتو “إن المناورات الروسية المفاجئة، هى مصدر قلق شديد لحلف الناتو”.
ومع ذلك، أشار المتحدث أن “كل دولة لها الحق فى إجراء تدريباتها إذا كانت تراعى الالتزامات الدولية.. وأن جميع الدول يجب أن تخطر منظمة الأمن والتعاون فى أوروبا، فى وقت مبكر، عن قيامها بإجراء مستوى معين من المناورات فى إطار وثيقة فيينا. ويستثنى من هذه القاعدة، تلك المناورات التى يتم إجرائها بشكل مفاجئ، والتى يمكن الإعلان عنها فى وقت غير مبكر، ولكن فقط عندما يتم البدء بها”.
أما الولايات المتحدة فقد دعت روسيا إلى الوفاء بالتزاماتها تجاه دول الجوار. وأعلنت المتحدثة باسم البنتاجون ميشال بالدانس “لقد رأينا تقارير تفيد، بأن الجيش الروسى أعلن عن تدريبات مفاجئة. ونحن نأمل فى، أن تفى روسيا بجميع التزاماتها ذات الصلة بموجب الاتفاقات القائمة، وتقدم الضمانات اللازمة للدول المجاورة، والمعلومات عن مدى وطبيعة هذه الإجراءات”.
وانطلقت الخميس 25 أغسطس الحالى مناورات لاختبار الجاهزية القتالية للقوات المسلحة الروسية، والتى أصبحت أكبر مناورات تجرى فى روسيا منذ سنة ونصف. وتشارك فيها القوات التابعة المنطقة العسكرية الجنوبية وجزء من القوات والوسائل التابعة للمنطقتين العسكريتين الغربية والمركزية وأسطول بحر الشمال والقيادة العامة للقوات الفضائية الجوية وقيادة قوات الإنزال الجوى. وسوف تستمر مناورات “اختبار حالة الاستعداد القصوى” حتي يوم 31 أغسطس الحالى.
وتحرك حوالى 8 آلاف عسكرى و2000 قطعة من المعدات العسكرية، بما فى ذلك الدبابات من طراز “تى 90 أى” والمدافع المتحركة من مناطق تمركزها إلى ميادين التدريب الخاصة بها. وتم وضع لواءين من صلب تنظيم قوات المشاة الميكانيكية فى جمهوريتى الشيشان وداغستان فى حالة الاستعداد القتالى القصوى، قاما بعد ذلك بالتحرك نحو ميدان تدريب “دالنى” الذى يقع فى جمهورية داجستان وميدان تدريب “سيرنوفودسكويه” الواقع فى إقليم ستافروبولسكي المجاور لجمهوريتى الشيشان وداجستان. كما تشهد هذه المناورات استخدام راجمات الصواريخ من طراز “جراد إم” بالإضافة إلى عربات القتال المدرعة من طراز “بى. إم. بى 2” وناقلات الأشخاص المدرعة من طراز “بى. تى. إر 82 أى. إم” وعربات “مستانج” المدرعة. وجرى نقل وحدات عسكرية إلى أكثر من 2000 كلم من أماكن انتشارها الدائم.
وأكد نائب وزير الدفاع الروسى أناتولى أنطونوف على الامتثال الصارم لكل متطلبات وتدابير بناء الثقة الواردة ضمن وثيقة فيينا، علمًا بأن حلف شمال الأطلسى دعا أكثر من مرة إلى ضرورة إجراء تغييرات ضمن هذه الوثيقة لتكون قيادة حلف الناتو قادرة على مراقبة مثل هذه المناورات العسكرية فى المستقبل.
وفيما يتعلق بقلق دول البلطيق، فقد صرحت السكرتيرة الصحفية لوزارة الدفاع الليتوانية أستا جالديكايتى بأن التدريبات الروسية واسعة النطاق تزيد من التوتر فى المنطقة. وقالت إنه “من المؤسف أن روسيا لا تأخذ مواقف الدول المجاورة بعين الاعتبار منذ 4 سنوات، وتتصرف بشكل مفاجئ وكثيرًا ما تجرى تدريبات مفاجئة واسعة النطاق. وذلك لا يتناسب مع الاستقرار والشفافية فى الفضاء الأورو أطلسى”. وأشارت إلى أن مثل هذه التدريبات تخلق توترًا إضافيًا مع دول الجوار، مشيرة إلى أن هذه التدريبات التى لم يتم الإعلان عنها مسبقًا وتضاعف من التوتر مع الدول المجاورة وتخفض الثقة والشفافية فى المنطقة، وأن الجهات المعنية الليتوانية تتابع أعمال روسيا عن كثب”.