أطلقت المذكرات التي كتبتها طليقة الكاتب سلمان رشدي زوبعة من الجدل القائم حول شخصية الأخير، لا سيما وأنها تطرقت إلى مجمل العلاقة
التى جمعتها به، متحدثة عن لامبالاته وغيرته وشبقه الجنسى إضافة إلى حاجته إلى المؤاساة الدائمة بعد عدم فوزه المتكرر بجائزة نوبل للآداب.
كان الكاتب البريطاني سلمان رشدي يحتاج مؤاساة كل عام لا يُعلن فيه فوزه بجائزة نوبل للآداب، وكان شبقًا لا يرتوي وغيورًا تسببت غيرته في تقويض زواجه، بحسب سيرة حياة ذاتية مثيرة كتبتها طليقته عارضة الأزياء والممثلة والمقدمة التلفزيونية وسيدة الأعمال الأميركية بادما لاكشمي.
واتهمت لاكشمى مؤلف “الآيات الشيطانية” بأنه سمَّاها “استثمارًا فاشلًا” بعدما رفضت مغازلاته الجنسية في البداية، وصوّرته زوجًا باردًا قاسي القلب. ورفعت لاكشمي، المولودة في الهند، الغطاء عن زواجها الذي دام ثلاث سنوات، وأخذت تروي في الكتاب الذي يُنشر في الولايات المتحدة اليوم الاربعاء تفاصيل سلسلة من العلاقات الملتهبة مع طليقها.
وكان الاثنان قد التقيا عام 1999 خلال حفلة في نيويورك يوم كانت لاكشمي في الثامنة والعشرين وغير متزوجة، وكان رشدى فى الحادية والخمسين ويعيش مع زوجته الثالثة.
زواج سعيد
تزوج رشدي ولاكشمي عام 2004 وكانا يتنقلان بين لندن، حيث يعيش ولدا رشدي، ونيويورك.
وتروي لاكشمى في سيرة حياتها كيف انه كان يعد لها وجبة الفطور ويقدمها إليها على صينية وهى فى الفراش صباح كل يوم، وكيف كان زواجهما سعيدا في البداية، لكن العلاقة اخذت تتردى ببطء وأثبت رشدي ان “بلاغته” في حرب الكلمات لا تقل عن بلاغته في الكتابة.
وحين نُشرت صورة زوجته المتألقة على غلاف مجلة نيوزويك، وجاءت اليه فَرِحة لتريه الغلاف علق متذمرا بالقول: “إن المرة الوحيدة التى نشرت مجلة نيوزويك صورتي على غلافها هي حين كان أحد ما يحاول ان يضع رصاصة فى رأسى”.
هذا وولد رشدى فى بومباي، لكنه نشأ في بريطانيا، وفي عام 2007 منحته الملكة لقب فارس، فأصبح السير سلمان رشدي، تقديرًا لما قدمه من خدمات للأدب، بعد فوزه بجائزة بوكر عام 1983 عن روايته “أطفال منتصف الليل”، وبعد صدور فتوى بقتله من الخميني بسبب رواية “الآيات الشيطانية”، سارع رشدي الى الاختفاء، فيما وفرت له الحكومة البريطانية حماية على مدار الساعة.
وقالت لاكشمي في مقابلة مع مجلة بيبول لترويج كتابها انها لم تكن تريد سوى الحفاظ على هويتها الشخصية وانها كانت تنتقل من مرحلة الى مرحلة اخرى في حياتها، ولم تكن قادرة على ان تكون دائما موجودة حيث يريدها رشدي ان تكون.
وقد أُصيبت لاكشمى بداء “بطانة الرحم الهاجرة”، وتكتب في سيرة حياتها ان رشدي لم يكن متعاطفا معها حين كانت بحاجة الى حنان من الزوج، وعندما كانت تمتنع عن ممارسة الجنس معه بسبب الألم، كان يتهمها بالتذرع للتهرب من النوم معه.
الطلاق
وبعد جراحة دامت خمس ساعات عادت لاكشمي الى البيت بغرزات طبية في اربعة اعضاء حيوية من جسمها ودعامات في كليتيها، لكن رشدي بدلا من العناية بزوجته غادر في اليوم الثاني في رحلة عمل، وما ان تمكنت لاكشمى من المشى ومغادرة البيت حتى توجهت الى مكتب محاماة مختص بالطلاق لانهاء علاقتها به.
إلى ذلك، لم يردّ رشدي على اتهامات طليقته، ولكن المعروف انه قال بعد طلاقه من لاكشمي ان الزواج تعقيد لا ضرورة له فى الحياة، وان المرأة لا تريد الزواج إلا من باب المظاهر وبدلة العرس.
وصرح رشدي “انه أمر غريب لا سيما وأني متزوج اربع مرات، ولكني حقا لا اعتقد ان الزواج ضروري”، وأضاف: “ان البنات يريدن الزفاف ولا يريدن الزواج”.
كما كشف رشدي انه ولاكشمي حاولا انقاذ زواجهما باستشارة خبير في العلاقات الزوجية ولكن بلا جدوى.
وكانت علاقات رشدى بعد لاكشمى حافلة بالمطبات العاطفية، إذ قالت صديقته الجديدة “بيا غلين” في مقابلة مع صحيفة نيويورك بوست بعد انفصالهما، انه “جبان ومعطوب وغير ناضج”، وانه لم يكف عن الكلام حول لاكشمي.
وصب رشدي الزيت على النار حين اتصل بالصحيفة لاتهام غلين بأنها “مختلة وتحمل دلوًا مشعًا كبيرًا من التوتر العصبي أينما تذهب”.