أستغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم، ولكن جرب يا سيدي الفاضل أن توجه النقد للسيد حمدين صباحي أو تسخر منه أو تسأل عن بعض القضايا المثارة حوله –بحسن نية– أو تقل أنك لن تنتخبه لأنك على غير اقتناع به أو لأنك ترى أنه لا يصلح لهذه المرحلة، جرب ذلك أمام أحد مؤيديه ولمرة واحدة فقط، ولكن عليك أن تستعد جيدا لسيل من السباب والتخوين والاتهامات بالنفاق والتطبيل وغير ذلك مما لا تشتهيه الأنفس أبدا “ولو كان لهم دقن كانوا كفروك كمان!”.
لا تعترض على لقب “مرشح الثورة” الذي منحه البعض لحمدين، فهو مرشح الثورة “غصب عنك” وما دمت لا تدعم حمدين فلا تتحدث عن انتمائك للثورة، ولا تتحدث عن أي تصريح أخطأ فيه حمدين أبدا فحمدين أشرف منك ” وأحلى من الشرف مفيش .. أه “، فحمدين صباحي لم يقل يومًا في أي قناة –وخصوصا مع محمود سعد- أنه سيدعم السيسي في حالة ترشحه للرئاسة، فلا تصدق هذا الكلام حتى ولو رأيته بأم عينيك أو سمعته بـ”صرصور ودنك”.
ولا تسأل عن برنامج حمدين ورؤيته للتنمية الإجتماعية والإقتصادية والإصلاح السياسي ومواجهة الإرهاب، فحمدين تاريخ كبير من النضال وإنت تيجي إيه في نضال حمدين يا “لاحس البيادة انت” أما عن برنامج السيسي فـ”إسأل إستشير “، ولا تسأل كيف سيقبل حمدين أن يكون رئيسا بعد أن وصف السيسي بالزعيم والبطل الشعبي .. حمدين لم يقل ذلك أبدا “قطع لسانك”.
وإياك أن تذكر كلمة عن تحالف حزب الكرامة مع الإخوان المسلمين في برلمان 2012، ولا عن اعتذار حمدين للإخوان عن ممارسات عبد الناصر في حقهم، ولا عن تحالف الإخوان والكرامة في انتخابات نقابة المحامين قبل ثورة يناير بالرغم من وجود قائمة قومية تضم محامين وطنيين، فحمدين صباحي قال ” إذا قارن الإخوان بيني وبين السيسي سيعطون أصواتهم للسيسي”.
لا تزايد على قومية حمدين فهو الذي دافع عن العراق وليبيا وفرد كل صفحات جريدة الكرامة دفاعا عن القذافي ولم يتخذ موقفا واحدا واضحا تجاه القضية السورية أو تقسيم السودان أو مجاعات الصومال وغيرها، ولا تسأل عن تأييد الدكتور عبد الحليم قنديل والدكتور عبد الله السناوي والمخرج خالد يوسف والدكتور حسام عيسى للسيسي- وهم أعضاء مجلس أمناء التيار الشعبي- بعد أن كانوا مؤيدين لحمدين صباحي لأن الموضوع ببساطة هو “أن كل حلفاء ريتشارد قد خانوه”.
كلنا نحترم حمدين صباحي ونقدر دوره جيدا، ولكنه في النهاية بشر يصيب ويخطئ، وهو رجل سياسة وشخصية عامة الأضواء دائما مسلطة عليه ومن الطبيعي أن يكون له معارضين، ولكن عليك يا عزيزي ” الحمديني ” أن تعمل من أجل أن تجعل احترامنا لحمدين يزداد حتى لو اختلفنا معه، وأن تقنعنا حقا أنك خير ممثل للثورة التي احتكرتها لنفسك والديمقراطية التي فصلتها على مقاسك ومقاس حمدين .