الثورة فى علم الإجتماع هى حدث إستثنائى فى حياة الشعوب لايتكرر إلا كل حوالى مائة عام لتصحيح أوضاع أو القضاء على فساد .. ولأنه حدث إستثنائى فيصاحبه أعمال إسثنائية غير عادية .. ولكن أن يقوم شعب أو أمة بثورتان شعبيتان متتاليتان فى خلال ثلاثة أعوام فهو أمر لايحدث إلا مع شعب مثل شعب مصر وستكون حادثة فريدة فى التاريخ سيتوقف العالم أمامها للدراسة والفحص .
وإذا عدنا بالذاكرة لأسباب ثورة 25 يناير 2011 نجد انها قامت لأسباب وجيهة جداً أولاها تدوير السلطة وعدم توريث الحكم ، تحقيق الكرامة الانسانية فى التعامل مع أجهزة الدولة ومؤسساتها من منطلق أن هذه الأجهزة جميها تعمل لخدمة المواطن ، ثم تحقيق العدالة الأجتماعية بتقسيم ثروات الدولة على المواطنين بصورة عادلة تعمل على تقليل الفواصل بين طبقات الشعب ، وأخيراً محاربة كل أنواع الفساد والإحتكار. تلت ثورة يناير فترة حكم المجلس العسكرى المضطربة بسب تنازع عدة فئات وتكتلات لأجتذاب الثورة التى أشعل شرارتها وأوقد جذوتها شباب مصر فحدثت العديد من أعمال العنف التى وصلت إلى محاصرة مؤسسات هامة فى الدولة كمجلس الوزراء ومدينة الانتاج الاعلامى وأسؤها وأشدها إيلاماً للنفس حصار وزارة الدفاع تلك المؤسسة التى يرتبط يقاءها ببقاء مصر.. وكان العم الأكبر للجيش فى ذلك الوقت ملئ الفراغ الذى تركته الشرطة بأنهيارها الذى عرف فيما بعد من كان ورائه فكنت اجد رجال الجيش ينظمون المرور غى اشارات المرور وكنت اجدهم امامم مستودعات انابيب البوتوجاز ومحطات البنزين لتنظيم حصول المواطنبن على احتيجاتهم هذا غير وجودهم بكمائن ليلية بالشوارع الرئيسية بالمدن لغرض الآمن، كما كنت تجدهم مرة اما المنشئات الحيوبة الهامة لتأمينها على سبيل المثال مبنى المتحف المصرى ومبنى الاذاعة والتلفزيون بماسبيرو ، والسفارات , والوزارات ، والبنوك وغيرها بكل إخلاص للحفاظ على مصر وأهل مصر الذين قابل بعض أبناؤها هذا الحهد والتفانى بالإنكار والجحود فراحوا يسيئون بالهتاف ضده وضد قادته بأحط وأقذع الصفات التى لنم تثنه لحظة عن القيام بدوره فى خدمة الوطن وحماية مقدراته.. ومالبثت إنتخابات المجالس النيابية أن بدأت بحماية ورعاية قواتنا المسلحة والشرطة التى بدأت فى التعافى والتعديل من سياستها أن تكون فى خدمة الشعب ورعايته لا عصا فى يد الحاكم .. وتفائل الجميع خيراً فى الكيان السياسى الواعد لاسيما وأن شعاراته الدينية تدغدغ المشاعروأعطى معظم المصريين وأنا أحدهم صوتى لهذا التيار فى المجلسين النيابيين ولكن مالبث أن إنكشف هذا التيار سريعا وإتصح أن محلس الشعب ومثله مجلس الشورى ليس سوى صورة مطابقة للمجلس الذى سبقه من اتباع الحزب الوطنى وأتضح سريعاً مدى نهم وعمل أعضاء هذين المجلسين للعمل من أجل فئة واحدة هى الأهل والعشيرة وكذلك أتصحت بوادر فساد فى الذمم والأخلاق مما كان له الأثر فى نفسى ونفوس الكثير من المصريين وعزمى على ألا أعطى صوتى فى إنتخابات الرئاسة لأى مرشح ينتمى لهذا النيار المخادع بإسم الدين فبتفكير عميق لصالح الوطن صممت على أن أعطى صوتى لشخص يتصف بعدد من الصفات التى تتماشى مع طبيعة المرحلة التى تمر بها مصر وهى تعتبر مرحلة إنتقالية بين عصرين . فاستبعدت من أختياراتى إلى جانب أعضاء النيار المتمسح بالدين المرشحين ذوى الخلفية العسكرية لننأى بالجيش وقادته من مغبة الانزلاق فى هذا المعترك السياسى لا سيما بعد فشل حكم الرئيس مبارك الذى بدا مسلوب الارادة وأنغمس فى أحضان الأمريكان مما أثر على أتخاذ قرارات إيجابية على مستقبل مصر
وكانت باقى المقومات فى الرئيس الذى سأنتخبه أن يمون رجل دولة ولا يحسب على رجال النظام السابق وتكون له رؤية وإعتزاز بالنفس.. فأنطبقت هذه الصفات على رجل واخد هو السيد عمرو موسى فقمت بإعطاءه صوتى .
