خلال مؤتمر لتوثيق شهادات المعتقلين السياسيين، روت زوجة المحتجز حسن أنور، الخميس، وقائع محاولة اغتصابها أمام زوجها بقسم مدينة نصر، لإجباره على الاعتراف بأقوال محددة، وقالت الزوجة المنتقبة وهي تبكي: «كان زوجي يقول لهم مستعد أن أقول لكم أي شيء في مقابل أن تتركوها».
وتوالت الشهادات التي سجلها معتقلون عن تحرشات أو اعتداءات جنسية وقعت عليهم خلال القبض عليهم أو وجودهم في أقسام الشرطة.
ففي شهادة مسجلة بثتها عبر الإنترنت، قالت الطالبة بجامعة الأزهر سلسبيل الغرباوي: «كل من اعتقلوا من جامعة الأزهر تم التحرش بهن جنسيَّا داخل سيارة الترحيلات التي نقلتهن من الجامعة إلى مكان احتجازهن».
وأضافت: «تعرضت لتفتيش مهين داخل السجن، وأجبرت على خلع ملابسها بالكامل، واصفة تفتيشها بأنه كان أقرب للتحرش الجنسي من السجانات، معتبرة أن ذلك التفتيش كان أقسى من التحرش الذي تعرضت له داخل عربية الترحيل من الجامعة إلى معسكر الأمن المركزي».
أما آيات حمادة التي قَبض عليها من جامعة الأزهر، واحتجزت لما يقرب من شهرين، منذ 28 ديسمبر وحتى 18 فبراير الماضي، فقالت في شهادتها عن فترة اعتقالها: إنها «تعرضت مع باقي المحتجزات للضرب والسباب البذيء، وجردن من الملابس على يد السجانات في سجن القناطر، كما أجريت لهن اختبارات حمل، وهُددن بالكشف على عذريتهن».
جاء ذلك في الوقت الذي نفى فيه اللواء هاني عبد اللطيف وقوع أي اعتداءات على من يتم القبض عليهم، أو خلال عملية احتجازهم، قائلًا: «هناك ضوابط قانونية لوزارة الداخلية والسجون، على الضباط وأمناء الشرطة، ووزارة الداخلية لا تسمح بالاعتداء على المحتجزين، أو وقوع أي انتهاك، ويتعين على من يتعرض لأي انتهاك أن يتقدم بشكوي لقطاع حقوق الإنسان بوزارة الداخلية، للبت في شكواه ومحاسبة المخطئ».
الدكتورة سوزان فياض، الطبيبة النفسية بمركز النديم، قالت: «نرى صورًا لفض التظاهرات والقبض على الناشطات أو المشاركات، ويظهر فيها تحرش واضح من قبل من يقومون بعملية الاعتقال في حق المعتقلين».
«لو عايز تقبض عليها ممكن تشدها من إيدها ليه تمسكها من صدرها وأنت بتقبض عليها»، وتتساءل فياض مواصلة؛ «الهدف من ذلك هو انتهاك كرامتها بدرجة قصوى؛ لأن التأثير النفسي للتحرش الجنسي أو الانتهاكات الجنسية في حق المعتقلين بالغة القسوة ويبقى أثرها لسنين طويلة جدًّا، ويجعل الشخص الذي تعرض للانتهاك غير قادر على إقامة علاقات سوية مع زوجة حتى بعد عودته لحياته الطبيعية؛ لأنهم يستدعون واقعة التحرش أو الاعتداء الجنسي التي حدثت لهم».
في السياق ذاته، قالت الدكتورة بسمة عبد العزيز، الطبيبة النفسية والناشطة الحقوقية بمركز النديم: إن في بعض الحالات يكون تأثير الانتهاك الجنسي على الرجل أكبر من المرأة، «لأننا نعيش في مجتمع اعتاد بشكل أو بآخر على انتهاك المرأة جنسيًّا، لكن فكرة أن يتعرض رجل في مجتمع شرقي إلى تحرش جنسي أو اغتصاب قد تجعله غير قادر على رفع رأسه بين الناس من جديد».
ووصلت أيضًا إلى أن تتعرض إحدى قريبات هذا الرجل أمامه إلى تحرش أو اغتصاب يسبب له أثر بالغ القسوة، فالرجل دائمًا يعيش بفكرة أنه هو الذي يحمي المرأة، فالأثر النفسي للاعتداء على زوجته أو أخته أو أي من قريباته أمامه، يكسره لأنه يشعره بأنه غير قادر على حمايتها.
وأوضحت: «في إحدى الحالات التي كنت أعالجها كان الرجل يقول إنه يفضل أن يتعرض للصعق أو الضرب أو الموت حتى، ولا يتم التعرض لأي من قريباته أمامه، أو بسببه».