بدأت أمس الخميس أعمال القمة الأفريقية العادية الثالثة والعشرين، بعاصمة غينيا الاستوائية، مالابو، تحت شعار «الزراعة والأمن الغذائي في أفريقيا»، ومثل مصر لأول مرة في القمة الأفريقية الرئيس عبد الفتاح السيسي، عقب انتخابه رئيسًا للجمهورية، وإلغاء تعليق عضوية مصر في الاتحاد الأفريقي.
شارك «السيسي» في المؤتمر بكلمته، التي تحدث فيها عن عودة مصر إلى النشاط الأفريقى، ونقل الصورة الواقعية التى عاشتها مصر خلال الفترة الانتقالية التي توجت بانتخابه رئيسًا للجمهورية وخطوات مصر في سبيل تحقيق خارطة الطريق، التي أعلن عنها عقب ثورة الـ30 من يونيو.
وعن ذلك قال الدكتور أنور رسلان – رئيس وحدة السوادن وحوض النيل بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، إن القمة تدور حول الزراعة والأمن الغذائى فى القارة الأفريقية، مشيرًا إلى أن هناك تحولًا في الموقف السوداني وموقف عدد من الدول من أزمة سد النهضة الأثيوبي يسمح بتعديل موقفها الداعم لأثيوبيا.
وأضاف «رسلان» أن مصر على استعداد لتقديم ما لديها من دراسات علمية حول مخاطر السد إلى اللجنة الوطنية السودانية، المقترح تشكيلها خلال الفترة الحالية، للعمل على حل أزمة سد النهضة، مشيرًا إلى أن مشاركة مصر مع دول الاتحاد الأفريقي لن تتم بالتأكيد دون فتح هذا الملف.
وأكد أن العهد الجديد الذى يؤسس له «السيسى» بتمثيله مصر فى القمة، يستلزم رؤية وآليات جديدة للعمل على تحديد ظواهرالحركة، وأولويات العمل فى الدوائر، والحرص على زيادة إسهام مصر فى أفريقيا، خاصة أن وضع مصر وأفريقيا تغير خلال العقود الأخيرة، وأصبح هناك تقارب إقليمى ودولى جديد على القارة.
وقال الدكتور محمد عبد الكريم – نائب رئيس القسم الأفريقي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، إن مشاركة مصر في القمة الأفريقية تؤكد حرص مصر على التنمية فى القارة، وتقوية العلاقات مع الأشقاء الأفارقة، مشيرا إلى أنه من المتوقع التطرق إلى الحديث عن سد النهضة ومحاولة حل الأزمة بالطرق السليمة الآمنة، وكذلك توجيه الشكر إلى الأشقاء الأفارقة لتعاونهم مع مصر فى الفترة الأخيرة عقب ثورة 30 يونيو.
وأكد «عبد الكريم» أن مصر لا يمكن أن تتخلى عن انتمائها إلى القارة، ومشاركتها فى هذه القمة ستعيدها إلى الإنتاج مرة أخرى، وخروجها من دائرة العزلة الدبلوماسية فى القارة الأفريقية، فى ظل نظام شرعى منتخب.
واتفق الدكتور وحيد عبد المجيد – أستاذ العلوم السياسية، مع القول بأن مشاركة مصر في القمة الأفريقية تمثل استعادة مصر دورها المهم في أفريقيا.
وأشار «عبد المجيد» إلى ضرورة عمل مصر على بناء دولة ناجحة تقدم نموذجا ملهما للدول الأفريقية، لأن الوضع الحالى في مصر غير ملهم للعالم أجمع، وبناء النموذج الناجح الملهم الذي اعتادت مصر أن تمثله في قارتها السمرار لن يتحقق إلا بببناء شبكة علاقات متعددة مع الدول الأفريقية.