وفى جولة الاعادة قاطعت الأنتخابات لأن أحدهما وهو الدكتور مرسى من التيار الذى أنكشف والآخر الفريق شفيق محسوب على العهد السابق.
وحكم مرسى عاماً من أسوأ الأعوام التى مرت على مصر لم يكن يوى أداة فى أيدى مكتب الارشاد ينفذ كل ما بملى عليه فى صالح جماعة لاهم لها إلا مصلحة الجماعة والتنظيم الدولى حتى أصبح حكمه كابوساً ثقيلاً على كاهل شعب مصر أغلق أبواب الأمل فى وجوه الشباب وعاد بمصر إلى الخلف دهزراً عديدة فما كان من الشعب سوى أن يجأر بشكواه فى الميادين ويثور لكرامته ومستقبله المهدد بالضياع ولجأ الشعب إلى الجيش نصير الشعب فى الملماة ولم يخيب الجيش بقيادته المخلصة المتمثلة فى سيادة المشير محمد عبد الفتاح السيسى الشعب كعادته فهو جيش الشعب المشكل من أبناء هذا الشعب لخدمة وحماية الشعب من أى عدوان .. وأنذر السيسى ووعد فأوفى ملبياً نزول ما بزيد عن 30 مليون مواطن طبقاً لتفديرات موفع جوجل الفضائى ( علماًبإن من خرج فى الثورة الأولى فى يناير لم يتجاوز الثمانية ملايين) فكان لزاماً على الجيش أن يستجيب لأرادة الشعب وينحاز لرأى الأغلبية العظمى من هذا الشعب ويمنع حرباً أهلية كان من الممكن أن تندلع بين شعب مصر الحقيقى الوفى المخلص وجماعة أرهابية أستعانت بعصابات مسلحة من داخل وخارج مصر لفرض سيطرتها على هذا الشعب .
وأحتل المشير السيسى شغاف القلوب وهم يشاهدونه فى حالة تحدى شديدة ضد إرادة قوى عظمى أمريكية وأوروبية وتلميحات وتهديدات ولكن الرجل وقف بصلابة المقاتل الجسور متحديا متخذا من شعب مصر ظهيرا وعضداً وأستجاب الله لشعب مصر دعائهم بأن يخرج من بين أبناء مصر قائداً لثورتهم .. فعلى بركة الله سيادة المشير سر وخلفك جموع شعب مصر لتخرجهم بإذن الله وعونه من عنق الزجاجة وتنطلق بهم إلى آفاق أرحب وأمال اوسع وتاستعيد مصر مكانها ومكانتها بفضلك ومعاونة أبنائها المخلصين .. وتسلم الأيادى
أحمد علي عطية الله
عضو إتحاد كتاب مصر
كاتب ومؤرخ عسكرى
رئيس جمعية أصدقاء المحارب
E.mail: [email protected]