على مدار الايام الثلاثة الماضية ومنذ قرار المحكمة العليا الامريكية بالسماح بزواج المثليين فى جميع الولايات الامريكية ، تلونت تقريبا مواقع التواصل الاجتماعى ووسائل الاعلام الدولية بألوان ما يشبه القوس قزح .. حتى أن كثير من المصريين استخدموه دون ان يعرفوا حقيقة هذا العلم الخاص بالمثليين جنسيًا وان استخدامه يعنى التضامن معهم ومع افكارهم ومعتقداتهم .
ولكنى نفهم معنى ألوان هذا العلم لابد أن نعرف بداية العلاقة بين المثلية الجنسية وقوس قزح؟
فعلى مدار التاريخ استخدمت الحركات المدافعة عن حقوق مثليى الجنس الألوان الزاهية للإشارة إلى مجموعتهم حيث يعتقد أن زهرة القرنفل استخدمها سكان لندن وباريس فى أواخر القرن الـ 19 وأوائل القرن الـ 20 للتعبير عن ميولهم الجنسية الشاذة ، ووصف الروائي روبرت هيتشنز ظاهرة “الشذوذ الجنسي” في عام 1894 بالأخضر القرنفلى.
اقرأ ايضًا : بالصور .. الآف الشواذ يحتفلون فى شوارع إسرائيل باسبوع الفخر
فيما تم استخدام اللون الأصفر لنفس الظاهرة الجنسية في أستراليا، وفقًا لكتاب أشعة الشمس وأقواس قزح، وهو كتاب معني بدراسة ثقافة المثليين في ولاية كوينزلاند، فيقول الكتاب: “إذا كنت تريد جذب الانتباه من نفس الجنس، اعرض زوج من الجوارب الصفراء الزاهية”.
وخلال فترة النازية ، اضطر مثليو الجنس من الرجال لارتداء المثلثات الوردية، ومنذ ذلك الحين اعتبر هذا اللون من قبل المجتمع رمزا لمثليى الجنس، كما أصبح الأرجوانى رمزًا شعبيًا وفخرًا المثليين فى الستينيات والسبعنيات .
أما أول استخدام لعلم القوس قزح الخاص بالمثليين فكان عام 1978 وصممه الفنان جيلبير بيكر ورفع لأول مرة فى مسيرة الفخر بسان فرانسيسكو التى نظمت فى 26 يونيو وكانت تطالب بحرية المثليين.
ولون بيكر العلم الأصلىو الرئيسى بيده، واحتوى انذاك على 8 ألوان ، وكان لكل لون معنى : الوردى “الجنس”، الأحمر “الحياة”، البرتقالى “الصحة”، الأصفر “ضوء الشمس”، الأخضر “الطبيعة”، النيلى “الخيال والفن”، الأزرق “هرمونيا”، البنفسجي “الروح”.
واستوحى “بيكر” فكرة العلم من “علم الجنس البشري”، الذى استخدم عام 1960، في مظاهرة كبرى دعت إلى السلام العالمي، وكان يتكون من 5 ألوان هم “الأحمر والأسود والبني والأصفر والأبيض”، وكان يطلق عليه أيضا اسم “علم الأجناس”.
وبعد فترة ليست بالطويلة ، قرر بيكر إزالة اللون الوردى من العلم قبل انتشاره بصورة واسعة على مستوى العالم لانه كان مقصورا على المثليين فى الفترة النازية ولعدم ربط المثلية بالنازية .
بعد مقتل هارى ميلك، عضو بلدية سان فرانسيسكو المثلى جنسيا، في نوفمبر 1978، تظاهر العديد من المؤيدين للمثليين بالعلم الذى ابتكره بيكر، وارتفعت قيمته، حينها أقدمت شركة محلية على تصنيعه وتوزيعه قبل ان يتحول بمرور الوقت الى رمز عالمى للمثليين .