اجتمعت حيوانات الغابة وطيورها يشتكون لبعضهم إيذاء الثعلب الماكر لهم وإفساده عليهم حياتهم.
فقالت الأرانب: إنه يطاردنا في كل مكان نذهب إليه؛ فلا نستطيع أن نخرج للبحث عن طعامنا، وقالت الطيور: لقد إلتهم أطفالنا ودمر أعشاشنا.
وبدأ كل حيوان يشتكى ما ألحق به من أذى جراء مكر الثعلب وإيذائه لهم.
وهنا تفتق ذهن البومة إلى حيلة ذكية تستطيع من خلالها أن تقضي على الثعلب وتلقنه درسا لن ينساه، وطلبت من الحيوانات أن يبادر أحد بتنفيذ الخطة، فقال الأرنب: أنا لها.
ثم ذهب الأرنب إلى المكان الذي يجلس فيه الثعلب وبدأ باستفزازه، وقال له: لقد أصبحت سمينا عجوزا وبطئ الحركة ولم تعد كسابق عهدك. فاستشاط الثعلب غيظا من كلام الأرنب، وقال له: لنرى إن كنت استطيع أن أمسك بك وألتهمك في عشائى الليلة أم لا.
وأخذ الأرنب يجرى والثعلب من خلفه، ثم دخل الأرنب حفرة كانت الحيوانات قد أعدت لها مسبقا، وحفروها من الجهتين كفخ لاصطياد الثعلب.
وعندما دخل الثعلب إلى الحفرة خلف الأرنب همت باقي الحيوانات لغلق باب الحفرة خلف الثعلب، وبعد خروج الأرنب من الجهة الأخرى أغلقوا الفتحة الأخرى، وبذلك تم حبس الثعلب ومات من الجوع.
والعظة من هذة القصة أنه لا يجب أبدا أن نتخذ موقفا سلبيا عندما نُظلَم حتى لا يتمادى الظالم في ظلمه، ولكن بالحيلة والتكاتف والتعاون يمكن تلقين الظالم درسا لا ينساه ويصير عبرة لمن هم على شاكلته.