أكد الرئيس عبد الفتاح السيسى ان التحديات التى تواجه مصر أكبر من اى رئيس وأن إرادة الشعب هي الحاكمة في كل وقت وأي زمان في أي دولة ، مشيرا إلى أن شعبيته جاءت نتيجة التحرك للحفاظ علي الشعب والدولة إبان 3 يوليو عام 2013.
جاء ذلك خلال الحوار الذى اجراه الرئيس السيسى مع المخرجة والإعلامية ساندرا نشأت تحت عنوان ” شعب ورئيس 2018 والذى اذيع مساء اليوم .
وخلال الحوار أكد الرئيس السيسى إن تحركه في 3 يوليو عام 2013 جاء بناء علي موقف الشعب نفسه ورغبته في الحفاظ على دولته.
وأشار الرئيس السيسي أن التاريخ سجل الإنسانية بكل ما تعنيه الكلمة وبالتالي يريد أن يكتب عنه التاريخ بأنه أنقذ بلده وشعبه في ظروف صعبة، لافتا إلي أن الشعب المصري تحرك وكان لابد من التحرك معه.
وأضاف الرئيس السيسي قائلا “عمرى ما بحثت عن التاريخ، في أي تحرك أقوم به و أنا التاريخ عندى هو اللقاء مع الله سبحانه وتعالى، لأنى ممكن أبقى ناجحا جدا… ويكتب التاريخ عنى عبارات جميلة ورائعة…. ومش كسبان مع ربنا… يبقى كسبت أيه؟…. ربنا مطلع على الأسرار والنوايا… وعلى الظروف…. وبالتالى فأن حكم الله يبقى مطلقا فى العدالة والرحمة”.
وردا على سؤال بشان امكانية كتابة تاريخ السنوات الثمان الماضية .. قال الرئيس عبدالفتاح السيسىي ،إنه من الممكن أن يكتب تاريخ هذه الفترة كتابة أولية بتجرد شديد وعلى من يقوم بذلك ن يكون من المتخصصين الذين يكتبون التاريخ بموضوعية ، لافتا أن أكثر مادة دراسية كان يعشقها مادة التاريخ، كون التاريخ يعتبر “سجل الإنسانية” .
وأشار أنه ومنذ الصغر كان منظما ومرتبا ومتفوقا قائلا: ” بشكل شخصي لا أسعى وراء التاريخ وأن يتم تخليد اسمى ، فالتاريخ عندي هو لقائي مع الله سبحانه وتعالي وهو أهم شئ، السيرة الذاتية التى أتمنى أن تكتب عني هى أني حاولت واجتهدت لحماية أهلي وناسي وبلدي في ظروف صعبة ودى حاجة عظيمة، باختصار يقال عني السيسي الإنسان ” .
وردا على سؤال هل حلمت في يوم من الأيام أن تكون رئيسا للجمهورية ، قال الرئيس السيسي : أنا لم أحلم في احلام اليقظة أبدا أن أكون رئيس جمهورية.. ولكن كان نفسي أن أكون ضابطا طيارا ولذلك التحقت بالمدرسة الثانوية جوية عام 1970 “.
وأوضح الرئيس السيسي أن ذلك جاء في أعقاب حرب 1967 حيث كانت خسائرنا في مصر في القوات الجوية كبيرة وكانت البلد تحتاج وقتها الكثير وكانت تعيش فترة قاسية جدا من أقسى الفترات التي مرت على مصر “.
وحول من الذي أخبره بقرار التحاقه بالثانوية الجوية قال الرئيس السيسى : الوالد كصاحب قرار والأم كمستشارة وحكيمة وصاحبة رأي ورشد عجيب”.
وحول خوف والدته من التحاقه بالثانوية الجوية قال السيسي “الوقت اللي كنا فيه زمان غير الوقت بتاع دلوقتي .. الأهالي دلوقتي بتبقى خايفة على أولادها أكثر من اللازم لكن الأسر زمان مكنتش بتخاف أوي على أبنائها بالطريقة اللي أحنا موجودين فيها دلوقتي ” .
واستطرد الرئيس السيسي ” والدتي كانت خايفة عليا الخوف الطبيعي مش الخوف المبالغ فيه ، فنحن الأن أصبحنا نخاف على أبنائنا وبناتنا بشكل مبالغ فيه.. وقد كانت الأهالي أكثر أطمئنانا على أبنائها وبناتها مقارنة بالوقت الحالي “.
وحول الحكمة والرشد لدى الشعب المصري ، قال الرئيس عبد الفتاح السيسي ، نحن من حي شعبي بسيط والناس المتواجدة فيه بسيطة جدا وقلوبهم طيبة، ووالدتي كانت على علاقة طيبة بالجميع .
