كتب :حسن سامح
خرجت فى مثل هذا اليوم مساء الثلاثاء25 فبراير 1986 الآلاف من الجنود من معسكرين للأمن المركزي في منطقة الأهرامات مندفعين بخوذاتهم ورشاشاتهم وبنادقهم في مظاهرات مسلحة الى فندق”جولى فيل” وهو واحد من أحدث وأضخم فنادق القاهرة ويقع في مواجهة أحد المعسكرين الذين بدأ منهما التحرك مباشرة، وتتيح واجهاته الزجاجية الفرصة ليشاهدوا ما يجري من ورائه
ليفاجؤابالجنود يحطمون هذه الواجهات الزجاجية ثم اقتحموا الفندق، وبدءوا يحرقون كل ما فيه، كما قاموا بإحراق فندق “هولى داى سفنكس”، ومبنى قسم شرطة الهرم، وفندق” مينا هاوس”، وبعض المحلات التجارية الكبيرة في المنطقة. خلال ساعات استطاع الجنود احتلال منطقة الهرم بأكملها بما في ذلك مداخل طريق الإسكندرية الصحراوي وطريق الفيوم
وكان السبب فى تلك الاحذاث وزير الداخليه السابق احمد رشدى الذى دمر اوكار المخدرات فى مصر وقضى على الارهاب المنتشر فى فترة الثمانينات بشكل شبه تام مما ادى الى ثورة الضباط ضده بسبب نزاهته لانه كان يهدد مصالحهم بشكل مباشر فنشروا اشاعة بين الجنود ان فترة تجنيدهم ستزيد مدتها من 3 سنين الى 5 سنين فقاموا بثورة ضد الوزير
وفى صباح الاربعاء 26 فبراير انتشرت قوات الجيش فى الشوارعه وقامت بالسيطرة على الجنود المتمردون وحصارهم بعد معارك ضاريه بالاسلحه بين قوات الجيش وقوات الامن المركزى المتمرده
واختلف الامر فى محافظه اسيوط واضحى اكثر سواءً ودمويه واشد عنفا فالمحافظ زكى بدر “الذى اصبح وزيرا للداخليه بعد تلك الاحداث” فتح هويس قناطر اسيوط على الجنود المتمردين للحيلوله دون وقوع المدينه فى ايديهم لان اكبر قوة للامن المركزى فى مصر كانت فى معسكر اسيوط كما قصفتهم طائرات القوات المسلحة وتمت السيطرة على الموقف بعزل الوزير احمد رشدى ليصبح اول وزير يقال بسبب نزاهته