رؤية الهلال هي عملية تحري رؤية ميلاد القمر الجديد الذي يحدد بداية مراقبة الشهر القمري وهو مهم جداً في تحديد أشهر السنة الهجرية والتي ترتبط الشعائر الإسلامية بها.
تبدأ عملية المراقبة بعد غروب شمس اليوم التاسع والعشرين من الشهر القمري مباشرةً، وتكون المراقبة محدودة بوقت قصير، لا يتجاوز الساعة أحيانا، ثم يختفي بعدها الهلال فلا يمكن رؤيته بعدها.
أما اتجاه النظر فيكون في جهة الغرب، قرب مغطس الشمس، إلى الجنوب قليلاً من المكان الذي يغطس فيه حاجب الشمس العلوي، ويكون من العسير رؤية القمر في أكثر الحالات وذلك بسبب قربه من الشمس وتأثره بالإضاءة الناتجة عن شفق الشمس، كما أن حجم الجزء المضاء من القمر يكون ضئيلاً مما يصعب من إمكانية الرؤية.
ويفضل أن يكون الرصد في ألأماكن المفتوحة التي يظهر الأفق فيها دون معوقات كالتلال والجبال والعمران، كما يبتعد الراصد عن مصادر الإضاءة المشوشة لعملية الرصد، كما أن عوامل الطقس ونسبة الرطوبة والغبار والغيوم تؤثر على وضوح الرؤية وإمكانيات الرصد.
الهلال الذي يُتحرى في عملية الرصد هو هلال أول الشهر لا هلال آخر الشهر، ولذلك يتم التحقيق مع الشاهد الذي يدعي رؤية الهلال، ويتم سؤاله عن أوصاف الهلال للتحقق من أن هذا الهلال هو الذي نبحث عنه.
أوصاف الهلال
هلال أول الشهر يقع إلى الجنوب من المكان الذي غطست فيه الشمس بعد الغروب، أما هلال آخر الشهر فتستحيل رؤيته بعد غروب الشمس وإنما يغطس قبل الشمس إلى الشمال قليلاً من المكان الذي ستغطس فيه الشمس بعده.
يكون قرنا هلال أول الشهر إلى الأعلى ويتجهان جنوباً، أما هلال آخر الشهر فان أمكنت رؤيته قبيل الغروب في جهة الغرب فإن قرناه يتجهان إلى الأسفل والشمال.
جهة الرصد دائماً هي الأفق الغربي ولا عبرة برؤية الهلال فجراً في جهة الشرق، لأنه بالضرورة عندها هو هلال آخر الشهر الذي نحن فيه وليس هلال الشهر الجديد.
وضع علماء الرصد الفلكي شروطاً محددة للحالات التي يمكن فيها رؤية الهلال، وقد نوقشت هذه الشروط من قبل المختصين في المؤتمرات والملتقيات الفقهية الإسلامية، وهناك بعض التفاوت بين هذه الشروط بحسب أصحابها من علماء الفلك، وبالجملة فان هذه الشروط تدور حول ما يلي :
عمر الهلال.
البعد الزاوي عن الأفق.
البعد الزاوي عن الشمس.
أما عمر الهلال، فهو الفترة الزمنية المحصور بين لحظة ولادة الهلال (مفارقة قرص القمر لقرص الشمس بعد الاقتران) ولحظة غياب الشمس خلف الأفق، ويرى علماء الفلك المهتمون بهذا الجانب من العلم أمثال الدكتور حميد النعيمي وغيره أن الدراسات العلمية والتجارب العملية تبين أن الهلال تستحيل رؤيته بالعين المجردة إذا كان عمره أقل من 15 ساعة، وتستحيل رؤيته حتى بأفضل أنواع التلسكوبات إذا كان عمره أقل من 12 ساعة، هذا وقد ذهب بعض الباحثين إلى أن إمكانية الرؤية تبدأ فقط عندما يكون عمر الهلال 22 ساعة تزيد أو تنقص ساعتين تبعاً لظروف الرؤية.
و أما البعد الزاوي عن الأفق ؛ فمعناه الزاوية المحصورة بين خط الواصل بين الراصد والأفق والخط الواصل بين الراصد والهلال، وقد ذهب أكثر الباحثين إلى أن إمكانية الرؤية تبدأ عندما يكون البعد الزاوي يساوي 5 درجات وتستحيل دونها.
و أما البعد الزاوي عن الشمس ؛ فهو الزاوية المحصورة بين الخط الواصل بين الراصد والشمس والخط الواصل بين الراصد والقمر، وقد اشترط العلماء لإمكانية الرؤية أن تكون الزاوية تساوي 8 درجات.
و على هذا فإنه تستحيل رؤية الهلال إذا لم تتحقق فيه الشروط التالية :
عمر الهلال = 15 ساعة للعين المجردة، أو 12 ساعة للتلسكوب
البعد الزاوي عن الأفق = 5 درجات
البعد الزاوي عن الشمس = 8 درجات
ومن الجدير بالذكر أن دار الإفتاء المصرية صرحت بأن يوم الخميس 18 يونيو 2015 هو غرة شهر رمضان المبارك، وكل عام وأنتم بخير.