وبشأن علاقة الرئيس السيسي بوالدته .. أجاب قائلا ” لقد كانت علاقة والدتي بي واخوتي قوية ، وعلى المستوي الشخصي كان لي معها وقت كل يوم أو يومين تحدثني وتتكلم معي وتشرح لي الكثير من الأمور ، و أود أن أشير إلى اننا أسرة متدينة تقوم بأداء الفروض من صلاة وصوم ولكن كان يتم التركيز على أن يغرسوا فينا معاني الحلال والحرام والعيب وضرورة الا نتكلم في حق أحد أو نظلم أحدا او نأخذ أي شئ ليس من حقنا.
وعما أذا كان الرئيس يستدعي من ذاكرته الآن وهو على كرسي الرئاسة ما كانت تقوله له والدته ..أجاب الرئيس نعم استذكر ذلك وبخاصة عندما تزداد التحديات والمخاوف .
ووجه الرئيس حديثه في هذا الخصوص إلى كل أم واب بان عليهما أن يكونا مدركين أن كل ما يقومان بغرسه في أبنائهما من قيم ومبادئ وتربية سوف يبقى مخزونا في وجدانهم وذاكرتهم حتى وان توارت هذه المبادئ قليلة خلال فترة عنفوان الشباب فاذا أخذوا شيئا خلال فترة التنشئة فسوف يدوم معهم خلال مستقبلهم المقبل.
وحول فخر والدة الرئيس السيسي به بما وصل اليه وما اتخذه من قرارات حاسمة في المرحلة الأخيرة وهل كانت تشعر بالخوف عليه جراء هذه القرارات.. قال الرئيس السيسي “والدتي رحمها الله كانت دائما تقول لي إنت مخلص ، وما تخافش”.
وحول الشخصيات التي تركت اثرا في حياة الرئيس، أجاب قائلا:- إن أكثر شخصية تأثرت بها كان عمي الكبير” محمود” الذي توفي منذ 40 عاما، ورغم كل بساطته لكنه كان دائما شديد العطاء، والايثار للغير رغم أنه لم يأخذ حظا كبيرا من التعليم وكان حريصا على مساعدة الجميع ، مشيرا إلى انه تعلم من عمه العطاء بدون مقابل .
وحول ما إذا كان الرئيس عبد الفتاح السيسي يهتم بأمر شعبيته وحب الناس، قال الرئيس بدون شك إن محبة الناس وتقديرها تؤثر في إلا أن أكثر شيء يهمني هو رضا رب الناس، مشيرا إلى أن حب الشعبية في حد ذاته هو حب للذات وهو شيء غير جيد.
وقال إنه على سبيل المثال أننا عندما تحركنا فى 30 يونيو فقد كان المنطلق والمقياس هو الشعب ومصلحته ، لا يمكن أن نرى كل هذا التجمع ولا نتحرك، لأن إرادة الشعب دائما هى الأساس ولابد على السلطة أن تستجيب فى النهاية لإرادة شعبها”.
وأوضح الرئيس أن الفكر الماضى الذي كان يحكم البلاد قبل ثورة 30 يونيو اصطدم مع نفسه قبل أن يصطدم بالشعب، مشيرا إلى أن موضوع العقائد فى الحكم يؤدى دائما للاختلاف حسب درجة فهم كل شخص للدين وحجم ما بداخله من تقوى وسندخل وقتها فى دائرة الحلال والحرام.
وحول المناخ الذي كان سائدا في المنطقة التي نشأ فيها الرئيس بالجمالية والأزهر فيما يتعلق بالمواطنين والعلاقات بينهم، قال الرئيس لم نكن في يوم من الأيام نتعامل مع أهالينا وجيراننا بالمنطقة على أساس ديني ولقد كانت العلاقات بين الجميع علاقات طيبة مهما اختلفت العقائد وهذه مسألة لم يكن الأهل في حاجة لتكرارها لابنائهم لاننا كنا نجدها حقيقة تمارس على أرض الواقع يوميا بشكل طبيعي.
وردا على سؤال عمن تكلم معه الرئيس في اللحظات الحاسمة عشية 3 يوليو ، قال الرئيس إنه لم يتحدث مع أى شخص في ذلك اليوم “تكلمت مع ربنا سبحانه وتعالى فقط فهو المطلع على كل شئء وأنا عادة اتكلم مع الله سبحانه وتعالى في مثل هذه المواقف فالناس ستختلف دائما على أى قرار وكأنه طمع فى السلطة أو مؤامرة أو سوء تقدير، إلا أن الله- سبحانه وتعالى- هو الأعلم دائما ببواطن الأمور وكافة الظروف .
