سطرها التاريخ المصري ضمن أبشع الجرائم التي ارتكبت في حق الإنسان جريمة ارتكبتها الجماعة الإرهابية في حق الشعب المصري والبلاد ردا علي فض “احتلال” ميداني رابعة العدوية والنهضة حيث كشر الإرهابيون عن أنيابهم ووجهوا سلاحهم لأبناء وطنهم ولم يكتف أعوان الشيطان بقتل من دخلوا الميدان وانما جابوا في الارض فسادا وحرقوا الكنائس واقتحموا الاقسام وقتلوا ضباطها بعد سحلهم لساعات ثم القوا بجثثهم في العشش والاراضي الزراعية.
الذراع السياسية للجماعة اجتمعت بعناصر متطرفة للتصعيد ضد الدولة في حالة فض الاعتصامين.المتهمون أطلقوا قذائف صاروخية تجاه القسم.. و”الغزلاني” : الارهابي اعتدي بوحشية علي الضباط وقتلهم رميا بالرصاص
النيابة: شجوا رؤوسهم بالات حادة اظهرت الجماجم والقوا بالجثث في العشش والأراضي الزراعية
إنها مذبحة ضباط كرداسة عندما تحولت فجاة البدلة الميري الي قطعة قماش بالية ممزقة ملقاة وسط الشارع وتحول مرتديها الي جثمان مسجي علي وجهه تخفي ملامحه الدماء لا تستطيع تمييزه من عدة جثث ملقاة بجواره اصطفوا جميعا علي جدار مسجد سالت دمائهم الطاهرة علي جدرانه النقية .. ضباط رفضوا الهروب من مقر خدمتهم بعدما طلبت الجماعات الاسلامية منهم اخلائه لاتخاذه مقرا لهم كان خيارهم الاول الزود عن قسم الشرطة بارواحهم فكانت النهاية جثث تم سحلها .. ذبحها .. التمثيل بها والقائها وسط الحقول والعشش في اقسي وابشع مشاهد رصدتها كاميرات المشاهدين ، القضاء المصري وضع نهاية لتلك القصة الحزينة باحالة اوراق 188 متهما بقتل وسحل الضباط الي فضيلة مفتي الجمهورية .
وقائع المجزرة في 14 اغسطس
ترجع أحداث تلك المجزرة طبقا لما انتهت اليه تحقيقات نيابة شمال الجيزة الكلية برئاسة المستشار محمد اباظة رئيس النيابة الكلية الي 14 اغسطس من عام 2013عندما قام المتهم عبد السلام بشندى، عضو مجلس الشعب السابق عن حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان الإرهابية بعقد اجتماع بمسكنه قبيل فض اعتصامى رابعة العدوية وميدان النهضة بالجيزة ضم العديد من العناصر المتطرفة للإعداد لخطة مواجهة الدولة حال فض الاعتصامين، اتفقوا خلاله على الإجراءات الهجومية والتصعيدية ضد قوات الشرطة والمنشات العامة وعقب اتخاذ الدولة إجراءات فض الاعتصامين احتشد المتهمون ببلدتى كرداسة وناهيا واستخدموا مكبرات الصوت الخاصة بالمساجد فى تحريض الأهالى على التجمهر أمام مركز شرطة كرداسة لتخريبه وأعدوا السيارات والوسائل اللازمة لنقل المشاركين فى التجمهر ومن انضم اليهم من العناصر الاجرامية المسجلة ثم أغلقوا مداخل البلدة تحسبا لمواجهة قوات الأمن حتى الانتهاء من تخريب مركز الشرطة وقتل من فيه من الضباط والأفراد .
وتوصلت تحقيقات النيابة العامة إلى أن الجناة تمكنوا من تدبير الأسلحة النارية من البنادق الآلية والخرطوش والذخائر وقذائف صاروخية (آر بى جى) وعبوات السوائل الحارقة “المولوتوف” والأسلحة البيضاء والعصي وقطع حادة من الحجارة ولودر يستخدم فى أعمال الهدم، وتوجهوا صوب المركز وأطلقوا القذائف الصاروخية تجاه السيارة المدرعة الخاصة بتأمين المركز والسور الخارجى فقتلوا اثنين من أفراد الحراسة، وتمكنوا من اقتحام المركز وتهديد من فيه من رجال الشرطة بالأسلحة النارية والقذائف الصاروخية، والاستيلاء على الأسلحة الموجودة داخله ثم قاموا بالتعدى على القوات بطريقة وحشية، ثم أجبروهم بها على الخروج من مركز الشرطة واحتجزوهم داخل ورشة لإصلاح الدراجات بجوار المركز وتناوبوا الاعتداء عليهم وتصويرهم على هذه الحالة لإذلالهم ، ثم قام الإرهابى “محمد نصر الغزلانى” زعيم المتهمين باطلاق النيران بكثافة صوب هؤلاء الرهائن الذين حاول بعضهم الفكاك عبر الشارع السياحى فاعترضهم الجناة لمنعهم من الهرب وعاودوا الاعتداء عليهم بقسوة حتى قتلوا ثلاثة عشر ضابطا وفرد شرطة واستمر بعضهم فى إطلاق النار على جثامين الشهداء بعد وفاتهم، ثم استكمل المتهمون تنفيذ مخططهم الإرهابى بالتعدى على نائب مأمور المركز بالضرب المبرح وقطعوا شرايين يده اليسرى وعذبوه حتى قتلوه ثم حملوا جثمانه بسيارة أحدهم وجابوا بها شوارع البلدة مبتهجين بفعلتهم حتى ألقوها أمام بيت شخص سبق وأن وافته المنية فى أحداث العنف السابقة على الواقعة
كما توصلت تحقيقات النيابة العامة إلى أدلة قاطعة على تلك الجرائم تمثلت فى سبعة عشر مقطع مصور ظهر به العديد من المتهمين حال ارتكابهم الاعتداء على مركز الشرطة ومحاولة هدمة والتعدى على المجنى عليهم وحمل المهمات الشرطية التى تم نهبها من داخل المركز وأثبت تقرير اللجنة الفنية التى شكلتها النيابة العامة صحة تلك المشاهد وعدم تعرضها لأى تدخل أو تلاعب ، وقد أكد الشهود من أهالى البلدة صحة تلك المشاهد المصورة وتعرفوا على لعديد من الجناة الذين ظهرت صورهم حال ارتكابهم تلك المجزرة .
