تشيع جثمان سيدة الشاشة العربية فاتن حمامةـ بعد صلاة ظهر اليوم الأحد، من مسجد الحصري بمدينة السادس من أكتوبر.
كانت حمامة تعرضت لأزمة صحية قبل عدة أسابيع، ونقلت إلى مستشفى دار الفؤاد لتخرج منه بعد أن تماثلت للشفاء، ثم تعرضت إلى وعكة صحية مفاجئة توفيت على إثرها مساء السبت عن عمر ناهز 84 عاما.
وترددت أنباء عن أنها أوصت بعدم إقامة صيوان عزاء لهاـ غير أن هذه المعلومات لم تتأكد بعد من زوجها الذي أغلق هواتفه فور وفاتها، حسبما أفادت وكالة أنباء الشرق الأوسط.
ونعت رئاسة الجمهورية بـ”بالغ الحزن والأسى” فاتن حمامة، وقالت في بيان إن “مصر والعالم العربي فقدا قامة وقيمة فنية مبدعة، طالما أثرت الفن المصري بأعمالها الفنية الراقية. وستظل الفقيدة التي أضفت السعادة على قلوب جموع المصريين والمواطنين العرب بإطلالتها الفنية وعطائها الممتد وأعمالها الإبداعية، رمزاً للفن المصري الأصيل وللالتزام بآدابه وأخلاقه”.
وبدأت رحلة حمامة مع التمثيل بدأت منذ الطفولة قبل نحو 75 عاما قدمت خلالها أكثر من 90 فيلما سينمائيا وعددا من المسلسلات التلفزيونية.
ولدت فاتن أحمد حمامة في السابع من مايو 1931 وبدأت رحلة التمثيل في السينما في وقت مبكر حين اشتركت بدور قصير عام 1940 في فيلم (يوم سعيد) الذي قام ببطولته المطرب محمد عبد الوهاب.
وأتيح لها أن تعمل مع معظم مخرجي السينما ابتداء من محمد كريم في (يوم سعيد) ثم بركات ويوسف شاهين وصلاح أبو سيف وانتهاء بخيري بشارة في (يوم مر.. يوم حلو) عام 1988 وداود عبد السيد في آخر أفلامها (أرض الأحلام) عام 1993.
كما وقفت أمام معظم نجوم التمثيل والغناء في مصر ابتداء من يوسف وهبي وأنور وجدي ومحمد فوزي وفريد الأطرش وعبد الحليم حافظ وانتهاء بمحمود ياسين ومحمد منير ويحيى الفخراني.
وأطلق عليها في سبعينيات القرن العشرين لقب (سيدة الشاشة العربية).
وفي استفتاء حول أفضل مئة فيلم مصري بمناسبة مئوية السينما عام 1996 جاءت فاتن حمامة في المرتبة الأولى حيث تضمنت القائمة أكبر عدد من الأفلام التي شاركت في بطولتها متقدمة غيرها من الممثلات المصريات في القرن العشرين.
ومن بين أفلامها في تلك القائمة (ابن النيل) و(المنزل رقم 13) و(صراع في الوادي) و(دعاء الكروان) و(الحرام) و(إمبراطورية ميم) و(أريد حلا). وقدم فيلم (أريد حلا) قدم نقدا لاذعا لقوانين الزواج والطلاق في مصر. وبعد الفيلم قامت الحكومة المصرية بإلغاء القانون الذي يمنع النساء من تطليق أزواجهن وبالتالي سمحت بالخلع.
ولم تخرج حمامة كثيرا في اختياراتها السينمائية عن أدوار الفتاة المظلومة أو السيدة الجادة التي تواجه الاضطهاد بالصبر. وحين جربت أن تقوم بدور مختلف في فيلم (لا أنام) الذي أخرجه صلاح أبو سيف عام 1957 حيث ظهرت في دور فتاة شريرة فشل الفيلم تجاريا.
تزوجت فاتن حمامة من المخرج عز الدين ذو الفقار (1919-1963) الذي أخرج لها بعض الأعمال. وبعد طلاقهما وزواجها من الممثل عمر الشريف أخرج لها ذو الفقار أفلاما منها (موعد مع السعادة) وشاركتها في بطولته ابنتهما نادية عز الدين ذو الفقار و(طريق الأمل) و(بين الأطلال) و(نهر الحب) وقام عمر الشريف ببطولة الفيلم الأخير.
وتزوج الشريف وفاتن عام 1955 ولهما ابن واحد هو طارق عمر الشريف.
وقامت حمامة ببطولة عدد محدود من المسلسلات التلفزيونية ومن بينها (ضمير أبلة حكمت) و(وجه القمر).
ونالت الممثلة الراحلة عددا من الجوائز في مهرجانات عربية وأجنبية منها جائزة من مهرجان طهران عام 1977 عن فيلم (أفواه وأرانب) وجائزة أحسن ممثلة من مهرجان قرطاج عن فيلم (يوم مر.. يوم حلو) عام 1988 كما كرمت عن مشوارها الفني في بعض المهرجانات العربية وآخرها المهرجان الدولي الأول لفيلم المرأة بالمغرب عام 2004.
وكان آخر تكريم لها في عيد الفن المصري في 14 مارس 2014 حيث كرمها الرئيس المؤقت انذاك عدلي منصور.وظهرت فاتن حمامة في مايو 2014 ضمن وفد لإعلاميين وفنانين مصريين ذهبوا للقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي في أحد لقاءاته ضمن حملته الانتخابية حين كان مرشحا للرئاسة. وقطع السيسي حديثه وذهب لمصافحتها وسط تصفيق الحاضرين.