كيف يمكن لأب أو أم أن يتأثرا إذا ضربهما طفلهما الغاضب؟ لعلك ستتساءلين عن سبب ردّ الفعل هذا بعد أن منحت طفلك ما يريده وأنتِ تكرّسين وقتك له. ومن هنا، كيف يجب أن تتدخلي حين يتصرف طفلكبعدائية ويتعدى حدوداً أنت رسمتها له؟
سبب الضرب
قد يقف خلف هذا السلوك أكثر من سبب:
- يتصرف الطفل أحياناً بعدائية جسدية عبر الصراخ والضرب لأنه يشعر بالإحباط من حدود معينة موضوعة له. ويعود هذا الأمر الى ضعف قدرته على التحكم بنفسه وامتلاكه قلة من الكلمات للتعبير عن مشاعره. مع تقدّمه في العمر، سيتعلم كيف يتحكم جيداً بأفعاله.
- عبر تصرّفاته العنيفة، يلجأ طفلك أحياناً لاختبار الحدود التي تضعينها، إذ إنه يتخيّل أنك ستخضعين لطلباته ورغباته، فيتصرف بهذه الطريقة. لهذا السبب، يجب أن تتصرفي سريعاً لحل هذه المشكلة، لتوضحي له أن هذا التصرف غير مقبول، ما يشجعه بالتالي على التعبير كلامياً عن مشاعره.
- قد يتصرف طفلك بهذه الطريقة ليبعدك عنه ويتمتع بفرديته، إذ يمكن مثلاً أن تكون أحضانك سبباً لمضايقته وإبعاده عن اكتشافاته واستقلاليته ووقته الخاص.
أهمّية التصرّف بسرعة
حتى لو كانت تصرفات طفلك محقة بعض الشيء، يجب تعليمه كيف يتحكم بغضبه ويحتويه بطريقة مقبولة. يجب عليك أن لا تتقبّلي بأيّ شكل وأيّ ظرف أيّ تصرف عدائي تجاهك منه.
إن تعلم احترام الآخرين يجب أن يبدأ من قلب العائلة، فمن خلال احترام أفراد العائلة ووالديه سيتعلم احترام ومعرفة حقوق الآخرين، حتى لو أجبره هذا الأمر في بعض الأحيان على نقل رغباته الخاصة الى خطة ثانوية.
تذكري أيضاً أن طفلك الصغير يحتاج إلى حدود، ومن خلال شرح التصرفات المقبولة والأخرى غير المقبولة بطريقة سهلة له، ستمنحينه الأمان وتساعدينه على تنمية قدرته على التواصل مع الآخرين. وحتى لو لم تشعري بالقدرة على إيقاف هذه التصرّفات العدائية السلبية، لا بدّ لجهودك من أن تنجح مع الوقت وعلى المدى الطويل.
كيف تتصرّفين إذا ضربك طفلك؟
- عبّري بحزم وهدوء عن استنكارك للأمر.
- افرضي عليه وقتاً للتوقف، لتمنحي نفسك وقتاً قصيراً للهدوء والعودة مجدداً للكلام عمّا حصل.
- اعرفي ما أحسّ به طفلك وأطلعيه على شعورك أنت. استخدمي عبارات شبيهة بما يلي: “أظن أنك كنت غاضباً بسبب…، ولكنني لا أرضى أن تضربني. يمكنك أن تقول لي ما تريده..”.
- هنّئي طفلك عندما يتوصّل الى السيطرة على عواطفه والتعبير كلامياً عن غضبه أو حاجاته.