هناك آراءٌ متضاربة حول النميمة في أماكن العمل، فبعض الدراسات تشير إلى أنَّها تخلُق بيئة عمل موترة للعاملين، فيما تلمّح أبحاثٌ أخرى لاحتمالية وجود فوائد من وراء الأمر.
حسب صحيفة “هافينجتون بوست” الأمريكية، كشف موقع Business Insider أن بعض علماء الأنثروبولوجيا يعتقدون أن سلوك النميمة قد تطّور بسبب نجاحه في خلق روابط أقوى بيننا على مر التاريخ، إلا أنَّه، وباتباع هذا المنطق، فإنَّ هؤلاء الذين لم يُفلِحوا في مواكبة الدردشة، أو كانوا هم مثار النميمة، غالباً ما ينتهي بهم الأمر منعزلين.
وتوجه بيريت بروجارد، أستاذة علم الأعصاب بجامعة ميامي، بعض النصائح التي يمكن لك اتباعها إذا ما اكتشفت أن زميلك يثير بشأنك الشائعات، سواءٌ بدافع الغل، أو رغبةً منه في التفوق عليك، فإنَّ نميمة مكتب العمل يمكن لها أن تكون وسيلة لفرض الهيمنة، أو طريقة للاستقواء وإخضاع الآخرين لسلطتك، خلال تدوينةٍ لها على موقع Psychology Today:
1. فكر بحذر قبل التعرّض للشخص الذي يثير حولك الشائعات
مواجهة الشخص المتنّمر قد لا تفلح وربما تؤدي لسلوكٍ انتقامي فيما بعد. فبوعيٍ منه، أو دون وعي، يبدو أنَّه رآك شخصاً يمكن استغلاله، ما حثه على الثرثرة بشأنك للاستقواء عليك وإخضاعك، إن كنت بالفعل أحد ضحايا النميمة، فاحتمالات تراجع الآخرين من خلال المواجهة ضئيلة. بل ربما تزيد المواجهة الموقف سوءاً، من خلال تحفيزهم على اختلاق المزيد من الشائعات الخبيثة.
2. الأمر ذاته ينطبق على مديرك
هذه النصيحة تعتمد على علاقتك برئيسك في العمل، فالتوجُّه له بالشكوى قد يساعد، لكن ذلك ربما يختلف في حالة كونه من الأشخاص المنحازين للنميمة داخل مكان العمل، إذا ظننت أن دوامة النميمة هذه تؤثر على نحو جادٍ في سمعتك، أو في قدرتك على أداء مهامك الوظيفية، توجه لقسم الموارد البشرية، غير أن هذا قد يخلق عواقب فوضوية أخرى، كالتورّط في دعوى قضائية على سبيل المثال.
وإن كنت واثقاً من احترافية مؤسسة عملك في التصرّف مع شكواك، فمن المحتمل اتخاذهم إجراءاتٍ في فريق العمل لتغيير مواقع الموظفين، لئلا تضطر للتعامل مع نفس الزملاء مجدداً، وفي جميع الأحوال ربما يتعين عليك البدء في جمع أدلةٍ تثبت تعرّضك للإساءة، مثل الرسائل الإلكترونية مثلاً. كما ينبغي لك البدء في حشد حلفاء لمناصرتك والشهادة لصالحك.
3. كن أذكى من خصومك
بحسب بيريت، فإنَّ الحيلة الأكثر نجاحاً في مواجهة النميمة هي السيكولوجيا المضادة، وإظهار عكس ما تشعر به، وإن لم يكن الأمر مؤلماً، يمكنك أن تجرب الحديث عن تلك الشائعات كما لو أنَّها لا تزعجك مطلقاً، وإن احتوت الشائعات شيئاً من الصحة، يمكنك إذن الاعتراف بذلك، مع توضيح كيف قمت بحل المشاكل.
على سبيل المثال، إذا عانيت في إحدى المهام، يمكنك أن تكون صادقاً في ذلك بإخبار الجميع كيف أفادتك التجربة، وكيف ساهمت في تطويرك، رغم ذلك لا يجب الاعتراف بشائعاتٍ لم تحدث قط، بالطبع مع كل هذه الأكاذيب المؤذية، فمن الصعب إنكارها دون أن يضعك ذلك في موقف الدفاع. ولكن كحلٍ بديل، تقترح عليك بيريت التركيز على وظيفتك بأفضل أداء لديك، فمصلاً إذا أثيرت شائعةٌ بشأنك مفادها أنَّك تتعاطى المخدرات، فمن غير المرجح أن يصدق أحد ذلك إن احتفظت بأداءٍ مهنيٍ جيد.
4. تصرّف بقوةٍ وثقة حتى وإن أحسست العكس
بعد انتقائك من بين الحشود واستهدافك بالشائعات، قد يزداد سلوك النمَّامين تجاهك سوءاً مع الوقت كاستجابةٍ لرد فعلك تجاه توافه الأمور، وإذا حدث نزاعٌ بسيط لا تقرر تهوينه وتجاهله، ينبغي لك مواجهة الشخص فقط لا تكن عدائياً، فمثلاُ إذا انتقدك أحدهم جهراً، لا تشعر بالخجل وتُقدِّم الاعتذار.
في المقابل، تنصحك بيريت بالتوقف عما تفعله، والالتفات للشخص المُنتقِد ثم إخباره أنَّ محادثتك على انفراد ربما تكون نهجاً أفضل، وإذا ردَّ بأي شيءٍ سوى الاعتذار، قم بالتأكيد على تفضيلك الحديث على انفراد، فبهذه الطريقة، ستتخذ موقفاً إزاء النزاع يترك انطباعاً أنَّك شخصٌ لا ينبغي العبث معه، أما إذا آثرت الصمت والسماح بأن يتم إحراجك علناً، فعلى الأرجح ستصبح ضحية لمزيد من الأكاذيب والقيل والقال.