بالتأكيد سمعت عن اسم العريس، إنه “المسيح عيسى“، لكنك لم تسمع بعروسه “جيسيكا هايز” مُعلمة اللاهوت بمدرسة بولاية “إنديانا” الأمريكية.
خلال الأسبوع الماضي تزوجت “جيسيكا” – 38 عاما والتي تعيش في فورت واين– من المسيح لتصبح من المُكرّسات العذراوات.
تعيش “المُكرّسة” كالراهبة حياة مُتبتلة لكنها لا تسكن الدير ولا تُجبر على أداء أي عمل خاص بالكنيسة. ومع ذلك فالكثيرات من المتطوعات يساعدن في بعض الأعمال هناك.
قررت “جيسيكا” أن تكون “مُكرّسة” بعد سنوات من الصلاة والبحث عن الذات وأكدت أنها سوف تستمر في ممارسة حياتها الطبيعية بالمنزل. الفارق الوحيد أنها لن تتزوج ولن تمارس الجنس بقية حياتها.
تقول: “يسألني طلابي هل عليهم أن ينادوني ب “السيدة هايز” عندما أعود إلى المدرسة الأسبوع المقبل، لكني أقول لهم لا، أنا مازالت آنسة لكنني تزوجت المسيح”.
وحتى تكون مُكرّسة، من المفترض ألا تكون “جيسيكا” قد أقامت علاقة جنسية بكامل إرادتها في الماضي.
ترى “جيسيكا” أننا جميعا علينا أن نتزوج، لكن الفكرة تتعلق بكيفية جعل الأمر مميزا، لذلك فهي متزوجة من المسيح، وغيرها متزوجة من آخر.
ترأس الإحتفال الأسقف “كيفن رودس” – بكاتدرائية “الحبل بلا دنس” بولاية “إنديانا” – والذي أكد أن جيسيكا قد منحت نفسها بالكامل للمسيح، وكرست حياتها للتَبتُل.
حضر الاحتفال مئات الأشخاص ومعظمهم لا يعرفون “جيسيكا” لكن حضورهم أضفى عليها سعادة كبيرة، مؤكدة أن حرصهم على ذلك يعكس اهتمامهم بالأمر.
تشرح جيسيكا: “لقد قمت بأداء التزام أمام العامة، وهو أمر يشجعني على أن أكون عند حسن ظن الجميع، فالكل يعرف الآن من أنا، ويجب أن تكون حياتي مطابقة لذلك الإلتزام. وهي خطوة أخرى في ذلك الإتجاه الذي يتوقعه مَن حولي وعليّ أن أعمل على تحقيقه وأن التزم بالسلوكيات التي يحبها المسيح”
مُضيفة: “أنا سعيدة أن يشهد الاحتفال هذا العدد من الحضور، وأتمنى أن أكون مُلهمة لفتيات أخريات حتى يصبحن مُكرّسات عذراوات أيضا”
وكأي عروس، اختبرت “جيسيكا” لحظات توتر وقلق لاختيار فستان زفافها؛ ولأنها سوف تتمدد بجسدها على أرض الكنيسة فقد حرصت أن تختار فستانا محتشما يناسب الحدث .
تقول: “لقد شاهدت فساتين كثيرة وكنت أغيّر رأيي مرات عدة فعليّ أن أضع في الإعتبار ملائمة الفستان للمناسبة، فأنا أريد أن أغطي أكتافي، وحين أكون على الأرض لابد أن أكون مُحتشمة بطريقة كافية، طريقة لا تخفي بهاء العروس”
أسدلت “جيسيكا” شعرها، واختارت حذاء بكعب عال ولون مُحايد يتناسب مع الفستان. وهي الآن واحدة من 3500 مُكرّسة حول العالم والأولى في أبرشية “فورت واين” منذ 25 عاما.
وخلال حياة التكريس، تتعهد البتول بالمثابرة على الحفاظ على عذريتها وخدمة الرب والكنيسة.كما عليها أيضا أن تتقبل ” تكريسها المجيد كعروس للمسيح”.
وبالرُغم من أن التكريس يستخدم بعض رموز الزواج كالفستان والطرحة والخاتم لكنه ليس زواجا بالمعنى الحرفي للكلمة بل هو تجسيد لمعنى أن المُكرسة العذراء تعهدت أن تقضي حياتها لخدمة الرب.
وفي الماضي كانت الراهبة تؤدي خدمات تشبه التكريس، وقد ترتدي فستان زفاف في بعض الحالات وقد ترتدي خاتم زواج في حالات أخرى.
من هي المُكرّسة العذراء؟
المكرسة العذراء هي إمرأة مسيحية كاثوليكية قررت أن تبقى بتولا لبقية حياتها.
تختلف عن الراهبة في أنها تؤدي خدمتها الدينية خارج الدير ولا تلتزم بنذور الفقر والطاعة أثناء الإحتفال ، لكنها تلبس ملابس بيضاء وترتدي خاتم وطرحة للتعبير عن زواجها من المسيح.
لا تلتزم بعمل خاص و قد تخصص جزء من وقتها للمساعدة في أعمال بالأبرشية أو الجمعيات الملحقة بالكنيسة.
كان التكريس – الذي انتهي منذ العصور الوسطى- قد تم إحياؤه من قِبل البابا “بولس السادس” بابا الكنيسة الكاثوليكية في العام 1970. والآن هناك نحو 3500 مُكرّسة حول العالم، منهم 230 بالولايات المتحدة.
وكي تكوني مُكرّسة، لابد أن تكوني امرأة ناضجة، لم تمارس الجنس من قبل – مع أنه لا يتم فحص المُكرّسات للتأكد من هذا الأمر.
والمرأة التي فقدت عذريتها نتيجة تعرضها لإساءة جنسية يمكن أن تكون مُكرّسة، فهي هنا ضحية لم ترتكب إثما.
أما الأرملة أو السيدة التي أقامت علاقة جنسية لا يمكن أن تصبح مُكرّسة.