قالت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية إن السطو المسلح على نجمة تلفزيون الواقع، كيم كارداشيان، فى مسكن فاخر بباريس فجر اليوم، الاثنين، أثار قلقًا كبيرًا حول درجة الأمن فى المدينة.
وتعرضت كارداشيان لعملية سطو مسلح أثناء حضورها أسبوع باريس للموضة فى العاصمة الفرنسية، حيث اقتحم منزلها رجلان، ضمن عصابة تتكون من 5 أفراد، يرتديان ملابس شرطة، قاما بتقييد النجمة الأمريكية فى حمام مسكنها، وهربوا بمجوهرات قيمتها نحو 10 ملايين دولار أمريكى، دون أن تصاب كارادشيان بأى أذى جراء هذا الهجوم.
لكن السؤال الذى طرحه كثيرون فى فرنسا، حسب الصحيفة، هو كيف يمكن وقوع حادث مثل هذا فى باريس، بعد اتخاذ إجراءات بارزة لتعزيز الأمن فيها على جميع الأصعدة منذ الهجمات الإرهابية التى وقعت فى نوفمبر 2015 وأسفرت عن وقوع 130 قتيل وعشرات المصابين.
وأشارت الصحيفة إلى أنه منذ يناير 2015، جاب ضباط مسلحون برشاشات “فاماس” مداخل أماكن الجذب السياحى الرئيسية والمواقع الدينية الحساسة فى العاصمة الفرنسية وجميع أنحاء البلاد، غير أن فرنسا ما زالت فى “حالة طوارئ” والتى أدت بدورها إلى تزايد عمليات تفتيش الشرطة ومراقبة الحكومة.
ونقلت الصحيفة تصريح عمدة باريس، آن هيدالجو فى أعقاب الحادث، اليوم الاثنين، حيث حثت السياسيين على “تحمل المسؤولية” فى ردود أفعالهم، وسط مخاوف من أن تعانى صورة باريس كوجهة آمنة للسياح من أضرار أكبر.
وذكرت الصحيفة أنه خلال النصف الأول من 2016، انخفض تدفق السياح فى باريس بمليون شخص مقارنة بنفس الفترة فى 2015.
وأشارت هيدالجو إلى أن السياحة حاليا مصدر دخل أساسى فى باريس، وإنه فى إطار ملف السياحة المعقد، والذى تكون فيه الأولوية لزيادة أعداد السياح، فإن استخدام هذه الحادثة كمصدر جدل قد يرقى إلى الإضرار المباشر بقطاع السياحة الذى يوفر 500 ألف وظيفة.
لكن السياحة ليست الجانب الوحيد الذى قد يتأثر بصدى السطو المسلح على كارادشيان، فبحسب الصحيفة، تخوض فرنسا انتخابات رئاسية العام المقبل، والعديد من المصوتين ليسوا سعداء بالفشل الملحوظ للحكومة الاشتراكية فى منع الهجمات، خاصة بعد الحادث الذى يعتبر إحراجًا وطنيًا، وقد يكون إحدى قضايا الحملات الانتخابية الرئاسية.
ونقلت الصحيفة عن ناتالى كوسيسكو موريت، عضو اليمين الوسط البرلمان الفرنسى، أن ذلك الحادث هو إعلان تجارى مضاد بالنسبة لباريس، وأضافت “يمكن للمرء أن يصنع أى نوع من الدعاية التجارية الباهظة للغاية لباريس، وكل هذه الإعلانات يقضى عليها ما حدث لكيم كارادشيان”.
يذكر أن فرنسا عانت من هجمات إرهابية كبيرة فى يناير 2015 ما عرف باعتداء “شارلى إبدو”، ونوفمبر 2015 “هجمات باريس”، ثم فى يوليو من العام الجارى “هجوم نيس”، وأسفرت جميعها عن مقتل أكثر من 230 شخص فضلًا عن عشرات المصابين.