قال إريك تراجر، الخبير الأمريكي في الشئون المصرية، إن محاولات جماعة الإخوان لإدارة شئونها من الخارج تواجه حاليا عدة صعوبات بعد أن بدأت الدول الحليفة لها في التخلي عنها تدريجيا.
وأشار تراجر إلى قرار قطر، والتي دعمت الإخوان خلال فترة الرئيس الأسبق محمد مرسي ومنحت العديد من أعضاء الجماعة اللجوء السياسي، بطرد عدد من قادة الاخوان مؤخرا، وكذا تراجع الترحيب بهم في المملكة المتحدة بعد أن كانت ملاذا آمنا، حيث ظل مكتبهم الإعلامي يعمل هناك لعدة عقود.
أما تركيا، التي تبث من أراضيها شبكة تلفزيون رابعة، تعد الآن الملاذ الأخير للإخوان، في الوقت الذي تتردد فيه أنباء حول بحث الإخوان إمكانية اتخاذ ماليزيا وتونس قواعد جديدة لهم.
ويرى تراجر، في مقال نشره في دورية فورين افايرز بعنوان “الإخوان في ورطة”، أنه على الرغم من الانتكاسات التي يمر بها الإخوان على مدى العامين الماضيين إلا انهم رفضوا إعادة النظر في توجهاتهم القائمة على “أسلمة” المجتمع المصري من أجل إقامة الخلافة الإسلامية بهدف التصدي للنفوذ السياسي والثقافي الغربي.
وأضاف تراجر أن التعنت الفكري للإخوان يبدو جليا في اختيار جمعة أمين كمرشد جديد للجماعة، كما أعلن احد قادة الإخوان أوائل الشهر الحالي، حيث يعتبر أمين أحد أبرز أعضاء الإخوان الذين لم يتم ايداعهم في السجن أو يهرب من البلاد.
ويعيش أمين الذي ظل عضوا في مكتب الارشاد لفترة طويلة في لندن حيث يتلقى العلاج منذ إزاحة مرسي من الحكم، وقام في الأشهر الأخيرة بكتابة خمسة من البيانات الأسبوعية التي تصدر عن الجماعة، ويقول تراجر إن أمين يؤيد فكرة الجهاد المسلح إلى جانب العمل في مجال الدعوة.
وعلى الرغم من الوضع السياسي غير المستقر للاخوان حاليا إلا ان أمين، وفقا للخبير الأمريكي، متمسك بنفس أفكار الجماعة المتشددة، فالمسألة بالنسبة له ليست ماذا لو حكم الإخوان، بل متى ستعود الجماعة للسلطة، في الوقت الذي يرى فيه ضرورة عدم تقديم أي تنازلات ازاء أفكار الجماعة.
ويقول تراجر ان التعنت الفكري للإخوان قد يهدد بقاء الجماعة على المدى الطويل، مشيرا إلى أن الإخوان تعد الآن نموذجا للإخفاق السياسي، وتمسك قادة الإخوان بمشروع الجماعة لن يجذب كثير من المتعاطفين أو الأنصار في الفترة القادمة -وفقًا لـ أ.ش.أ.