حاوره :محمد الكريتى
“لم اقصد قتله ..ده مهما كان اخويا الوحيد ..بس هو اللى دعانى لكده..استغفر الله العظيم ..سامحنى يارب”.. بهذه الكلمات بدأ ابو الفضل احمد محمد “21 سنة” طالب باكاديمية طيبة الخاصة المتهم بقتل شقيقه بمنطقة المعادى اعترافاته من داخل محبسه لـ”الموقع” حيث اكد انه ضحية الظروف ..والده انفصل عن والدته منذ 10 سنوات وهو ما ادى لانفكاك الاسرة واصبح شقيقه “ابو الفتوح ” 19 سنة ، مدمنا للمخدرات منذ ان كان عمره 12 عاما بسبب رفقة السوء .
اضاف قائلاً: اصرت والدتى على تربيتنا احسن تربية وعلمتنا وادخلتنا المدارس الخاصة ولكن شقيقى كان فاشلا فى التعليم وكان دائم الرسوب حتى ان فشل فى المرحلة الاعدادية والتحق بعد رسوبه بالتدريب المهنى وبعدها ادمن مخدر الهيروين ومن يومها واصبحت ايامنا سواد فى سواد..فكان دائما ما يطلب اموالا كثيرة من امى وكانت لا تعلم انه ينفقها على المخدرات وبعدما علمت بذلك حاولت اقناعه على العلاج فرفض وحاولت اقناعه اكثر من مرة ان احجزة بمصحة تفسية لعلاجه من الادمان الا انه لم يسمع الينا وكان دائم الكذب علينا ويبدع فى الحجج والاكاذيب لأخذ المال من امى.
وتابع قائلاً:وصل الامر به انه كان يعتدى بالضرب اكثر من مرة على والدتى لرفضها اعطائه المال وحول حياتنا لجحيم وكان يسرق محتويات الشقة ليبيعها لشراء تذاكر الهيروين وقبل الحادث بيومين قام بسب امى واهانتها وتعدى عليها بالضرب وهو ما دعاها الى ترك المنزل وتوجهت الى مسكن خالى هربا من افعال شقيقى وتركته معى فى الشقة.
كواليس الجريمة
روى المتهم تفاصيل جريمته قائلا كنت جالسا مع شقيقى وحدنا فى الشقة وفوجئت بتغيره واصبح عصبيا بطريقة غريبة لم اشاهده عليها من قبل وطلب منى اموالا فأعطيته 30 جنيها فأخذها وطلب اموالا اخرى فاخبرته اننى لم املك سواها فرفض وقام باحضار مطواه وهددنى بها وقام بطعنى بها فى يدى وتشاجرنا سويا ولم ادرى بنفسى الا واننى اطعنه فى رقبته ويسقط امامى غارقا فى دمائه فجلست جواره ابكى عليه .
اكمل قائلا لم اشعر بنفسى واصابتنى حالة لم اعرف تفاصيلها الا اننى قمت بسحبه الى حمام الشقة واسكبت عليه سبرتو واشعلت النار فيه لاتخلص من الجثة وعندما امسكت النار فى رأسه “صعب علىّ” فأطفأته على التو وقمت بلف الجثة داخل سجادة واستعنت بصديقا لى قام بمساعدتى فى حمله الى توك توك والقينا الجثة امام مسجد النور بدار السلام وفررت هاربا.
انهى المتهم حديثة باكيا قائلا انه ندمان على ما فعله بشقيقه الذى كان يحبه كثيرا لانه كان اقرب انسان اليه ولكن هو من دعاه لذلك وانه قتله دون قصد اثناء دفاعه عن نفسه ..ودعا الله ان يسامحه على فعلته.
بدأت تفاصيل الواقعة، عندما تلقى العقيد محمد محجوب رئيس مباحث قسم المعادي بلاغا لمن الأهالي بالعثور على جثة لذكر مجهول أمام مسجد النور الكائن بدائرة القسم.
وبالانتقال والفحص، وجدت جثة لذكر في العقد الثالث من العمر يرتدي ملابسه كاملة وملفوفة داخل سجادة زرقاء أسفلها حصيرة وعليها لاصق بلاستيكى ومكبلة بحبل ازرق وبها إصابات عبارة عن جروح طعنية بمنتصف الظهر، الرقبة، البطن، وآثار حروق بالجسم من أعلى.
تحرر عن ذلك، المحضر رقم 2280 لسنة 2014م جنح القسم وتولت النيابة العامة التحقيق وانتقلت الأجهزة الفنية المعاونة فى حينه، وبناءً
على توجيهات اللواء أسامة الصغير مدير أمن القاهرة بسرعة كشف غموض الحادث وضبط مرتكبيه، أمكن التوصل إلى شخصية المجني عليه، وتبين أنه يدعى “أبو الفتوح أحمد محمد عبد الرحمن” وشهرته “حسن” 19 سنة عاطل ومقيم بدائرة قسم شرطة دار السلام.
أسفرت جهود البحث، بأن وراء ارتكاب الواقعة شقيق المجني عليه “أبو الفضل” 21 سنة مندوب مبيعات ومقيم بذات مسكن المجني عليه.
وعقب تقنين الإجراءات أمكن ضبطه، وبمواجهته اعترف بارتكاب الواقعة وذلك لسوء سلوك المجنى عليه وسوء معاملته لوالدتهما مما اضطرها لترك مسكنهما، وأضاف بأنه حال تواجدهما بالمنزل قام المجنى عليه بإشهار سلاح أبيض “مطواة قرن غزال” لإكراهه على إعطائه نقود لشراء المواد المخدرة إلا انه نجح في استخلاصه منه وعاجله بعدة طعنات محدثًا إصابته المشار إليها والتي أودت بحياته وعقب ذلك سكب عليه مادة سريعة الاشتعال “كحول” لإضرام النيران به وقام بلف الجثة داخل السجادة واحكمها باللاصق وكبلها بالحبل البلاستيكي واستعان بصديقة “محمد أحمد عبد الغني” 21 سنة سباك ومقيم بدائرة قسم شرطة دار السلام في نقل الجثة والتخلص منها بإلقائها بمكان العثور عليها.
أمكن ضبط الأخير بمواجهته بما جاء بأقوال المتهم نفى علمه بواقعة القتل وأقر بمساعدته في التخلص من الجثة، معتقدًا أنها مخلفات منزلية.
تم بإرشاد المتهم ضبط ملابس المجني عليه ملطخة بالدماء أسفل أحد أبراج الضغط العالي الكائنة دائرة القسم، ولم يتم العثور على السلاح المستخدم في الحادث، تحرر عن ذلك ملحقًا للمحضر الأصلي وتولت النيابة العامة التحقيق.