شهدت بدلة الرقص ذلك الزي التقليدي المزركش الكاشف الذي ترتديه النساء أثناء رقصهن على الأنغام العربية، تطورات وتغيرات كثيرة من فترة لفترة.
يرجع بعض المؤرخين تاريخ بدلة الرقص لملابس الفراعنة، بما أنهم أول الشعوب التي عرفت الموسيقى وآلات العزف، ويقال أن الرقص عند قدماء المصريين أصلاً كان طقس يقومون به تقديراً لإلهة الخصوبة مرتدين هذه الملابس الكاشفة المزينة.
وفي فترة مصر العربية بدأت بدل الرقص تأخذ شكل أكثر احتشامًا متأثرة بالثقافات التركية والفارسية، فأصبحت تتكون من قطعة تغطي الصدر والبطن وبنطلون واسع وكلاهما مطرز بالخرز والسلاسل المعدنية التي تضفي دلال وتعطي موسيقى.
ثم عادت مرة أخرى بدلة الرقص مقتبسة من الراقصات الهنديات في البنجاب وقبائل البنجارا، حيث ارتدين ملابس كاشفة ومطرزة كثيرة الألوان تتكون من حمالة صدر وجيبة واسعة.
وفي زمن ازدهار الرقص الشرقي في الصالات والمسارح بعيدًا عن قصور الملوك اتخذت السيدات الجلباب خيارًا مصاحبًا لبدلة الرقص التقليدية مع ربط الوسط بحزام قماشي.
ورغم انتشار الرقص الشرقي في العديد من الدول العربية والغير عربية، إلا أن مصر كانت أكثر الدول شهرة في هذا المجال، وعرفت فيها “الغوازي” و”العوالم” بتعليم بنات العالم قواعد الرقص الشرقي، لذلك أصبح لبدلة الرقص الشرقي قواعد وأصول، حيث أصبحت تتكون من حمالة صدر من الساتان اللامع مطرزة بكثافة تتدلى منها بعض الزينة، ومسافة كاشفة للبطن من قماش الشيفون بعدها حزام وسط معدني أو من القماش وتحته جيبة من الجيبير أو الدانتيل الرقيق مفتوحة لتظهر الأرجل.
أما عن إكسسوارات بدلة الرقص فبدأت الراقصات يحملن شال حرير يزيد من دلالهن، ووضع نجمة أو أي قطعة لامعة تغطي منطقة السرة كما ذكرت النجمة نجوى فؤاد في احد البرامج التليفزيونية، بالإضافة لقطع تشبه الأساور مصنوعة من القماش المطرز بالخرز والترتر والزجاج اللامع “القصب” يلبسونها في الذراع أو المعصم.
ومع السبعينات وضعت قواعد جديدة لبدلة الرقص حيث أصبح لابد للراقصة من تغطية منطقة البطن، لكن الراقصات تحايلن على الوضع فغطوا البطن وزادوا من فتحة الأرجل.
اقرأ أيضا:أرقص غصب عنى أرقص.. كما قال محمد منير !!
أما في العصر الحديث لبدلة الرقص فأصبح تصميم البدلة القديم في الخمسينات والستينات هو الأكثر استخدامًا إلى جانب الجلباب في بعض الأوقات، ومع دخول راقصات غير عربيات الأصل استخدموا أزياء للرقص هي أشبه بالفساتين العادية أكثر من بدلة الرقص التقليدية، كما أضافوا تصميمات جديدة للجلباب جعله كاشفًا أكثر، فازدهرت التصميمات، لكن الخامات أصبحت رديئة كلها من الليكرا لتناسب جميع الأجسام.
ومن راود الرقص الشعبي في مصر:
اقرأ أيضا:رغم موتها .. فرخندة تعود مجددا وتواصل كفاحها!!
نيفين رامز:
ولدت الفنانة “نيفين رامز” في عائلة فنية لعمها هو الفنان “محمود رضا”، الرائد الأول للفن الشعبي وعمها الآخر هو الفنان المخرج المصمم “علي رضا” وقد ورثت الموهبة الفنية عن عائلتها فنجدها فنانة منذ طفولتها ومن أول أعمالها فيلم “أجازة نصف السنة”، الذي ظهرت فيه وعمرها تسعة سنوات، وبعد أن أصبحت شابة توجهت إلى عملها في فرقة رضا مع عائلتها وأكملت دراستها في المعهد العالي “للفنون المسرحية” وقد كان حبها للرقص والتمثيل يملأ كل حياتها وقد كانت قد سافرت مع الفرقة إلى كل دول العالم وتعرفت بعد ذلك على زوجها حاليا هو الفنان “محمد صبحي” وعملت معه كممثلة في مسرحية “هاملت” في دور “أوفيليا” ورغم أنها كانت ممثلة بارعة إلا أنها فضلت عملها في “الفنون الشعبية” وكذلك مساعدتها لزوجها في أعماله المسرحية كمساعد مخرج وقد قامت بالتدريب في “فرقة رضا” ومدربة للفرقة الأم.
