“متحكمش أبداً علي أي حد بالشكل أو اللبس، المظاهر خداعة “… دي مقولة صح مليون في ال١٠٠ و “أوسكار” الشاب السويدي اللي في الصورة دي مثال صريح للمثل ده.
أي حد فينا حيشوف “أوسكار” في الشارع أو النادي أو المدرسة أو أي مكان، أول حاجة حيعلق عليها هو شعره البمبي الفاقع وكل واحد حيقعد يتريق عليه و يطلع عليه كلام كتييير أوي، من غير حتي ما حد فينا يعرف عنه أي حاجة أو حتي حاول يتكلم معاه ويعرف إيه القصة إللي ورا لون شعره الغريب ده.
أوسكار قصته صعبة جداً ورغم إن عمره لسة ١٧ سنة، لكنه شاف آلام و حزن في حياته يقطع القلب، بعد وفاة أخته التوأم من ٣ سنين بسرطان الدم “اللوكيميا”، أخته دي كانت كل حاجة في حياته وعمره ما فارقها يوم من ساعة ما إتولدوا.
أوسكار حكي ل”حجاجوفيتش” قد إيه أخته ديه كانت إبتسامته وسره وحبه الوحيد، وسعادته وروحه، وإنه عمره ما سابها للحظة في حياتها كلها حتي وهي في المستشفي بتتعالج وعلي سرير الموت، ودايماً كان بيخليها توعده إنهم حيعيشوا مع بعض لغاية آخر نفس في حياتهم، وإن عمر ما فيه واحد فيهم حيبقي أكبر من التاني.
كانوا متفقين في كل حاجة حتي الأكل والشرب إلا حاجة واحدة بس وهي اللون البمبي …
أوسكار كان بيكره اللون البمبي تماماً وأخته كانت بتعشقه من كل قلبها، ساعة لما أخته ماتت، جاله صدمة نفسية كبيرة وراح صبغ شعره خلاه بمبي، وفضل جنب قبر أخته بيكلمها ويصرخ وهو بيقولها إنه خلى شعره “بمبي” من كتر حبه فيها ووعدها إنه حيفضل كدة طول حياته لغاية ما هو كمان يموت عشان يقابلها تاني ويشوف وشها وهي بتضحك لما تشوف شعره …
أوسكار فضل في المقابر عايش في خيمة جنب قبر أخته لمدة حوالي ٥ شهور لغاية ما عيلته والأطباء النفسيين خلوه يروح البيت عشان برودة الشتاء القاسية.
أوسكار حاول الانتحار أكتر من مرة ولكن الأطباء بقوا يدولوه أدوية ومهدئات نفسية “آثارها الجانبية باينة علي وشه” عشان يحاول يعيش طبيعي تاني، والحمد لله حالته إتحسنت كتير ولكن ما زال لغاية اللحظة دي عامل شعره بمبي عشان الوعد اللي أداه لأخته …
والحاجة اللي دايماً بيقولها :”إحنا وعدنا بعض إننا عمرنا ما حد فينا حيبقي أكبر من التاني … وأنا دلوقتي أكبر منها شكلاً ولكن روحي وقلبي وعقلي ماتوا معاها…”
أعتقد إن كل واحد فينا لازم يفكر مليون مرة قبل ما يتريق علي حد أو يتكلم علي حد من غير ما يعرف إيه حكايته، ولازم كلنا نحمد ربنا جامد أوي على كل النعم اللي مديهالنا، وعلى نعمة إن الواحد عنده أخ أو أخت أو الإتنين وحتي لو فيه حاجات وحشة أو مشاكل بينكم وبين بعض، لازم نصالح ونغفر قبل ما نندم كتيييييير أوي، “واللي يشوف بلوة غيره تهون عليه بلوته”
ملحوظة: الصورة لحجاجوفيتش مع أوسكار في العاصمة السويدية ستوكهولم.