وحول ما إذا كان هناك قرار معد مسبقا عما سيتم بعد 3 يوليو، قال الرئيس ” أؤكد مرة أخرى أنه لم يكن هناك أي مؤامرة، وكانت الخطوة التالية مرهونة برد فعل من كانت بيدهم السلطة فقد وقفنا مع إرداة الشعب وهدفنا أن تنتهي الأمور بسلام وأن تكون هناك دورة سياسية جديدة بحيث يكون الحكم وجهة الفصل في الأمر هو الرأى العام ، وأتصور أن النظام الماضي لو كان يمتلك أشخاصا يستطيعون تقدير الموقف بشكل سليم فقد كان أفضل مخرج للأزمة هو الدعوة لانتخابات رئاسية مبكرة وبمنتهى الموضوعية ويترك القرار فى النهاية للشعب ليكون هو الحكم ” .
وردا على سؤال حول اختيار المسئولين بالدولة ، أجاب الرئيس السيسي قائلا:” إن المعايير في الاختيار هي القيم والإخلاق والانضباط ونظافة اليد والامانة والشرف والأخلاص ” وقال الرئيس “أعمل ما عليا في أن نجهز كوادر للمناصب العليا من وزراء ومسئولين ومحافظين لأن الرئيس لا يقدر أن يعمل لوحده، ، كل ما الكتلة القائدة للدولة تكون عظيمة كل ما النتائج تكون عظيمة “.
وأ كد الرئيس عبد الفتاح السيسى، أن المواطن المصرى شاطر و”حدق”، ونبيه جدا، حينما تسأله عن رأيه ربما يكون غاضبا أو يقول إن هناك غلاء وغيره، لكن حينما يجلس ويفكر ويتحدث عن قرار لبلده يقول الرأى الصحيح، ويقول “نصبر شوية”.
وحول أكثر رئيس أثر في الرئيس السيسي عاصره أو سمع عنه ، أجاب السيسي قائلا:” إن الشخصيات الموجودة على الاقل في فترة عمري كثيرة.
وأضاف أن الرئيس الراحل جمال عبدالناصر كان شخصا وطنيا شديد الحب لبلده ووطنه العربي ، وقال السيسي “إن الرئيس الراحل أنور السادات كانت إرادة الله أن يستشهد ، وكان عايز يعمل مسارا للاصلاح الاقتصادي” وأما عن الرئيس الأسبق مبارك.. “قال الرئيس السيسي ساقول دائما إن التحدي الذى بداخل مصر أكبر من أى رئيس ..جمال عبدالناصر ، السادات مبارك ، عبدالفتاح ، التحدي أكبر بس عمره ما هيبقى اكبر من المصريين، إحنا هنقدر نتغلب على ما نحن فيه كله مش برئيس ولكن كلنا مع بعض”.
وحول من ينقل للرئيس من نبض الشارع ومن تثق فيهم ، ” قال أتصل بناس كثيرة واتكلم معهم والمودة والمحبة التى بين وبينهم بتسمح بإنهم يقولوا ما شاؤوا لان أنا ليس لدى مشكلة إن أحدا يقول لي إن الناس زعلانة أو هذا الموضوع، او الناس غضبانه من هذا الموضوع” .
وتابع قائلا:- ” أنا بعطي مساحة كلام وحركة مع كل الزملاء ، لانه لو كان الموضوع في المسافة الكبيرة التى تجعل المسؤول يتحسب من كلامه معي ، قال ممكن أوافق يقول لي كلام إلى حد كبير، لان المسافة قريبة جدا اتكلم ماشئت، هو إن إحنا نبقى الناس كلها على قلب رجل واحد وعلى رأي واحد ده مش حقيقي إننا أكون محل إجماع مطلق ده” .
وأضاف الرئيس السيسي ” هناك فرق بين الكلام والافعال اللي بتضر بالبلد ، الكلام ..الناس بتتكلم زي ما هي عايزه ، كفاية اللي حصل في السبع سنين الماضية ، والبلد متستحملش أفعال تاني ، احنا بنرمم نتائج اللي حصل ، وده مالوش علاقة بـ 25 يناير و 30 يونيو ، يعني ده مش ضدهم ، يعني اللي بقولو ده مش قدح في 25 يناير ولا اساءة لـ 25 يناير ولا اساءة لـ 30 يونيو ولكن ده تجربتنا ، احنا حبينا نتحرك فاتحركنا فاتحركنا ل 25 يناير و اتحركنا ل، 30 يونيو “