نجح النجم العالمى بوب مارلى ، على الرغم من قصر مسيرته المهنية في حياته التي لم تتجاوز الـ36 عامًا، في ترك بصمة فنية حقيقية في تاريخ الموسيقى الغربية التي عشقها الجمهور في جميع أنحاء العالم ليكون أشهر مغني لموسيقى الريجى الإفريقية على الإطلاق.
ففى مثل هذا اليوم الـ 6 فبراير من عام 1954 ، وُلد عملاق موسيقى الريجى الراحل “بوب مارلى” ذو التاريخ المميز فى عالم الموسيقى والذي أسهم بشكل غير مسبوق في تطويره بالتعاون مع فرقته الشهيرة “فرقه الويلرز” ، حيث قدم خلالها أعماله المميزة التى يحرص على إتقانها بموهبته التى دفعته دائمًا لكتابة أغانيه وتلحينها بنفسه قبل أن يغنيها مع الفرقة.
ولم تكن أعمال مارلي وحتى تكرار اسمه مقصورًا على الغرب فقط، بل عشقه العرب أيضًا لبساطة كلماته التي قدم من خلالها رسائل فنية مناديه بعده مبادئ مثل السلام والحب والتمرد على الظلم والمطالبة بالعدالة والحرية ومحاربة الفقر؛ لذلك كان جمهوره من جميع الجنسيات والأعراق.
واستكمالا لحياة الأسطورة بوب مارلي التي سرعان ما انتهت بعد 36 عامًا في 11 مايو 1981، يعرض موقع “التحرير-لايف” معلومات مثيرة عن حياته الغريبة التي لم تختلف كثيرا عن موهبته، كالتالي:
والده الكابتن نورفال مارلي، البريطاني الأبيض الذي تم عزله من الجيش البريطاني بعد عمله به كضابط بالبحرية الإنجليزية بعد زواجه من الفتاة الجامايكية السوداء “سيديلا بوكر” وأنجبت ابنهما بوب مارلي من زواجهما الذي سرعان ما انتهى بالانفصال لمعارضة أهل الزوج له مما ساعده على هجران زوجته وابنه.
ترك بوب المدرسة مبكراً وعمل في ورشة لِحام بعدما عاش مع والدته حياة فقيرة في عاصمة جمايكا كينجستون وخاصة بعد ترك والده للأسرة وانفصاله عن والدته التى تزوجت مجددًا وانتقلت إلى ولاية ديلاوير الأمريكية ورحل مارلي معها بعد ذلك، باحثا عن وظيفة مع زوجته ريتا التى تزوجها قبل سفره في 10 فبراير 1966، ثم عاشا معًا هناك وحاول كسب رزقه من وظيقته كعامل نظافة في فندق دوبونت وكان يمسح الأرض، ثم عمل في مصنع سيارات كرايسلر في الفترة المسائية.
على الرغم من حياته القصيرة؛ إلا أنه ترك أثره في أبنائه الذي وصل عددهم إلى 13 طفلا، اثنين منهم من زوجته ريتا، وثلاثة بالتبني، والثمانية الباقيين مع نساء أخريات.
بعد معاناته من المعاملة العنصرية للسود في أمريكا، أدخر بوب مارلي ماله وعاد مجددًا إلى جامايكا بعد ثمانية شهور فقط ولكن المفاجأة اعتناقه لديانة الرستفارية التي أطلقها الزعيم الجامايكي الشهير ماركوس جارفي، حيث تعتبر إفريقيا مهدًا البشرية.
وتجسد إمبراطور إثيوبيا السابق هيلا سيلاسي الأول للرب وأطلقوا عليه اسم جاه واعتبروه جزءًا من الثالوث المقدس بوصفه المسيح المذكور في الإنجيل، كما أطلقوا عليه عدة ألقاب منها “ملك الملوك” و”سيد السادة”، وسرعان ما انتشرت هذه الديانة منذ انطلاقها في العقد الثالث من القرن العشرين وحتى الآن، ووصل عدد أتباعها إلى مليون شخص حول العالم.
لم يكن طول شعر بوب مارلي مجرد موضة باعتباره أشهر المغنيين في عصره، ولكن تلك الجدائل الطويلة ما هي إلا أحد أهم مظاهر وطقوس دينه وأساسيات الديانة الرستفارية التى تعتبر جدائل الشعر من أساسياتها والتي رجعوا فيها لبعض التفسيرات الأنجيلية، كما يرجع أصلها إلى كينيا في الأربعينيات عندما جاءت صور صراع التحرر والثوار المختبئين في الجبال كما اتخذوها لتوضيح الفرق بين الشعر الإفريقي المجعد والشعر الأبيض الناعم.
لم تكن ديانة الرستفارية غريبة من حيث النشأة والأصل فقط ولكن معتقداتها أيضا تسببت في موت مارلي بالسرطان، فقد اكتشف إصابته بعدما جرح أصبع قدمه أثناء لعب كره القدم في لندن عام 1977، وعلى الرغم من علاج الجرح لكنه لم يلتئم وبعد التشخيص الصحيح تأكد من إصابته بسرطان الجلد الذي نما تحت ظفر إصبعه وطلب منه الأطباء بتر الأصبع لإنهاء المرض سريعا لكنه رفض بسبب معتقداته الدينية وتابع حياته؛ إلا أن الأطباء اكتشفوا تفشي مرض السرطان في جسده ولا أمل في علاجه خاصة بعدما وصل للمعدة وإحدى الرئتين.
وفي النهاية، توصل المرض إلى دماغه مما تسبب في نهاية حياة أسطورة الريجي بميامي الأمريكية في 11 مايو 1981 وأقيمت له جنازة رسمية وشعبية حاشدة بجمايكا بتاريخ 21 مايو 1981.