لمع نجمة فى دراما نهاية السبعينيات حفر فى أذهاننا أدواره المميزة بداية من ابن عائلة السلحدار، الماركسى فى ليالى الحلمية، وفى غمضة عين أدخلنا فى الشك فى ضمير أبلة حكمت ورأفت الهجان وأذاقنا الشهد والدموع، عندما كان مع رسول الإنسانية فى الطاحونة ليصل لبوابة المتولى فيلتقى بعائلة الدوغرى، ويشاهد هناك دموع صاحبة الجلالة فى زيزينيا، ولكنه يظل محارب، فى الطريق إلى إيلات فيمهل ولا يهمل!.
دخلت حياته فى لفترة قصيرة الفنانة الجميلة الراحلة زيزي مصطفى وعلى الرغم من حبهم لبعض إلا أن زواجهم لم يستمر، أكمل بعدها يسرى رحلته مع الفشل الكلوى والتى اخضعته للجراحة، وابقته بعيدًا عن أعين الدراما والفن لفترة طويلة.
بالطبع تألم عن حب حياته الأول الدراما خصوصًا أن المنتجين قاطعوه تقريبًا، رغم تاريخه الدرامى الطويل والمميز للغاية، وعبر عن ألمه فى أخر أحاديث صحفية له قال فيها: ” أنا لم أعتزل الدراما ولكنى واحد من المركونين على الرف”.
والذى تربى على المفاهيم والقيم النبيلة فى ما قدمه من أعمال كبار الكتاب والمخرجين، كان فنانًا بمعنى الكلمة فرأى الإبداع عرض الواقع بصورة نقية وليست فوتوغرافية، واستنكر يسرى الألفاظ الخارجة فى العديد من المشاهد والمسلسلات، وقال إن الفن يجب أن ينقى ذلك الواقع ويقدمه نظيف ولا ينقله فتدخل الالفاظ الخارجة والإيحاءات الجنسية والإباحية إلى المنزل.
يسرى ظل محاربا عن الدراما المصرية لأخر وقت فكان رأيه إنها تفوقت على الدراما التركية وليالى الحلمية خير مثال على ذلك، ورأى إن الفنانين هم من زيفوها ولوثها بالتراب بإدخال فنانين لا يفقهون شيئا عن الفن من مداخلها لمجرد إنه يقرب لأحد العاملين بالمهنة، كان يغيير عليها أكثر من مراته كما قال سابقًا، ولذلك افتعل العديد من الخناقات فى الشوارع فقط لأن البعض سب فنان لسبب أو لآخر.
واليوم يشيع جثمان الفنان الراحل يسرى مصطفى، من مسجد الصباح بـ”مشعل”، فى شارع الهرم، بعد صلاة الظهر، على أن يقام العزاء يوم الاثنين المقبل بمسجد عبد الرحمن الكواكبى، حسبما أكد الفنان القدير سامح الصريطى وكيل أول نقابة الممثلين.
وكان الفنان قدر رحل عن عالمنا مساء أمس، الجمعة، بعد صراع مع المرض، بعد معاناة مع مرض الفشل الكلوى.
https://www.youtube.com/watch?v=_nZsa5Lbr0U