منذ أن وطأت أقدام الراقصة الأوكرانية “صافيناز” أرض مصر المحروسة وهي باتت الشغل الشاغل لقطاعات كبيرة جداً من رواد مواقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” و”تويتر”،حيث يتابعون أخبارها “كلمة كلمة” ويشاهدون رقصاتها “هزة هزة” ويطلقون الصرخات والتحذيرات إذا حاول أي مسئول الاقتراب بالراقصة “اللوذعية” التي تشبه طبق “المهلبية”، على حد تشبيه معجبيها.
وكانت أحدث ضجة تثيرها “صافيناز” ارتداءها بدلة رقص على شكل علم مصر بألوانه المميزة الأحمر والأبيض والأسود مما اعتبره الكثيرون إهانة للعلم المصري .. فما كان من وزيرة القوى العاملة والهجرة ناهد عشري إلا أن قررت إنهاء إقامة “صافيناز” بمصر وترحيلها خارج البلاد فوراً.
الأمر الذي أثار حالة خطيرة من الاستياء بين رواد شبكات التواصل الذين شنوا هجوماً عنيفاَ ضد الوزيرة متهمين اياها بانشغالها بهذه القضية وتركها لمشاكل العمال الأصلية، بالإضافة إلى اتهامات اخرى بالتفرغ لها وانها لا تشغل بالها سوى بهذه الامور رغم تدهور أوضاع العاملين المصريين بالعراق وليبيا.
وهدد النشطاء بعدم السكوت على ترحيل صافيناز وإشعال ثورة كبيرة إذا تم ترحيلها.. وفى إطار السخرية قاموا برسم جرافتى لها وتدشين هاشتاج “الحرية لصافيناز”.
وبدأ الرواد بكتابة بعض التعليقات الساخرة مثل :هتمشوا الصاروخ ليه؟
وتابع آخر: “مبارك يمشي عادي.. مرسي يتعزل طبيعي..لكن تمشوا صافيناز لا مش هنسكت”.
وقال آخر: “هى غلطانة ولازم تتعاقب.. بس بالراحة والنبى”.
وغرد آخر: “خلاص ياجماعة ماتكبروش الموضوع الست اعتذرت وقالت إنها بتحب مصر أكتر من بلده سبوها تاكل عيش واحنا نتفرج”.
وقال آخر: “يعنى هيبقى الجو حر وكمان كهرباء بتقطع وتمشوا صافيناز ده يبقى ظلم”.
وفي الواقع لم تكن هذه هي “الثورة الأولى” لـ”مهاويس صافيناز” .. فمنذ عدة شهور ألقت الشرطة القبض عليها بعد تقدم أحد متعهدي الحفلات بلاغاً ضدها يتهمها بمخالفة عقد الاحتكار الذي التزمت به معه بعدم الرقص إلا في الفندق الخاص به.. وانهالت التعليقات المطالبة بالإفراج عنها وكانت المفاجأة في الصور المسربة لطريقة احتجاز صافيناز حيث كانت تجلس على كنبة فاخرة وأمامها أطعمة ومشروبات.
وتنتشر ظاهرة “الراقصات الأجانب” في مصر بصورة كبيرة جداً.. ووفق أحد الإحصاءات الرسمية وصل عدد اللاتي حصلن على تصاريح مزاولة مهنة الرقص في حقبة التسعينيات إلى أكثر من 7آلاف راقصة أغلبهن من جمهوريات الاتحاد السوفييتي المفككة.
ويربط المحللون بين هذه الظاهرة وبين اعتزال كثر من شهيرات الرقص الشرقي في مصر خلال فترة الثمانينيات سواء بسبب كبر السن أو الاعتزال وهن في سنّ الشهرة، بسبب إعلان توبتهنّ وارتداء الحجاب، مثل: سحر حمدي، وهالة الصافي، وعزة شريف، لتدخل فترة التسعينيات، وهناك قرابة ثلاثة أو أربعة فقط من الراقصات المشهورات المصريات، ومع دخول القرن الحادي والعشرين اعتزلت راقصات أخرى “المهنة”، ومن أبرزهن سهير زكي ونجوى فؤاد ولوسي، الأمر الذي دفع بعض معلمي الرقص المصريين من الرجال إلى السفر للخارج لتعليم الأجنبيات اللاتي يقبلن على هذا اللون من الرقص المثير.
وعلى سبيل المثال، يعيش أشهر هؤلاء المعلمين الآن في الولايات المتحدة الأمريكية، وتقول صحف فنية مصرية: إن لهم فضل تعليم عشرات الأجانب هذه المهنة، وبعضهن تم تصديرهن لمصر لتعويض نقص الراقصات، الأمر الذي فتح الباب واسعاً أمام “غزوة الرقاصات” على النحو الذي رفع عدد الراقصات في مصر إلى أرقام تقدر بالآلاف.
وتعتبر “كيتي” و”عيون” و”نورا” و”أولجا”، و”اليسا”، و”أسمهان” من بين أشهر الراقصات الأجنبيات على مر تاريخ الرقص الشرقي في مصر واللاتي حققن شهرة واسعة وحفرن أسمائهن في ذاكرة عشاق هذا الفن.