بنظرة متعمقة إلى حياة الأشخاص الذين عاشوا في مؤسسات كانت تسمى (مصحات المجانين) ببريطانيا، حاول كتاب (Asylum) أن يعطي مضمونًا مصورًا عن طبيعة هذه الحياة، ومن أجل ذلك قضى المصور مارك ديفيس أكثر من ست سنوات متنقلا بين مستشفيات الأمراض النفسية السابقة المهجورة، ليلتقي مرضى مشكلات الصحة العقلية.
يقول ديفيس لصحيفة (ديلي ميل) البريطانية: إن هذه المباني ومرضاها غالبًا ما كان يتم إخفاؤهم عن الجمهور، مضيفًا: من المهم لنا أن نتذكر هذه المصحات كي نضمن ألا نرتكب نفس الأخطاء.
وبالفعل وقف اهتمامه بتحقيق العدالة وراء أعماله المتعلقة بالمصحات والتي جعلته يلقي نظرة أعمق في حياة المرضى الذين كان يحكم عليهم عادة بقضاء حياتهم بالكامل في هذه المؤسسات
ديفيس يضيف: الأمر الصادم بشأن هذه الأماكن هي أن القاطنين فيها كانوا طبيعيين تمامًا.. تسمع فقط عن أبشع الحالات، ولكن العديد منهم كانوا يعانون من أمراض مثل الاكتئاب بسبب فقدان زوج أو حتى وظيفة.
يستكمل: ما يجعل هذه المؤسسات أكثر ترويعًا أنه بمجرد دخول شخص لإحدى هذه المصحات، من المرجح للغاية ألا يخرج نهائيًّا حتى إذا تماثل للشفاء.
وفقًا لديفيس كان يتم احتجاز العديد من المرضى إذا امتلكوا مهارات مفيدة أو أدوار معينة مثل الخياطة أو البناء؛ لأنهم سيقومون بأداء هذه المهام مجانًا.
بدأ ديفيس رحلته حول المصحات في 2008 مع مصورين آخرين، ولكنه اكتشف لاحقًا أن العمل بمفرده ساعده على تجاوز مناخ كل مبنى، مضيفًا: ستتفاجأ من مدى سهولة الدخول إلى مصحات مهجورة بعينها، العديد منها تركت بأبوابها الأمامية مفتوحة أمام الجميع.
وفقًا للكتاب «بنيت مصحات البلاد بمعدل سريع؛ لتلبية تعصب المجتمع إزاء سلوك وخراب الإنسان المتزايد المرتبط بالمجتمع الصناعي الجديد».
بالنسبة للبعض كان الذهاب إلى المصحة أسوأ من الذهاب إلى السجن، حيث إن معدل التصريف في المصحات كان من 30 إلى 50% فقط.
ولكن بعض المصحات كانت مصممة بشكل جيد، أدى إلى أن بعض المرضى وجدوا أن المرافق كانت على مستوى أفضل من ظروفهم المعيشية الحالية.
وفي 1914، كان هناك 102 مصحة مسجلة للمجانين في جميع أنحاء بريطانيا. الكتاب يصور بقايا 17 مبنى، من بينهم West Riding Pauper Lunatic Asylum، وStaffordshire County Asylum، وNorth Wales County Pauper Asylum، وWest Park Mental Hospital.