لاظوغلى باشا وزير مالية محمد على باشا الكبير و أول وزير فى القوات المسلحة أيام محمد على، ثم شغل منصب رئيس وزراء مصر لفترة طويلة .
و لاظوغلى باشا هو صاحب فكرة مذبحة القلعة و التى تم فيها القضاء نهائيا على المماليك و هذه أيضا معلومة لم يشر إليها التاريخ كثيرا .
و لاظوغلى باشا اسمه الحقيقى “محمد لاظـ” أما كلمة ” أوغلى ” فهى تعنى “باشا” أو “قائمقام” أى أنها رتبة أو لقب .
وفى القاهرة يوجد ميدان يحمل اسم ” لاظوغلى ” يتوسطه تمثال لاظوغلى باشا صنعه المثال الفرنسى “جاك مار” عام 1872 بعد أن قررت الحكومة المصرية عمل تماثيل لكبار الشخصيات فى الدولة فى عهد محمد على و قد كان أحد أهم هؤلاء الكبار محمد لا ظوغلى باشا الذى جاء إلى مصر برفقة محمد على باشا فى أواخر القرن 18.
و ظل لاظوغلى يعمل بإخلاص على نحو جعل محمد على يعينه رئيسا للوزراء عام 1808 و ظل فى منصبه هذا 15 عاما .
و لكنه رغم منصبه الكبير و المدة التى رأس فيها الوزارة إلا أنه لم يكن يهتم بذكر اسمه أو تمجيد أعماله و إنجازاته إلى درجة أوقعت المثال فى مشكلة كبيرة حيث لم يجد له صورة واحدة يصنع منها التمثال فأخذ يبحث مستعينا بأحد أصدقاء لاظوغلى عن شخص يشبهه تماما .
و استمر البحث طويلا حتى تم العثور على سقاء يحمل قربة بها ماء يشبه لاظوغلى إلى حد مدهش فصنعوا له ملابس تشبه ملابس رئيس الوزراء و وقف الرجل الذاهل وقفة الأمراء لأول و آخر مرة فى حياته و قام المثال بصنع تمثاله متخذا من السقاء بديلا عن لاظوغلى باشا .
و السقاء هو الشخص المسئول عن نقل المياه من الخزانات أو نهر النيل إلي المساجد والمدارس والمنازل و أسبلة (جمع سبيل) الشرب العامة و ذلك لعدم وصول المياه إلى هذه الأماكن لخدمة الأهالي .
وفي ذلك الوقت كان السقاءون يحملون القرب المصنوعة من جلد الماعز على ظهورهم وهي مملوءة بالماء العذب .
و من الطريف أنه كان هناك اختبار مبدئي يلزم للمتقدم اجتيازه لكي يلتحق بوظيفة السقاء و هو أن المتقدم لابد أن يستطيع حمل قربة و كيس ملئ بالرمل يزن حوالي 67 رطلا لمدة ثلاثة أيام و ثلاثة ليالي دون أن يسمح له بالاتكاء أو الجلوس أو النوم !!!
و نعود إلى تمثال السقاء الذى ظل حتى يومنا هذا يقف وسط ميدان لاظوغلى بمدينة القاهرة منتحلا شخصية رئيس وزراء مصر لمدة 184 عاما و تحيط به مجموعة من مبانى الوزارات التى كان للاظوغلى باشا الفضل فى إنشاء معظمها .
الموقع نيوز