عندما تنظر الروح إلى الجسد النائم على السرير سوف تعجز عن فهم الموقف! من هذا!؟ لماذا يشبهني!؟ هل انفصلت الروح عن الجسد..ما معنى كلمة “روح”؟ هل هذا هو الموت؟ أم أنها الغربة؟ أنت تشعر بالضعف..نعم إنه الضعف..تعجز عن خلق عالم يشبهك..هناك أنت الملك و لكن هنا أنت غريب..ضعيف..غير قادر على رؤية الواقع أو حتى التعامل معه..”الحلم” هل مجرد خيال..و لا يوجد شيء اسمه “انسان” و لكن أنت انسان…لا تنتمي لهذا الواقع..أنت مسجون في هذا المكان الضيق و المظلم..رغم ضوضاء البشر و سرعة الحياة..أنت تشعر أنك وحيد..ترى كل شيء و لكن لا أحد يراك أو حتى يدرك وجودك..إنها الغربة.
أنت إنسان و لكن ماذا عنهم؟ هم يظنون أنهم يعيشون في الجنة..لا يعرفون غير هذا العالم..”نص العمى” الذي هو في أغلب الأوقات يكون أفضل من “العمى كله”..و لكن أنت تعرف..تعرف أن جنتهم هي الجحيم ب ذاته..بكل تفاصيله! و لكن تفشل في إقناعهم بالحقيقة..فتقرر أن ترتدي الأقنعة..أنت بارع في صنها فتصنع ألف قناع..و ترتدي في اليوم ألف وألف قناع..و في المقابل تتعلم كيف تصنع عالم يشبهك..بدون أقنعة…لا يوجد بديل عن صنع هذة الجنة داخل عقلك في الغرفة المظلمة الباردة. .تعيش في كوخك الدافئ في غابة لا يسكنها بشر..لا ترى إلا المساحات الخضراء و نقاء الطبيعة الصادق..فتكتب ثم تكتب و تتفرغ لاكتشاف أسباب وجودك على هذا الكوكب. الآن أنت تشعر أنك في مكانك..نعم..أنت الملك..في عالمك الذي ليس وجود إلا في عقلك..أنت تصدقه و تؤمن بقواعده..أنت من وضعها..أنت الأهم في المعادلة.. تؤمن بوجود عالمك أكثر حتى من إيمانك بعالمهم الواقعي..كل شيء هنا أكثر صدقاً..المشاعر..الحب..الغضب..الحزن..
كل المشاعر هنا لها دفئ خاص..”الدفئ” ذلك الشعور العظيم ليس له وجود إلا هنا. و بعد اكتشاف عالم بلا أقنعة..عالم يشبهك..تتخلص لأول مرة من الشعور بالغربة القاسية…هذا ليس هروب من الواقع إنها فقط محاولة للحفاظ على “النفس” أو “الروح” ذلك المخلوق النقي..ناصع البياض..محاولة لحماية الروح من التلوث و التعفن..هنا في عالمك لا تستطيع حتى جذور العفن أن تنمو..هل أنت خائف؟ ذلك الخوف من سيطرة العفن و نمو جذوره وسط النقاء و الصدق..خائف من تلوث عالمك؟ لن تسمح بذلك..لا تنمو جذور العفن في عقلك في الغرفة المظلمة أو في “نافذتك إلى عالم يشبهك”..هنا ليس العالم المثالي..و هذة ليست المدينة الفاضلة..و لكن أنت مجبر على الخروج من هنا إنسان.