ما التقدم؟
إن التقدم هو عملية تطور الإنسان إلى الأمام.. فأين نحن من هذا الأمر؟ ما الأسباب؟ ما هذا التخلف؟ ما هذا العذاب؟ شريعة غاب وناطحات سحاب!!
وفي سلسلة المقالات هذه سنعمل على تقديم الجواب والأسباب والحل قبل أن نرحل أو ننحل.. لنقرأ معًا وسنرى الحق والصدق، والقارئ هو الشاهد.
نحن نعلم أن التطور هو في الضمير، نابع من العقل لا من الشكل.. الشجرة عندها حسّ وإدراك أكثر من الحجر، الطير عنده حسّ وإدراك أكثر من الشجر، والإنسان عنده حسّ وإدراك أكثر من الحيوانات، والمستنير أكثر من الإنسان العادي.. والاستنارة هي طبقات من الازدهار ومن الأنوار السماوية، هي ذروة النمو، هذه هي حقيقة الإنسان الكونية، كلنا من روح الله، ولكن ماذا نفعل بهذه الأمانة؟!
إننا نعيش في حالة إهمال ونسيان وغثيان، في حالة ضياع عن الأصول.. من نحن؟ حيوان؟ شجر؟ حجر؟ وحده الإنسان يتمتع بنعمة الضمير وبتطور هذا المصير، ولكن عند الإنسان حرية اختيار استخدام هذه النعمة أو تجميدها وإهمالها ونسيانها.
إن الحياة حركة ثابتة، من المستحيل أن نبقى كما نحن عليه، إما التطور إلى الأسمى والأعلى أو التخلف إلى الوراء والأدنى، الخيار فينا ولنا، لا نستطيع أن لا نختار، حتى عدم الخيار خيار خفي.. أكثرنا يختار الغفلة، العودة إلى عدم الإدراك، نعود إلى المخدرات والخمور والميسر والجنس والعمل لنحيا الإدراك الحسي، ونعتقد بأننا نحيا حياة سعيدة ووقتًا ممتعًا، متعة الدنيا بالجسد وبقشور البذور.
هناك نخبة من الناس تدرك سبب وجودها على هذا الممر، وتسعى للوصول إلى الوعي الكوني، إلى حقيقة الإنسان اللا متناهية.. وهذا ما يسعى إليه قلبي، أن يكتب أو يصور هذه الحقيقة ولو بكلمات علّها تجسد ما في قلوبنا من نِعم للوصول بنا إلى الأصول، إلى نبع وجودنا، إلى التوحيد.. سنتخطى معًا خطوات المفكرين بعلم النفس والجسد وعلوم أهل الغرب وأهل الشرق، وسنحلق في سماء الحق، وسيهمس في قلوبنا هذا المرشد الحي الذي يحيا فينا ومعنا ولنا، هذا الصوت الصامت الساكن في سكينة عطشنا إلى النبع، سنستمع له وسندرك ما لا ندرك.