بعد مباحثات اتسمت بالقوة بين الرئيس عبد الفتاح السيسى، ونظيره الفرنسى إيمانويل ماكرون، عقد الرئيسان مؤتمرًا صحفيًا بقصر الإليزيه للرد على استفسارات الصحفيين وكشف ما دار بينهما من مشاورات خلال المباحثات.
وخلال كلمته فى المؤتمر أكد الرئيس عبد الفتاح السيسى أنه بحث عديدًا من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك مع الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، وعلى رأسها قضايا مكافحة الإرهاب، والهجرة غير الشرعية، والأزمة الليبية والسورية.
أضاف: “اتفقت مع الرئيس الفرنسى على تكثيف التعاون بيننا فى المجالات الاقتصادية، والعسكرية، وغيرها، كما تحدثت للرئيس ماكرون عن برنامج الإصلاح الاقتصادى الذى اتخذته الحكومة ومدى نجاحه فى تطوير الاقتصاد المصرى إلى الأفضل”.
وتابع الرئيس السيسى: “تم التوقيع على مجموعة من الاتفاقيات فى مجالات الطاقة التقليدية، والمجالات البحرية والجوية، ومترو الأنفاق بلغت 400 مليون يورو.. وفى المجالات السياحية والتعليمية اتفقنا أن يكون عام 2019 عامًا للثقافة والسياحة الفرنسية والمصرية، حيث يأتى هذا العام تزامنًا مع مرور 150 عامًا على افتتاح قناة السويس”.
واستطرد الرئيس: “تشاورنا فى مجالات مكافحة الإرهاب الذى يعد التحدى الأكبر فى مجالات التنمية، حيث اتفقتا على تكثيف الجهود لمواجهته ومواصلة التعاون بين البلدين لمواجهته بقوة”.
وأشار الرئيس إلى أنه بحث مع الرئيس الفرنسى المصالحة التى عقدتها مصر بين حركتى فتح وحماس الفلسطينيتين، كما ناقش معه الأوضاع فى ليبيا وخطرها على الأمن القومى المصرى والفرنسى، كما ناقشا الوضع فى العراق وفى سوريا، وفى دول الساحل والصحراء فى القارة الإفريقية، لافتًا إلى أنه ناقش مع نظيره الفرنسى مسألة الهجرة غير الشرعية وخطرها على الشباب والدول من ناحية أخرى، مشددًا على أهمية التعاون بين البلدين لمواجهة هذه الظاهرة التى تجنى على شباب البلاد.
وخلال المؤتمر الصحفى، وجه الرئيس السيسى، الدعوة للرئيس الفرنسى إلى زيارة مصر فى أقرب وقتٍ ممكن.
وتعليقًا على سؤال أحد الصحفيين حول حقوق الإنسان فى مصر، قال الرئيس عبدالفتاح السيسى: “إننا فى مصر حريصون على حقوق الإنسان، ولكن مع الوضع فى الاعتبار أننا نعيش فى منطقة مضطربة جدًا وكاد هذا الاضطراب أن ينهى على هذه المنطقة ويحولها إلى بؤرة لتصدير الإرهاب للعالم كله بما فيه أوروبا”.
وأكد الرئيس السيسى حرص مصر على إقامة دولة مدنية ديمقراطية حديثة، قائلًا: “هذ إرادة سياسية.. والشعب المصرى لن يقبل بأن يكون هناك أى شكل من أشكال الممارسة العنيفة أو الديكتاتورية أو عدم احترام حقوق الإنسان”.
وتابع: “أنا مسؤول عن 105 ملايين مواطن مصرى فى هذه الظروف المضطربة مع وجود الفكر المتطرف الذى لا يقبل أن يتعايش مع الآخرين بسلام، ونحن لا نمارس التعذيب، وعلى الجميع أن يتحسب من المعلومات التى تنشر بواسطة منظمات حقوقية لا تنظر إلى الأسر الفقيرة أو الأسر التى استشهد منها الأبطال سواء من رجال القوات المسلحة أو الشرطة”.
وعلى صعيد آخر، قال الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، إن فرنسا تتمسك بالعلاقات الوطيدة التى تربط القاهرة وباريس، وأن البلدين بينهما شراكة استراتيجية، مشيدًا في الوقت نفسه، بفكرة منتدى شباب العالم الذى سيُقام شهر نوفمبر المقبل فى شرم الشيخ بجنوب سيناء.
وأوضح الرئيس الفرنسى، أن أمن مصر متصل بأمن فرنسا، وأن الأمن المصرى يحارب الإرهابيين بقوة فى الأراضى المصرية، مؤكدًا أن فرنسا تقف إلى جانب مصر فى محاربتها ضد الإرهاب.
وأشار ماكرون إلى أنه تناول مع الرئيس السيسى الوضع فى المنطقة العربية، لا سيّما الوضع فى ليبيا والأراضى السورية، مشددًا على أن فرنسا ستعمل مع مصر فى مواجهة الأزمات الإقليمية.
ولفت الرئيس ماكرون إلى أن المباحثات تناولت ملف الإرهاب وحقوق الإنسان، ودور المجتمع المدنى فى مكافحة الإرهاب، متمنيًا نجاح مصر فى محاربة الإرهاب، وإن فرنسا ستساعد مصر فى ذلك.. كما أشاد الرئيس الفرنسى بإجراءات الإصلاح الاقتصادى التى اتخذتها مصر، مؤكدًا وقوف بلاده إلى جانب القاهرة فى مجال النقل والسكك الحديد والطاقات المتجددة، موضحًا أن فرنسا سترسل بعثة لبحث دور التنمية الفرنسية فى مصر، ولزيادة نسبة باريس فى مشروع التنمية الاقتصادية لمحور قناة السويس.