بدأ الرئيس عبد الفتاح السيسي أمس أول أيام فترته الرئاسية الثانية التي تمتد أربع سنوات مقبلة، حيث أدى اليمين الدستورية أمام “مجلس النواب”، وذلك بعد إعلان فوزه بشكل رسمي بأصوات 22 مليون ناخب مصري، وبنسبة 97% من الأصوات الصحيحة.
وتعهد الرئيس السيسي بأن يكون “بناء الإنسان المصري على رأس أولويات الدولة خلال المرحلة القادمة”. وقال: إن “ملفات وقضايا التعليم والصحة والثقافة ستكون في مقدمة اهتماماتي عبر إطلاق حزمة من المشروعات والبرامج الكبرى على المستوى القومي للارتقاء بالإنسان المصري في كل المجالات، واستنادا على نظم شاملة وعلمية لتطوير منظومتي التعليم والصحة”.
ومن المقرر أن تبدأ الحكومة نهاية هذا الشهر التطبيق التجريبي لمنظومة التأمين الصحي الشامل في عدد محدود من المحافظات، كما تعتزم وزارة التربية والتعليم تطبيق منظومة التعليم الجديدة مطلع العام المقبل.
وأكد الرئيس السيسي أن فترته الأولى شهدت مواجهة “التحدي الأكبر في تاريخ الوطن”، وقال: “لقد واجهنا سويا الإرهاب الغاشم الذي أراد أن ينال من وحدة وطننا الغالي، وتحملنا معا مواجهة التحديات التي خلفها لنا الإرث الثقيل من التحديات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، وما نجم عنها من آثار سلبية على مناحي الحياة كافة”.
ورغم إجراء الانتخابات في مارس الماضي، وإعلان فوز السيسي رسمياً؛ فإن الفترة الرئاسية الأولى التي بدأها في يونيو 2014 لم تكن قد انتهت حتى مطلع هذا الشهر، وذلك بحسب ما يقضي به الدستور.
وأضاف الرئيس السيسي أنه تمكن من تحقيق “نجاحات” لخطته التي وضعها للإسراع في الإصلاح على جميع المستويات السياسية والاقتصادية والمجتمعية بجانب المواجهة الأمنية للمخاطر، وتعظيم أصول الدولة، وتحسين بنيتها التحتية، وتوفير فرص عمالة كثيفة تسير بالتوازى مع مخطط شامل للإصلاح الاقتصادي.
وشدد الرئيس السيسي على أن “مصر العظيمة الكبيرة تسعنا جميعًا بكل تنوعاتنا، وبكل ثرائنا الحضاري، وإيمانًا مني بأن كل اختلاف هو قوة مضافة إلينا وإلى أمتنا؛ فإنني أؤكد لكم أن قبول الآخر، وخلق مساحات مشتركة فيما بيننا، سيكون شاغلي الأكبر؛ لتحقيق التوافق والسلام المجتمعي وتحقيق تنمية سياسية حقيقية بجانب ما حققناه من تنمية اقتصادية، ولن أستثني من تلك المساحات المشتركة إلا من اختار العنف والإرهاب والفكر المتطرف سبيلا لفرض إرادته وسطوته، وغير ذلك فمصر للجميع، وأنا رئيس لكل المصريين من اتفق معي أو من اختلف”.