سمعتُ ذات مرّة، أن «جحا» كان يمشي في الطريق، وإذ به يرى صبيًا في الخامسة عشر من العمر، ممسكًا سيجارة في يده ويستمتع بالتدخين، فقال له: «يا بني، ألستَ صغيرًا على فعل هذا؟!».
أجاب الصبي: «بالطبع لا.. ولقد أقمتُ علاقة مع فتاةٍ أيضًا»!!
تعجب «جحا»: «ماذا؟؟ وفتاة أيضًا؟!».
قال الصبي: «نعم لقد قمتُ بخلع ملابسها ليلة البارحة، وكان الأمر فاتنًا وممتعًا».
قال «جحا»: «هكذا إذًا!! وكم تبلغ هذه الفتاة من العمر؟».
أجاب الصبي: «لا أعلم كم كانت تبلغ من العمر، لم يكن بمقدوري سؤالها لأنني كنت سكرانًا جدًا».
هذه ليست مُزحة من العصور القديمة أو من زمنٍ بعيد، إنها للأسف حقيقة تحدث الآن مع أبنائنا، حتى إنهم لا يزالون في المدرسة أو الجامعة وتراهم يدخنون كالبالغين، يتسكعون برفقة الفتيات، يشربون الخمر ويسكرون لكي يفقدوا وعيهم وإدراكهم الذي لم ينمو أو يكتمل بعد!!
في الأيام المقبلة، علينا أن نتوقع المزيد من ذلك والأسوأ منه، هؤلاء الفتية الصغار عنيفون جدًا، وهنالك كثير من حوادث السلب والاغتصاب وغيرها من الجرائم التي تحدث ليس فقط في الغرب بل هنا في الشرق وفي بلاد العرب.
لماذا يحدث كل هذا؟ لا أحد يعلم.. خرجت الأمور عن السيطرة؛ فالشرق يقلد الغرب، والغرب يقلد الشرق، طبعًا في الأمور السلبية فقط!!
إن هذا العالم هو عالم المُقلدين، عالم القردة والرجال الآليين، أشباه الرجال وأشباه النساء؛ حيث إن الإنسان الواعي هو الذي لا يقلد أحدًا، بل يعيش فاتحًا طريقه الخاص به، إنه الفرد وليس القرد، الفرد الذي ينظر إلى نفسه وتكوينه، يتأمل ويسأل: «من أنا؟ ما الذي أشعر به حقًا وحقيقة؟».