كان هناك فى إحدى القرى الجميلة رجل طيب متسامح لديه حقل صغير، وكان يخرج كل يوم صباحا إلى الحقل لزراعته، وفى يوم من الأيام حينما كان يقوم بعمله فى حراثة الأرض سمع صوتا غريبا تحت الفأس؛ فاستمر فى الحفر ليتبين سبب هذا الصوت.
فوجد تحت الأرض إناء مملوء بالذهب والعملات الذهبية القديمة منذ آلاف السنين، ففرح بها، وعندما رجع إلى منزله ليخبر زوجته قال لنفسه إن النساء لا يحفظن السر مهما كانت أهميته، فلو أخبرها بسره ربما تنشره على الناس فيسمع الملك بذلك الخبر ويستولى على الذهب.
فقرر أن يختبر زوجته قبل أن يخبرها بسره، فبات ليلته وأخفى بيضة بجانب سريره، وفى الصباح أيقظ امرأته وقال لها سوف أخبرك بسر خطير، ولكن يجب أن تعاهدينى على كتمانه فهل ستقدرين على ذلك؟
فقالت له: بالطبع أقدر على ذلك.
فقال لها: يحدث لى كل ليلة أمر غريب؛ فأنا أستيقظ كل صباح وأجد أننى قد بضت بيضة … وها هى البيضة؟
وكنت أخفى عنك هذا السر خوفا من أن تفشيه للناس، وعندما تأكدت من كتمانك للسر أخبرتك به، فلا تخبرى أحد.
فقالت له: لا تقلق واطمئن فسوف أحفظ سرك.
وعندما خرج الزوج من البيت وابتعد أحست الزوجة بثقل السر فى نفسها فصعدت إلى سطح البيت، وأشارت لجارتها وصديقتها أن تأتى، وعندما اقتربت منها جارتها قالت لها: أريد أن أخبرك بسر خطير ولكن على أن تعدينى بكتمان السر، فطمأنتها جارتها ووعدتها بكتمان سرها.
فقالت لها الزوجة: بأن زوجها يبيض كل يوم بيضتين وكان يخفى عنها هذا الأمر، وأنها رأت ذلك بعينها، وأكدت عليها بأن تكتم الأمر.
فقالت لها جارتها: لا تخافى لأننى سوف أحفظه كما حفظتيه أنت !!
ونزلت جارتها إلى بيتها ومنه إلى جارتها الأخرى وقالت لها: هل تعلمين أن زوج جارتنا يبيض فى كل ليلة عشر بيضات، وأنه كان يخفى هذا الأمر عن زوجته، وعندما أخبرها به أخبرتنى على الفور، وأكدت على أن أحفظ السر وهذا ما أطلبه منك الآن، فعليك كتمان السر.
فقالت لها الجارة: بالطبع أنا أعدك، وسرعان ما خرجت من عندها فارتدت ملابسها وذهبت عند جارتهم الثالثة وأطلعتها على السر ولكن قالت لها أن زوج جارتهم يبيض عشرين بيضة !!
وهكذا تنقل الخبر من جارة لأخرى مع ازدياد عدد البيض ولم يمر اليوم حتى كانت المدينة كلها تعلم بالخبر ووصل عدد البيض إلى مائة بيضة، وعلم الحاكم بالأمر فأرسل فى طلب الزوج.
فقال له: أخبرنى كيف يمكنك فعل ذلك؟ كيف تقوم ببيض مائة بيضة كل يوم؟
فقال له الزوج: وهل تصدق يا مولاى أن هناك إنسان يبيض؟
ولكن هناك سر فى المسألة وسأخبرك به إن أعطيتنى الأمان.
فقال الحاكم: تكلم ولك الأمان.
فأخبره الزوج عن الذهب الذى وجده فى الحقل وكيف أنه كان يخشى من فضح امرأته للسر فأراد أن يختبرها فأخبرها قصة سر البيضة وأوصاها بكتمان السر، ولكن لم يمر اليوم إلا وكانت المدينة كلها تعرف بالأمر وصارت البيضة مائة !!
فضحك الحاكم حتى سقط على ظهره، وترك له الذهب وأوصاه ألا يعطى سره لإمرأة مهم كان طول حياته.