وتمكنت الشرطة من تنفيذ الأذون الصادرة من النيابة العامة لضبط المتهمين وتفتيش مساكنهم وضبط الأسلحة النارية التى استخدموها فى ارتكاب جرائمهم إذ بلغت عددا هائلا من البنادق الآلية والرشاشات والذخائر والمسدسات وأفرد الخرطوش والقنابل اليدوية وقنابل محلية الصنع معبأة بمسامير وقطع الحديد النارية وقاذف صاروخى “آر بي جى” بمنازل الجناة وضبط بنادق إطلاق الغاز وجهاز لاسلكى وقنابل غاز من مهمات الشرطة التى تم الاستيلاء عليها.
وكذلك ضبط العديد من الدراجات النارية والسيارتين اللتين استخدمهما المتهمون فى نقل جثث المجنى عليهم وظهرت صورهم بالمقاطع المصورة والهواتف المحمولة التى سرقها المتهمون من المجنى عليهم بعد قتلهم وكذا كمية كبيرة من عقار الترامادول المخدر بمسكن أحد المتهمين .
كما ثبت من معاينة النيابة العامة لمركز الشرطة وجود آثار إطلاق الأعيرة النارية بأبراج الحراسة الخارجية وبالسور الخاص به وداخله بكثافة وتخريبه واحتراق وتفحم محتوياته وسيارات الشرطة بالكامل ، وقامت النيابة العامة باستجواب المتهمين ومواجهتهم بتلك الأدلة المصورة وأقوال الشهود والمضبوطات وأسندت إليهم ارتكاب جرائم الإرهاب والقتل العمد والشروع فيه والتجمهر وتخريب المنشات العامة والسرقة وإحراز المفرقعات والأسلحة والذخائر والأسلحة البيضاء وتمكين المحبوسين بمركز الشرطة من الهرب ، وأمر النائب العام بإخلاء سبيل من لم يثبت تورطه فى ارتكاب تلك الأحداث وإحالة المتهمين المائة وثلاثة وأربعين المحبوسين احتياطيا إلى المحكمة الجنائية من ابرزهم المتهمة السيدة الوحيدة في القضية سامية شنن التي اعتدت علي الضباط بعد موتهم ب “الشبشب” واحمد عويس الذي قام بالتمثيل بجثمان الشهيد النقيب هشام شتا معاون مباحث كرداسة مع ضبط وإحضار خمسة وأربعين متهما هاربا وحبسهم احتياطيا على ذمة القضية ابرزهم محمد نصر الغزلاني وعبد السلام بشندي واخرين .
مناظرة الجثث : تم شج رؤوسها بالات حادة اظهرت الجماجم والقائها بالعشش والاراضي الزراعية
وكانت كشفت تحقيقات النيابة العامة باشراف المستشار محمد عبد القادر المحامي العام الاول لنيابات شمال الجيزة الكلية انذاك ان المجني عليهم من رجال الشرطة هم اللواء مصطفي الخطيب رئيس فرقة قطاع شمال الجيزة والعميد محمد جبر مامور مركز كرداسة ونائبه العقيد عامر عبد المقصود والرائدين هشام شتا ومحمد فاروق معاوني المباحث بالاضافة الي المقدم ايهاب مرسي من قوات الامن المركزي التي كانت متواجدة لتامين مركز الشرطة فضلا عن قتل 3 مجندين وشرطي ومواطن من اهالي كرداسة .
وتبين من مناظرة الجثث التي اجراها كل من المستشارين شريف توفيق رئيس نيابة الدقي واحمد رفعت رئيس نيابة العجوزة وتامر الحديدي رئيس نيابة كرداسة بمعاونة المستشار احمد ناجي رئيس نيابة حوادث شمال الجيزة الكلية ان حالة الجثث كانت سيئة للغاية وان جميعها تعرضت للسحل والجر علي الارض حيث قام المتهمين بالتمثيل بالجثث عن طريق جرها علي الارض وتمزيق اجزاء منها عقب انهاء حياتهم كما تبين ان الشهداء مصابين بطلقات ناري في مختلف انحاء الجسد بالاضافة الي طعنات وجروح قطعية في الراس والصدر حيث ان الضرب بالات حادة وشج في الراس ادي لظهور اجزاء من جماجم المجني عليهم وكشفت التحقيقات التي اجراها احمد ناجي رئيس نيابة الحوادث انذاك ان اعداد ضخمة من جماعة الاخوان اشتركت في قتل المجني عليهم وانهم قاموا بسحلهم من مكاتبهم خارج قسم كرداسة وسط الشارع واستمر تعديهم عليهم لما يقرب من 3 ساعات .