نقلت مصادر خاصة في العاصمة القطرية عن أوساط مطلعة أن قلقاً يعتري الطبقات الاجتماعية والاقتصادية في البلد جراء الضغوط التي تعاني منها البلاد جراء العزلة السياسية منذ إعلان الرباعية العربية قرار مقاطعة الدوحة في 5 يونيو 2017 وما خلفه ذلك من تداعيات تهدّد هوية قطر ومستقبلها داخل البيت الخليجي.
وكانت وزارة الدفاع القطرية قد أعلنت، أول أمس الثلاثاء، عن تخريج دفعة في تعلم اللغة العربية لغير الناطقين بها، لأفراد من القوات التركية المتواجدة في الدوحة.
وقالت المصادر لصحيفة العرب اللندنية، إن التواجد العسكري لتركيا داخل قطر بدأ يأخذ أبعاداً متطورة وأن عملية إدماج الجنود الأتراك داخل النسيج الاجتماعي، هي قيد الإعداد بما يطرح علامات استفهام حول طبيعة الدور، والوظيفة التي يلعبها التواجد العسكري في تركيا.
وكشفت المصادر أن نقاشاً داخل أوساط النخب القطرية بدأ يزداد حول نجاعة ربط مصير قطر بمصير دولة الولي الفقيه بإيران وسياسة الالتصاق التي تنتهجها الدوحة بأجندات طهران في المنطقة لا سيما في اليمن، وأضافت أن الأوساط القطرية شديدة القلق من طبيعة العلاقات الحالية بين قطر وتركيا والتي تتيح لأنقرة حضوراً طاغياً من خلال واجهة التواجد العسكري التركي في قطر.
وترى المصادر أن أوساطاً قطرية تعتبر أن إطلاق دورات تعليم اللغة العربية للجنود الأتراك ليس إلا برنامجاً يمهّد لتجنيس الجنود الأتراك وضمهم إلى القوات المسلحة القطرية كقوة تحمي النظام.
ولفتت مصادر أخرى إلى أن استمرار النظام السياسي في عدم احترام القيم والمعايير والقواعد التي تعيد قطر إلى موقعها الطبيعي داخل مجلس التعاون الخليجي سيفاقم من سياسة التجنيس المعتمدة تحت ذريعة ضمان أمن قطر.
ولفت مراقبون إلى أن عملية تعليم اللغة العربية لا تبدو جزءاً من برامج الجيش التركي الداخلية بل تجري من قبل الطرف القطري بما يتسق مع توجهات الدوحة المقبلة، وأضاف هؤلاء أن “تعليم اللغة العربية يتم بإشراف هيئة التوجيه السياسي في القوات المسلحة القطرية وليس من قبل وزارة الدفاع التركية على سبيل تهيئة جنودها للعمل خارج البلاد أسوة بالدول التي تنشر قواتها خارج أراضيها”.
ورغم أن قطر سبق أن منحت الجنسية القطرية إلى أفراد من دول عربية وضمتهم لقواتها المسلحة، فإن مسألة تعليم الجنود الأتراك اللغة العربية هي أول إشارة إلى أن الدوحة تخطط لتجنيس هؤلاء الجنود وضمهم ليعملوا داخل المؤسسات العسكرية والأمنية القطرية.