جلست على مدار اليومين الماضيين، منذ هجمات العريش الإرهابية؛ التى راح ضحيتها زهاء الثلاثين من جنودنا الأبرار، أتابع المواقع الإلكترونية لعلى أجد ولو كلمة رثاء واحدة – حتى من باب المجاملة وإبراء الذمة – من أولئك الذين ملئوا الدنيا ضجيجًا وصخبًا على شيماء الصباغ عضو “حزب التحالف الشعبى الديمقراطى” التى لقيت مصرعها مساء يوم 24 يناير، أثناء تظاهرة للحزب فى الذكرى الرابعة لـ25 يناير .. فلم أجد.
وكأن شيماء – التى لم يتأكد مَن الذى أطلق عليها طلقات الخرطوش التى أردتها قتيلة – “هل هى الداخلية تلك الشماعة التى يلقى عليها أنصار 25 يناير كل التهم منذ خلق الله الأرض .. أم يد آثمة تسعى لإثارة الفتنة واشعال الفتيل كتلك الأيادى الشهيرة التى نفذت عشرات العمليات السابقة من اغتيالات وفتح سجون وحرق أقسام” … لالصاق التهم واستمرار لهيب الغضب مشتعلاً – أقول وكأن المرحومة شيماء هى الوحيدة التى تستحق لقب شهيدة بينما جنودنا لا.
ألا يستحق هذا الجندى البسيط المولود فى الريف لأب وأم مصريين وبالكاد يجيد القراءة والكتابة لكنه على استعداد لأن يقف على قدميه طيلة يوم و ليل لحمايتنا .. على استعداد لأن يقدم حياته وروحه ودماءه فداء لمصر وشعبها .. ألا يستحق ولو دمعة واحدة من أنهار الدموع التى تنسال على ” نشطاء ” لا يجيدون إلا الصوت العالى والتتويت على مواقع التواصل الاجتماعى .. ألا يستحق ولو تظاهرة واحدة مثل عشرات المسيرات التى تخرج دفاعا عن الثوار؟!.
أم لأنهم بسطاء يستشهدوا وتضيع دماءهم سدى دون أن يخرج الحنجوريين ليهتفوا ” …. دمك مش هيضيع ” .
لماذا هذا الكيل بمكيالين .. لماذا هذا التبلد فى المشاعر .. لماذا هذا الاهمال .. أين أنت يا د. محمد البرادعى يا من دفعتك شيماء الصباغ إلى العودة للكتابة بعد توقف لفترة طويلة .. هل دمها أغلى وأطهر من دماء جنودنا الشهداء أم ربما لا تسمع إلا ما تريد ولا تقرأ إلا ما يهمك ولا تتحدث إلا لمن يتحدثون لغتك.
هل دم شهدائنا فى رفح يختلف عن دماء الثوار والنشطاء الذين ملئوا حياتنا جعجعة وسفسطائية وضجيج .. ما الفرق اذا؟!..
الفرق أن هؤلاء الجنود يضحون بحياتهم من أجل الوطن وأبناءه .. لهذا فاننا نحن أبناء هذا الوطن .. نقدرهم ونبكى عليهم .
فليرحكم الله يا شهداءنا وليتغمدكم برحمته ويدخلكم فسيح جناته مع الشهداء والأبرار.
ستعيشون فى داخلنا فى قلوبنا لن ننساكم أبدا يا شهداء الوطن .
تحيا مصر