“الشيطان” في كل الأديان السماوية له صفات وأهداف واحدة فهو يسعى دائما إلي القتل والخراب والكره والفتنة وإلحاق المرض بالإنسان وتشويه صورته وتجويعه وتدمير الطبيعة التي خلقها الله وغير ذلك من أهداف تتنافي مع الخير ويسكن الشر جوهرها ، ولكي يحقق الشيطان أهدافة في العالم على ظهر المعمورة يلزمه حلفاء وأفراد أرتضوا أن يوقعوا عقد خدمته على الأرض بدماء البشر ، وتأتي تجارب العديد من شعوب العالم مع صندوق النقد الدولي لتؤكد حقيقة واحدة أنه واحد من تلك الأدوات التي يستعين بها الشيطان لتحقيق أهدافه بتدمير العالم وقتل الإنسان .
النشأة
أنشىء صندوق النقد الدولي في عام 1945 م في اعقاب حربين عالمتين راح ضحيتهم ملايين البشر ، ليس بهدف الحد من دماء البشر وتحقيق السلام على ظهر المعمورة ولكن بغرض قتلهم بوسيلة أخرى غير الطريقة التقليدية التي تعتمد على الطائرات والدبابات وغيرها من الأسلحة العسكرية، فالسياسات التي يروج لها الصندوق لوحدها كافيلة لتحقيق أهداف تلك الحروب الاستعمارية ولكن بطريقة شيك تتناسب مع القرن العشرين والواحد والعشرين، فالسياسات تؤدي إلي نهب ثروات شعوب خاصة شعوب العالم الثالث وإفقار الشعوب لحساب ثراء حفنة قليلة جداً من أصحاب الشركات الرأسمالية العالمية، وعلى رأسها شركات النفط والمياه والغذاء، بل وتؤدي هذة السياسات ليس إلي إفقار الشعوب بل وأيضا حرمانها من أبسط حقوقها كالحق في المياة والعلاج والسكن فيستحيلوا بفضل سياسات الصندوق النيوليبرالية إلي سلع يملكها فقط من يملك ثمنها ويحرم منها الفقراء فيموتوا عطشاً أو جوعاً أو مرضاً أو من شدة البرد وغياب المأوي .
بوليفيا كنموذج
وحتى لا يبدو حديثاً كعبارات تطلق في الفراغ وأتهامات تقال في السدى نعود بالزمن عشر سنوات أو ربما أكثر قليلاً لنرى ما تسبب فيه صندوق النقد الدولي في بلد من بلدان العالم الثالث وهي بوليفيا بعد أن قامت الحكومة البوليفية بخصخصة المياة بناء على أوامر صندوق النقد الدولي بعد حصول الحكومة على قرض منه وذلك لحساب شركة مياة فرنسية رأت أن أحتكار بيع المياه في بلد يكتظ بالسكان سيجلب لها أرباح قد يمضي صاحب الشركة عمرة كله يبذر وينفق فيها دون أن تنتهي، ولكن الأمور دائما تسير عكس ما تشتهي السفن فقد أندلعت حرب بين الشعب البوليفي من جانب والشركة وصندوق النقد والحكومة من جانب أخر سميت بحرب المياة بعد أن عجز المواطن البوليفي الشبيه بالمواطن المصري في فقره عن الحصول على المياه بسعرها الجديد الذي يضمن ثراء الأطراف الثالثة، وأسفرت الحرب عن مقتل المئات وإصابة مثلهم أن لم يكن أكثر كما أسفرت عن الإطاحة بالحكومة والاتيان بإيفو موراليس الذي سارع بتأميم ليس المياة فحسب بل والكهرباء والغاز لتقل الفوارق الطبقية وينعم المواطن بحقوقه الأساسية .
الرئيس القادم والتحالف مع الشيطان
فاجئنا محمد مرسي الرئيس المعزول ممثل التيار الذي كان يدعي أنه ممثل الإسلام في الأرض بالتحالف مع الشيطان وتبرير نسبة فؤائد القرض الذي كان يصبو للحصول عليه ، واعداً الشيطان بتحقيق كل أمنياته بحلب خيرات مصر ونهب ثرواتها ومواردها وتحويلها إلي سوق يروجون فيه بضائع من يخدمونهم من شركات رأسالمال العالمية ، ولكن جاءت الأيام لتحمل المفاجاءت لمرسي والشيطان كما حملتها لهما في بوليفيا بإقصاء مرسي عن سدة الحكم وإفساد مخططه الشيطاني ، فهل يتعظ الرئيس القادم أم يمضي على نفس النهج سؤال ستجيب عنه الأيام.