كتب: أحمد عصمت
31 عامًا مرت على رحيل حسين السيد، الشاعر الذي يعتبر أحد أهم ملامح ومكونات زمن الفن الجميل، وشكلت أعماله ملامح شخصية مصر الفنية.
ولد الشاعر الغنائي الكبير حسين السيد، في 15 مارس 1916 وأكمل دراسته الابتدائية في طنطا، وانتقل بعد ذلك للعيش بالقاهرة، وقد كان والده تاجراً كبيراً، ودخل مدرسة الفرير الفرنسية بالخرنفش، ومنها حصل على البكالوريا في 1937
حلم الشاعر الكبير بأن يصبح نجماً سينمائياً وتهيأت له الفرصة عندما أعلن محمد عبد الوهاب عن حاجته لوجوه جديدة للظهورفي فيلمه «يوم سعيد»، وذهب في الموعد المقرر ووقف في انتظار دوره للمثول أمام لجنة الاختبار المكونة من محمد عبد الوهاب والمخرج محمد كريم، والفنانين سليمان نجيب وعبد الوارث عسر ووصل إلى مسامعه حوار بين عبد الوهاب وكريم يفيد بعدم توثيق أكثرمن شاعر في كتابة أغنية أحد المشاهد، ولما جاء دوره للوقوف أمام اللجنة نسى ما جاء من أجله وطلب من المخرج ومن محمد عبد الوهاب أن يتيحا له فرصة كتابة هذه الأغنية وبعد رفض واستنكار لطلبه في البداية وافق «عبد الوهاب» على طلبه وشرح له موقف الأغنية في الفيلم.
بدأ حسين السيد في إعداد أول اعماله مع الراحل عبد الوهاب وبدأ بهذا مشواره الفني الذي تكلل بالنجاح ، و كانت اول اعماله مع موسيقار الاجيال هي اغينة ، ” اجري اجري وديني قوام وصلني ” وبعد ما حاذ الكاتب الشاب علي اعجاب عبد الوهاب فطلب منه الابتعاد عن التمثيل والتركيز بما هو موهب به حقا وهو التأليف والشعر وكتابة الاغاني حيث كانت لحسين السيد كلمات اصحبت من اعظم اعمال عبد الوهاب ومنها “إسمح وقل لي”، و”ياللي نويت تشغلني”، و”يا مسافر وحدك “
كما تميز حسين السيد بتأليف اغاني الاطفال فكتب لمحمد فوزي مثل «ذهب الليل»، و«ماما زمانها جاية»، وكتب لصباح «حبيبة أمها»، و«أمورتي الحلوة بقت طعمة»، و«أكلك منين يا بطة»، وكتب عشرات الأغاني لألمع المطربين والمطربات في مصر والعالم العربي فكتب لفايزة أحمد «ست الحبايب»، و«ياغالي علي ياحبيبي يا خويا»، ومما كتبه لعبد الحليم حافظ «بيع قلبك»، و«توبة»، و«يا قلبي يا خالي»، و«ظلموه » كما كتب لصباح «سلموا لي على مصر»، و«أحبك ياني»، ولوديع الصافي «على رمش عيونها»، و«دار يا دار»، ولوردة الجزائرية «ح اقول لك حاجة»، و«في يوم وليلة»، ولسيد مكاوي «خلى شويه عليك »
وقام حسين السيد بالتمثيل في فيلم «رسالة من امرأة مجهولة » الذي كان من بطولة لبني عبد العزيز و فريد الاطراش، ومن إخراج صلاح أبو سيف كما مثل مع شويكار المقطوعة الشعرية «إنتي مسافرة؟»، وكان قد حصل علي وسام العلوم والفنون في عيد العلم من الزعيم جمال عبد الناصر، كما كرمه الرئيس السادات في عيد الفن إلى أن توفي في مثل هذا اليوم 27 فبراير1983.