فريدة فهمي:
الفنانة “فريدة فهمي” من مواليد القاهرة لأب مصري وأم أجنبية وقد عشقت الفن منذ صغرها وشجعها على ذلك والدها وهو الدكتور “حسن فهمي” رغم أن فن الرقص كان في ذلك الحين غير منتشر في مصر بل تعتبر “فريدة فهمي” أول راقصة “فنون شعبية” ولكنها لمعت ووجدت نفسها في هذا الفن وقد اكتشفها الفنان “علي رضا” وتزوجها بعد ذلك وعملت معه في أفلام من إخراجه “كغرام في الكرنك” و”أجازة نصف السنة” وكانت بطلة أمام الفنان “محمود رضا” الذي قام بتصميم جميع رقصات الفرقة وكان متزوجا هو الآخر من أختها التي توفيت بعد ذلك، وقد أطلق على “فريدة فهمي” راقصة مصر الأولى؛ فقد كانت تتمتع بموهبة عظيمة وحضور مسرحي وسينمائي، سافرت إلى “أمريكا” لكي تكمل دراساتها، وقد حصلت على درجة الماجيستير من جامعات أمريكا ثم عادت إلى مصر لتكمل مشوارها في التدريب وقد عملت كمديرة لفرقة رضا عام 1990 ثم تركت الفرقة بعد ذلك ووجهت اهتمامها لتصميم الملابس، ومن أشهر أعمالها أوبريت “رنة الخلخال” “رقصة الحجالة” “الموشحات”.
كمال نعيم:
التحق كمال نعيم بالفرقة القومية للفنون الشعبية عام 1960 وتدرب على أيدي خبراء من روسيا ورومانيا لمدة عشرة أعوام وبعد ذلك حصل على منحة من وزارة الثقافة إلى المجر عام 1968 وقد سافر مع الفرقة في جميع دول العالم، وقد كان “كمال نعيم” يعمل كراقص ومصمم استعراضات قام بإخراج عدة برامج للفرقة وحصل على جوائز عديدة وشهادات تقدير ومنحه وزير الثقافة لقب “مصمم أول”. وقد ساهم “كمال نعيم” في إعداد العديد من الفرق وإنشائها حتى وصل إلى لقب “فنان قدير” عام 1995 وحصل على جائزة الأستاذية والإبداع الشعبي من جمهورية شوفينا من روسيا 1996، وقد قام أيضا الفنان “كمال نعيم” بإخراج العديد من المسرحيات أشهرها “بالوظة في البالون” وقام بتصميم استعراضات العديد من المهرجانات المصرية، وقد حصل على وسام الفنون من دولة فلسطين وقدم لهم أوبريت “غزة وأريحة” وأيضا حصل على التاج الملكي الفرنسي عن الإبداع في تطوير الرقص الشعبي عام 1998 من مهرجان فرنسا.
محمود رضا:
محمود رضا هو رائد الفن الشعبي المصري وهو المنشئ الأول له، ولد “محمود رضا” عام 1930 في أسرة بعيدة عن الفن لكنه عشق فن الرقص منذ صغره وعمل كراقص في فرقة أجنبية وكان لاعبا للجمباز ولكنه عاد إلى مصر حيث بدأ التفكير في إنشاء فرقة مصرية تقدم رقصا من داخل البيئة المصرية فبدأ يتنقل بين جميع محافظات مصر ليستخرج من البيئة العادات والرقصات الشعبية والأغاني الشعبية وقدم “محمود رضا” أول تجربة له عام 1957 حيث اشترك بفرقته في مسابقة الرقص الشعبي في مهرجان الرقص الشعبي بموسكو ثم بدأ مشواره في تقديم أول رقصاته ومنها عسكري المرور، غزل في الريف، بنات إسكندرية، ومنها رقصات لها توجهات وطنية في ذلك الحين مثل قطار الثورة، فدادين خمسة، نهاية باشا، السد العالي، بطل الثورة.
ثم قدم بعد ذلك رقصات عديدة في برنامج كبير ومنها: “الدحية- الحجالة- النوبة- وأوبريت رنة الخلخال” وقد انضمت فرقته بعد ذلك إلى القطاع العام واستمر هو كمدير للفرقة ثم وكيل وزارة ورئيسا للبيت الفني للفنون الشعبية والاستعراضية حتى وصل إلى سن المعاش فأصبح مشرفا للفرقة إلى أن ترك العمل بها وأنشأ “فرقة خاصة” أخرى إلى جانب عمله كمدرب في مدارس أوروبا وأمريكا وأستراليا واليابان وقدم مؤخرا أوبريت لفرقة رضا بعنوان “قلب في الروبابيكيا”
ومن أشهر أعماله:
قلب في الروبابيكيا.