بقلم: محمد على البدوى
لم يكن يتخيل السير توماس كوك ان فكرته البسيطة في انشاء مكتب استعلامات قرب محطة القطار ثم تطور الفكرة الي مكتب لتاجير السيارات وتنظيم الرحلات الداخلية سوف تصبح النواة الاولي لصناعة اصبحت الان من اهم الصناعات المؤثرة في اقتصاديات العالم.
نظم السير كوك رحلة الي مدينة الاقصر في اواخر القرن 19 مما اثار انتباه اهالي المدينة انه من الممكن انشاء محال ودكاكين لبيع الانتيكات والتحف للزوار.
وطيلة النصف الاول من القرن العشرين كانت تاتي بعض الوفود الي مصر اما لاسباب سياسية او اسباب اقتصادية والبعض كان ياتي لمجرد التمتع بالتاريخ المصري الذي كان لنابليون بونابرت وحملته الشهيرة الفضل في التعريف به ولفت انتباه الغرب اليه.في البداية كانت المجتمعات مجتمعات زراعية وكان الاغنياء وطبقة النبلاء فقط هم من يتجولون هنا وهناك حتي قامت الثورة الصناعية في القرن 18 مما مكن العديد من التنقل و الاهتمام بالتعرف علي حضارات العالم .
ومع منتصف القرن الماضي بدا الاهتمام بصناعة السياحة يتزايد في كل بلدان العالم وبدات الحكومات والدول تنشيء المواني والمطارات وتشيد الفنادق من اجل تدعيم هذه الصناعة الواعدة,وكان للثورة في عالم النقل والمواصلات الفضل الاكبر في تطور السياحة فبعد ان كانت الرحلات مجرد مجموعات من البشر تقرر الاصطياف او الصيد معا ,تطورت الفكرة الي مكاتب في معظم القري والمدن الاوروبية تقوم بحجز الرحلة للعميل وتوفير كافة السبل لراحته.
وفي مصر انشئت اول كلية للسياحة في مصر والشرق الاوسط عام 1975 لامداد سوق العمل بالكوادر المؤهلة القادرة علي توفير كل ما يتمناه السائح واستطاعت صناعة السياحة ان تزدهر في فترة وجيزة ,ونستطيع القول ان الفترة من 1985 الي 2010 تعتبر ذروة الانتعاش السياحي في مصر والتي صاحبها انتعاش عمراني وقتصادي وقفزة ملموسة في انشاء الطرق والكباري خاصة في المدن السياحية ,بل قد لا نتجاوز الحقيقة حين نقرر انه قد ازدهرت و نمت وتطورت مجتمعات كاملة بسبب ازدهار السياحة ولنا في شرم الشيخ والغردقة المثل الاكبر.ووفرت الدولة البنية الاساسية وسهلت للمستثمرين الحصول علي الارض ولنا ان نتخيل الاعداد الكبيرة التي استوعبها سوق العمل والخبرات الكبيرة التي اكتسبها المصريون خلال ال60 عاما الماضية.
ان صناعة السياحة قد تطورت في كل بلدان العالم حتي اصبحت اهم صناعة علي وجه الارض ولك ان تتخيل ان دولا عده تعتمد في دخلها القومي علي السياحة مثل اسبانيا وفرنسا والولايات المتحده.
السياحة ليست رفاهية وليست مجون وانما وسيلة اساسية للدخل القومي و من الذكاء ان تقوم الحكومات بتنمية هذا القطاع وتطويره والقيام علي حل المشاكل التي تعترضه فهناك ما يقارب ال 5 ملايين عامل يستوعبهم القطاع السياحي منهم من يعول اسرة ومنهم من ينفق علي مريض لذلك لم تعد السياحة رفاهية كما كان ينظر اليها في الماضي بل قضية امن قومي وهذا ما يدركه الكارهون لمصر والمغرضون ويحاولون بكافة الطرق تدمير هذا القطاع الحيوي والهام.
وهناك من الشخصيات من ساهمت في تطور صناعة السياحة وازدهارها, كما ان للسياحة عوامل عدة لتنشيطها والترويج لها وهذا ما سوف نتناوله في مقالات قادمة ان شاء الله.