اسلحة ثقيلة وطائرات حربية للتأمين وانغام السمسمية لرفع الروح المعنوية
تنطلق الأفواج من محافظات مصر منذ الساعات الأولى صباح كل يوم لرفع الروح المعنوية والشد من أزر عمال حفر قناة السويس الشرقية “الجديدة” ومشاركتهم العناء والتعب بمزيد من التشجيع والحماس على استمرارية الجهد المبذول من أجل الإيفاء بالعهد الذي اتخذه الرئيس عبد الفتاح السيسي على نفسه أمام الشعب المصري بأن يتم عبور أول سفينة من القناة الجديدة في الخامس من أغسطس العام القادم.
ورصدنا أفواج المصريين المتجهين لموقع حفر قناة السويس الجديدة؛ حيث تجمعوا أمام معدية “نمرة 6” بمحافظة الإسماعيلية للعبور إلى المنطقة الشرقية المتواجد بها موقع الحفر؛ وتبدأ الكرنفالات باتخاذ الصور التذكارية خلف السفن العابرة من قناة السويس ورفع علامات النصر وبجانبها الإعلام المصرية.
ومن الناحية الأمنية وتأمين العمال والمترددين على منطقة العمل فقد رأينا سيارات الدفع الرباعي المحملة بالأسلحة الثقيلة من الجيش والشرطة تمر في أفواج أمنية مستمرة بمحيط موقع الحفر؛ وتشهد المنطقة حالة من الاستنفار الأمني وانتشار للكمائن الثابتة والمتحركة والتي تشدد من اجراءاتها على السيارات العابرة إلى المنطقة.
وقد أكد ذلك “حسن” أحد المقاولين المشاركين في العمل بمنطقة حفر قناة السويس والذي أتى بمعداته وآلاته من قرية السعدية بمحافظة الشرقية؛ كما أضاف أنه لديه لوادر وسيارات نقل تقوم بالعمل على مدى الـ 24 ساعة بموجب ورديتين ويتم إراحة المعدة ساعتين يوميا لصيانتها وتفويلها بالوقود.
وأشار حسن إلى أننا سنوفي بعهد الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي وعد به الشعب المصري؛ فنحن نقف بالشمس طوال ساعات النهار دون كل أو تعب وحالتنا المعنوية مرتفعة؛ موضحا أنهم يتقاضون أجرا مرضيا لهم وللعاملين معهم.
وأثناء حوارنا مع عم حسن دمعت عيناه قائلا: “احنا فرحانين أوي إننا شغالين هنا وبنتبسط لما بنلاقي عربيات الجيش حوالينا ليل ونهار.. الجيش دول اخواتنا وولادنا مش زي الناس التانية بيتأجروا ويهدوا البلد.. إحنا هنا بنبني”، وأكد أنه لا توجد مشاكل لديهم والعمل يسير بصورة طبيعية.
ثم انتقلنا بعد ذلك إلى بعض العشش التي شيدها العاملون بالموقع كمبيت لهم والبعض الآخر استخدمها في كسب لقمة العيش؛ فقد التقينا أحد قاطني قرية الأبطال بمحافظة الإسماعيلية الذي يرجع أصله إلى مركز دشنا بمحافظة قنا وقال لنا: “احنا جينا هنا نسترزق ونبيع حلويات وحاجة ساقعة عشان العمال اللى هنا”.
وبينما نحن نلتقي مع العمال سمعنا صوت إحدى الطائرات تحلق بسماء الموقع وبسؤالنا للعمال أكدوا لنا: طائرات القوات المسلحة تحلق في سماء منطقة حفر قناة السويس الجديدة لتأمين العاملين وهذا جزء صغير من عمليات التأمين الموسعة التي تقوم بها القوات المسلحة والشرطة بمحيط الموقع.
وبسؤالنا بعض العمال عن تواجد لمخلفات حرب أو أجسام غريبة قد عثروا عليها بموقع الحفر؛ أجابونا قائلين: عندما نشعر بوجود جسم غريب نقوم بإبلاغ القوات المسلحة على الفور وتأتي برجال وعناصر المفرقعات للكشف عن الأجسام؛ وحتى الآن لم يتم العثور على أي أجسام متفجرة.
وبانتقالنا إلى عشة أخرى يقوم فيها بعض العاملين بأخذ قسط من الراحة نتيجة العمل الشاق طوال النهار أوضحوا لنا أن لديهم بعض المطالب للرئيس عبد الفتاح السيسي بتوفير سبل المعيشة حتى تتحقق استمراريتنا في العمل؛ فنحن نقوم بشراء المياه لأن مياه الموقع مالحه.
وقال عامل آخر: “احنا الميه مجتش على جسمنا بقالنا يومين، وعايزين يكون لينا كرفانات لحمايتنا من الشمس والعوامل الجوية في أوقات الراحة؛ كما نتمنى توفير مراكز لبيع منتجات القوات المسلحة ومطاعم وكافتيريات فنحن هنا أكثر من 2000 عامل كيف نعتمد على عشه بها بعض الحلويات فقط.
ومن جانبه قال اللواء كمال الوزيري رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة ومدير المشروع الذي يتواجد بشكل دائم في منطقة الحفر إنه سيتم عبور أولى السفن من قناة السويس الشرقية الجديدة البالغ طولها 35 كم في 5 أغسطس القادم كما وعد الرئيس عبد الفتاح السيسي الشعب المصري؛ مضيفا أنه خلال 3 أشهر ستدخل الكراكات للعمل بالمنطقة تمهيدا لدخول المياه.
وأكد “الوزيري” أن أكبر الشركات العاملة بالموقع تأخذ كيلو متر حفر حتى تستطيع تسليمه في الميعاد المحدد لها؛ لأن الكيلو متر الواحد يتطلب حفر مليون كيلو متر مكعب؛ وبين رئيس المشروع أنه إلى الآن وصل عدد الشركات بالموقع إلى ما يقرب 40 شركة ومستهدف لنا 64 بالفترة القادمة حتى نستطيع إنجاز العمل بالقناة الجديدة.
والجانب الجميل هو أنغام السمسمية التي عزفتها فرقة الإسماعيلية وتجاوب معها جميع الحضور من الحركات السياسية وفرق الكشافة بمختلف محافظات مصر وعشرات المواطنين الذين حرصوا على التواجد بمكان الحفر ورفع الروح المعنوية لدى العمال وحث المصريين على المشاركة في هذا المشروع القومي بشراء الأسهم التي سيتم طرحها خلال الشهر القام؛.