لا تقل استعدادات جماهير نادي الزمالك عن نظرائهم من مشجعي الغريم التقليدي النادي الأهلي، فقبل انطلاق كل مباراة مهمة للمارد الأحمر يستعد الزملكاوية بحجز أماكنهم في المقاهي والكافيهات وأمام قنوات التلفزيون في المنازل لقضاء «سهرة سعيدة»، تٌكتَب فيها الخسارة للشياطين الحمر.
يرفع الأهلاوية أياديهم بالدعاء بالتوفيق للأهلي فيما يجتهد أبناء ميت عقبة في الدعاء بأن ينصر الله منافس الأهلي أيًا كانت جنسيته، وهذه الليلة كان دعاؤهم بـ«اللهم انصر الترجي التونسي على الأهلي».
في مدينة «رادس» التونسية، لتنطلق معها الاحتفالات بين الزملكاوية وتتعالى الصيحات والضحكات مع تسجيل المنافس هدفه الأول في شباك شريف إكرامي من ركلة جزاء، فمهمة الأهلي أضحت مستحيلة مع هذه البداية المخيبة لآمال مشجعيه.
وعلَّق حساب باسم «الحسيني سيد» على الهدف قائلًا: «إن شاء الله، الأهلي هيعمل ريمونتادا تاريخية وإكرامي يجيب هدفين في نفسه»، فيما علَّق آخر باسم «محمد شعبان» على تدخل «إكرامي» على مهاجم الترجي: «الحزام الأسود لإكرامي».
حفلات الشماتة انتشرت على «فيسبوك» و«تويتر» كالنار في الهشيم، مصممو الجرافيك جلسوا أمام حواسبهم استعدادًا لإطلاق «الكوميكس» الساخرة من أبناء «الجزيرة» فهاهم على أعتاب الهزيمة والعودة بـ«خفي حنين» من تونس.
انتهى الشوط الأول بـ«آمال عريضة» إذ تعقدت الحسابات والأمور تسير في صالح منافس الأهلي لتأتي الصاعقة بهدف أول للأهلي عن طريق التونسي علي معلول الظهير الأيسر. وهنا عاد الزملكاوية إلى مقاعدهم وتوقفت الحواسب وحذف المغردون «بوستات الشماتة» التي كانوا يستعدون لإطلاقها فور انتهاء المباراة بهزيمة الأهلي.
هدأت الأجواء واختفت الابتسامة من وجوه مشجعي الأبيض وارتسمت بدلًا منها ملامح الضيق والدهشة وانشغلت الأذهان من جديد بسؤال كل مباراة للأهلي: «هل يفعلها من جديد؟»، وبسرعة يطردون الهاجس من أدمغتهم: «سيهزم لا محالة.. مصر ليست تونس».
وما هي إلا دقائق حتى جاءت الصاعقة من رأس أجايي بعد عرضية من زميله وصاحب الهدف الأول علي معلول، وعلى صخرة اللاعب النيجيري الشاب تحطمت الآمال وحلّ الحزن وانعقدت الألسنة واختفى الزملكاوية وسط طوفان من الفرحة انفجر على الشبكات الاجتماعية.
وفي نسق مشابه لما تشهده مباريات الأهلي الحاسمة، اختفى مشجعو الزمالك من على شبكات التواصل الاجتماعي، واستدعاهم أصدقاؤهم الأهلاوية بـ«منشن» و«تاج» غير أن قليلين منهم لبّوا النداء منهئين بكلمات مقتضبة «مبروك» أو بجمل قصيرة تتحدث عن الحظ الذي يرافق الأهلي منذ نشأته في 1907.