هذا يمكن أن تعود فرخندة تلك الفتاة الافغانية التى قتلتها حشود غاضبة ظنا منهم أنها احرقت نسخة من القرآن إلى الحياة مرة أخرى ؟
هذا ما حدث بالفعل على مسرح اقيم فى احد ضواحى العاصمة الافغانية كابول .. مجموعة من الفنانيين الافغان الذى شعروا ان حادثة فرخندة لا يجب ان تمر مرور الكرام بل يجب أن تكون نقطة فاصلة فى تاريخ افغانستان .
اعادوا هؤلاء الفنانين تجسيد حادثة مقتل فرخنده بكل تفاصيلها البشعة ليبعثوا برسالة الى المجتمع الافغانى بأنه لابد وأن يتخلص من مشكلاته وفى مقدمتها الجهل والتعصب و العشوائية والفساد والتحامل والتى كانت السبب جميعها فى ماحدث لفرخندة .
ولكى نستوعب و نفهم مغزى العرض المسرحى لابد ان نعرف اولأ تفاصيل قصة فرخندة التى اعتبر البعض ان حادثة مقتلها هى أكثر الجرائم وحشية فى تاريخنا الحديث.
ففرخندة شابة افغانية تبلغ العمر 27 عاما ليست غنية لكنها شجاعة خاصة فى قول الحق وهو ما يبدو انه كان سببا وراء مقتلها يوم 19 مارس الماضى بعد اتهامها ظلما باحراق نسخة من القرآن الكريم .
العشرات وربما المئات من الغوغاء احاطوا بها و ظلوا يضربونها بالحجارة حتى ماتت ثم ققاموا بدهس جثتها بالسيارة ولم يكتفوا بلك بل اشعلوا النار فى جثتها قبل ان يلقوها فى نهر كابول بالقرب من مسجد شاه دو شمشير بالعاصمة .
فعلوا كل هذا ظنا منهم ان يدافعون عن الاسلام و عن دينهم من خطر داهم .. اتركوا هذه الجريمى البشعة دون ان يتكلفوا عناء التأكد مما اذا كانت قد قامت بالفعل بهذا الجرم ام لأ .
اما المفاجأة المدوية ان فخرخندة كانت برئية تماما و ان سبب موتها هو تواطؤ عناصر من الشرطة الصامتة مع الحشود غوغائية يحركها رجل دين فاسد ومتعصب .
لكن ما هى الحقيقة التى تم اكتشافها بعد ذلك ؟
الحقية ان فرخندة كانت تدرس الشريعة الإسلامية والفقه، وعندما شاهدت فى مسجد شاه دو شمشير أن واحدا من رجال الدين يبيع بعض التمائم إلى الناس بوصفها علاجا للآلام، أو لجلب الحظ، وتغيير حياتهم إلى الأفضل، انتقدت فرخنده الرجل لأنه كان يخدع الناس.
وفجأة ودون سابق إنذار أخبر ذلك الرجل المتعصب أحد خدام المسجد بأن فرخنده أحرقت القرآن؛ داعيا الجميع الى الدفاع عن دينهم و لعل هذه الدعوة هى ما تفسر لماذا كانت الحشود تصيح الله اكبر بينما كانت تكيل لها الضربات بالايدى والحجارة .