ست الكل..لم أستخدم هذا اللفظ في حياتها على الإطلاق فبخلاف أنها أمي فكنت أحب أن أطلق عليها “سوسو” فهي بخلاف الأمومة صديقة عمري..ولكن ست الكل أتى تلقائيا دون إرادةً مني بعد وفاتها كلما أتى ذكرها.
ذكرها لا تكفيه صفحات ولا مجلدات الدنيا..ولكن مختصر لحالة تنتابني في ذكرى عيد الأم..عمن رحلت منذ سنتين ونصف ومازالت حاضرة تشغل قلبي وكياني..اختصرت أمومتها في كلمة قالتها لي يومًا: “مش هتلاقي حد يحبك ويحب تبقي أحسن منه غير اناااااااا “
حقيقة لو تمنى مخلوق لك الخير لن يتمناه أن يكون أكثر من نفسه ولن يفعلها حتى ابنائك من صلبك .. انها ميزة حصرية لدى الامهات يا سادة !!
لم تكن أمي فقط لكن صديقة .. وكأننا صحاب نهزر ونتخانق مع بعض..حتى كنت أنسى كثيرًا انها أم ولا يجب معاملتها معاملة الاصدقاء فهي لها احترامها ايضاً .. ولكنها كانت أقرب إلي مني .. هي المرآة التي رأيت بها اخطائي دون الخجل من ان تعايرني بها او اخشى ان تحدث الناس بها عني .. لم اتذكر كلامها جيدا في حياتها وكانت تاني دائما انسى كلامها ولا اتذكره جيداً .. الآن وبعد ان فقدتها كل كلمة كل حرف يرن في اذناي لا انساه ابداً .. بل ياليت نسيته علّي ارتاح قليلاً
لا أريد أن أتحدث عنها في كلمات مهما كثرت محدودة..مجرد التعبير عن حالة تنتابني في ذكرى عيد الام بصرف النظر عن اشتياقي ليها فهو امر مفروغ منه الا اني اشتقت لتقبيل يدها .. تعودت على تقبيلها وكنت اداعبها دائماً بذلك وكان ابي يشتاط غيظاً : ماتبوسيش ايد حد !! قلت ربما هي الغيرة يا ابي : طب ايدك ابوسها !! برضه معصب : قلتلك ماتبوسيش ايد حد حتى انا !!
الغريب أني لم أشهد في حياتي وفاة أحد قبلها أو تغسيله وكان شغلي الشاغل أثناء ذلك هو تقبيل يديها مما أثار دهشة الآخرين .. قلت لهم أنا أعلم جيداً أني ساشتاق لتقبيل تلك الأيادي آلاف المرات ولن أجدها.
إلى ست الكل الغائبة جسداً والحاضرة في كياني إلى يوم مماتي .. وحشتيني